انجلت آثار المعركة الانتخابية على رئاسة اتحاد الكرة، وأفرزت ما بات معروفاً للجميع، وبذلك انتهى عصر الكلام الفروسي والوعود الرنانة
التي سمعنا منها ما نحب، وما نخشى أن يكون كلاماً مزوقاً وحسب.. كلاماً يمحوه نهار الفوز الانتخابي.
انتهى كل ذلك ودخلنا عصر تصديق الأفعال لما سبقها من أقوال.. اليوم بدأنا فعلاً مشوار الألف ميل وأكثر في سبيل تحقيق الطموحات الكروية بشارع افتقد طعم الانتصارات الكبيرة منذ زمن ليس بالقريب.
الامتحان الأول الذي يبدو أمامنا هو استحقاق منتخباتنا الثلاثة آسيوياً ومن الطبيعي أن نتجاوز كل ما سبق من أجل توفير متطلبات النجاح لهذه المنتخبات خارجياً.. وعلى المستوى الداخلي يبدو الامتحان القريب هو دوري الكرة وانتظام برنامجه، وطبعاً تحديد موعد انطلاقه.
نقول: ننتظر منكم تجاوز المرحلة الماضية والارتقاء فوق الحسابات الشخصية «إن وجدت!» لكي نعمل جميعاً من أجل الفرح الجماعي المنشود، ولاسيما أن الوقائع الحالية بتشكيلاتها وإداراتها المختلفة باتت أمراً محدداً ومنتهياً، ومن الطبيعي أن نمنحها الفرصة لنرى نتائجها.
بالطبع من حق الاتحاد الجديد الدراسة والتقييم واتخاذ ما يراه مناسباً في كثير من الخطوات القادمة، ونحن هنا إنما نذكر فقط بما تحدثوا عنه سابقاً من موضوعية وشفافية وروح التعاون وجعل المصلحة العامة فوق كل شيء، ومن لا يمتلك القدرة يجب أن يقف أمام مرآة ذاته أولاً.
نعلم جيداً أن الواقع العملي سيفرز كثيراً من المشكلات التي تنتج عن الممارسة الفعلية لمهام رئيس الاتحاد وأعضائه على أرض الواقع، ولكننا نظن أن المنتخبين إلى هذه المهمة الكبيرة لديهم من التجربة والمعرفة ما يساعدهم في التعامل بشكل موضوعي مع كثير من القضايا التي قد تظهر هناك وهناك، فثمة ملفات كثيرة تحتاج إلى الدراسة والاهتمام من أجل تحقيق الوعود التي أطلقت قبل الانتخابات.
كانت وما زالت كرة القدم ساحرة وشاغلة الناس في الشارع الرياضي على مختلف المستويات ولذلك من الطبيعي أن يكون الحديث الإعلامي والشعبي والرياضي منصباً على هذه اللعبة التي تشكل واجهة للرياضة، والانتصار في ميادينها يحمل فرحاً أكبر من غيره. ولذلك نعتقد أن القادم من الأيام هو زمن الأفعال التي ننتظرها منكم ولا نرى بديلاً منها.
غســــان شــــمه
gh_shamma@yahoo.com