صوت الموقف

قبل عام وفي بداية الموسم الكروي الماضي لدوري المحترفين كانت الأمنيات والشغل الشاغل الوحيد لنا في أن نرى دورياً كروياً خالياً

fiogf49gjkf0d


من الأخطاء التحكيمية، ومن الشغب الذي كان يقض مضجع القائمين على ملاعبنا، فعبثية البعض ممن امتهنوا إتلاف موجودات الملاعب وإثارة المتاعب هي ما دعتنا إلى كتابة أسطر تتوق كلماتها إلى رياضة عصرية تخلو من أي منغّصات، ولم يكن يخطر ببال أحد أن الفساد المالي سيكون وقود دوري المحترفين الذي يحرق بأتونه كل لون زاه لرياضة محلية أصبحت مضرب مثل سلبي في غاياته وغير مبال في أهدافه.‏


دوري المحترفين لهذا الموسم (2009-2010) بدأ بعد فترة استراحة عانت فيها أندية كثيرة من العقوبات التي كانت تصدر عن لجان غير متخصصة بين الفينة والأخرى ولتأتي لجان على أنقاض أخرى تعبث قراراتها الارتجالية بكل ما هو ايجابي ومحرك لعجلة الرياضة المحلية.‏


دوري المحترفين بدأ والحيرة ترتسم على وجوهٍ عانت قبل أيام من تقلبات أحوال أندية كبيرة وعريقة تحولت فرقها الكروية إلى مراكب تائهة تتقاذفها الرياح، وقد عجزت كوادرها الإدارية والفنية أن تجد مخرجاً لما وصلت إليه من ضعف في الإمكانيات والأداء.‏


لقضاة الملاعب نقول: ما أكثر العبر، وما أقل المعتبرين، وبنظرة ليست بالبعيدة للوراء نلاحظ أن معظم المشاكل التي أثيرت في الدوري الماضي كان محورها الرئيسي التحكيم والاتهامات المتبادلة بالفساد المالي والرشاوى التي كانت تعطى لهذا أو ذاك، وعليه فقد أعفي العديد من الحكام (بعضهم دوليون) وكان يفترض أن يتحلوا بالحيادية المطلقة، فبعض الصافرات الخاطئة كان لها منعكسات سلبية داخل الملعب وخارجه وحالياً فإن لجنة الحكام في اتحاد الكرة الحالي أهّلت العشرات من الحكام الشبان وأعتقد أن رسالة الدكتور معتصم غوتوق قد وصلتهم مباشرة حين أشار إلى لوائح العقوبات في الاتحاد التي يفترض بأي منهم ألا يتجاوزها وأن يكون ما حدث في الدوري الماضي من أخطاء تحكيمية درساً لكل منهم مع الإشارة إلى حصانة الحكم التي تفرض عليه صفات يجب أن يتحلى بها كالشجاعة في اتخاذ القرارات دون النظر إلى المباراة التي يقوم بتحكيمها.‏


الاحتراف في تطبيقاته الحالية أخذ من اللاعبين مأخذاً، وبعضهم يركز على المنفعة القصوى من ناديه على حساب أدائه الفني، والمطلوب من هؤلاء في المرحلة القادمة التركيز على الأداء وتنفيذ خطط المدربين واحترام قمصان الأندية التي يلعبون لأجلها أو ينتمون إليها، فالرياضة لا قيمة لها دون احترام المعايير الأخلاقية التي تتخللها، وعلى الجميع التركيز على هدف أسمى وهو كيفية تأهل سورية إلى نهائيات كأس العالم مع تذكيرهم من جديد بأن مستوى الدوري الفني والتنظيمي هو الأساس في وصول منتخباتنا الوطنية الى النهائيات العالمية ولا يخفى على أحد أن الدول المتفوقة كروياً تمتلك أندية قوية في منافسات دوريها المحلي، ومتابعة تلك الأندية لا تقل متعة عن متابعة منتخباتها في نهائيات كأس العالم.‏


رسالة -حبذا – لو تصل الى المدربين والإداريين في آن معاً ومفادها أن الشحن المفرط للاعبين لن يرتقي بالمستوى الفني وهو أمر رأيناه في المباراة الفاصلة بين الاتحاد والكرامة في اللاذقية للتربع على كرسي صدارة الدوري المنصرم، وأن شعار «لا بديل من الفوز» له منعكساته السلبية فالتركيز يجب أن يكون على اللعب النظيف، وأن استثارة الجماهير بحركات انفعالية هي بعيدة عن أخلاق شعبنا، ولا يخفى على هؤلاء أن مبارياتنا المحلية بدأت تتناقلها الفضائيات المختلفة.‏


– اللجنة الحالية بدأت قوية حين أصرّت على البدء بالدوري حرصاً منها على احترام مواعيد الدوري والالتزام بالبرنامج الذي حدده الفيفا والذي يقضي بانتهاء دوري المحترفين في أيار من السنة المقبلة.‏


إسـماعيـل عبـد الحـي‏


esmaeel67@ live.com‏

المزيد..