قبل جولة الحسم.. من ظلم مَن.. ومن يدفع الثمن بدلَ مَن.. وماذا لوتأهّل منتخبنا?

غانم محمد-في الوقت الذي جهّز كلّ منّا شماعةً لخساراتنا في تصفيات كأس العالم,

fiogf49gjkf0d


وسطّر (خطبته العصماء) ليظهر بمظهر البطل ويُردي الآخرين في مستنقع الخيبة قد يحدث ما يعكّر صفو هذه (الأحلام السوداء لدى البعض) فيتأهّل المنتخب ولو على جنح صدفة حمقاء وهذه الحالة لن تفوتهم أيضاً, إذ أنّهم بالتأكيد جهّزوا أنفسهم ليتسلقوا كالطحالب على جسد هذا التأهّل!‏



إن تحدّثتُ عن أي تفاؤل ما زال قائماً بالتأهّل فمن حقّ الآخرين أن يصفوني بالجنون, لكن إن تحدّثتُ عن بقية باقية في نفسي لأمل التأهّل فهذا حقّ لي وما زلتُ على دعائي الذي لم يتوقف للمنتخب مع علمي أنّ الدعاء وحده لا يكفي للفوز بكرة القدم!‏


في كرة القدم كلّ شيء وارد, ومع هذا فثمة منطق خاص بها يحضر في بعض الأحيان, ولولا أنّ الكرة مستديرة وبالتالي لا وجه لها لسلّمنا ببعض المقدمات النظرية التي ترجّح كفّة المنتخب الإماراتي الشقيق ولكن دعونا ننطلق من السؤال: ما الفرق بين عدم التأهل للدور الحاسم وأي نتيجة يحققها منتخبنا في هذه المباراة?‏


ما معنى هذا الكلام?‏


أعتقد أنّ المدرب محمد قويض قد أخذ في حقيبته هذه القناعة وسيعمل بمفرداتها ولهذا نتوقّع أن يلعب بطريقة (4-3-3) ليؤمن الدفاع بحيث لا يتعرّض مرمانا لأي هدف ويحقق الكثافة الهجومية التي تعبّر عن جديّة المحاولة رغم كلّ المقدمات الصعبة وأي شيء عدا ذلك يشبه الاستسلام للخروج من التصفيات والبحث عن نتيجة شرفية ينهي بها المنتخب مشواره في تصفيات كأس العالم وهذا ما سيزعجنا بالتأكيد..‏


ندرك أنّ المهمة صعبة ولكنها ليست مستحيلة, وندرك أنّ المنتخب الإماراتي من المنتخبات القوية ولكنه ليس بالمنتخب الذي لا يُهزَم, وندرك أنّه يمتلك بعض العناصر الجيدة لكننا ندرك أيضاً أن تعطيل إسماعيل مطر يريح منتخبنا كثيراً, وندرك وهذا هو الأهمّ أنّ (الروح) هي التي تحدد هوية المباراة فإن كانت هذه الروح (انهزامية) كما كانت عليه في الشوط الثاني من مباراتنا مع إيران فإن العودة بخسارة جديدة أمرٌ مفروغ منه, وإن تجمّلت بالشجاعة وتذكّرت كم حرقنا من أعصاب فقد تعيدنا إلى نفسنا بعد أن كدنا نضيّعها في تفاصيل المنتخب!‏


> > >‏


سئلتُ قبل أيام: ألم تملّ من الركض وراء أمل هنا وشبه فرصة هناك, فقلتُ وقد أتعبت الخيبة بمباراتنا مع إيران الجواب: نعم, فما زلتُ من حوالي عشرين سنة أعدُ نفسي وأحاول أن أزرع الأمل في نفوس من يقرأ ما أكتب ولم يتحقق الرجاء ولا مرّة, وإن صارحتُ نفسي ولو بصمت, فإني أتفق معها على استحالة تحقيق أي إنجاز في القريب العاجل والسبب ليس مدرباً لم يوفق في التشكيلة أو لاعباً أضاع فرصة ولا جمهوراً غاب عن مباراة أو قذف أرض الملعب بالزجاجات الفارغة في مباراة أخرى, السبب هو غياب أي استراتيجية واضحة عن عملنا الكروي (هذا إن كان كلّ من يعمل في كرتنا يعرف معنى كلمة – استراتيجية)!‏


هناك خلل كبير في كرتنا, بثقافتها وبأشخاصها, ببطولاتها المحلية وفي نظرتها للمشاركات الخارجية, في جمهورها وفي إعلامها, في محاولة الإطباق عليها وإجهاضها تحت ظلّ عبارات الحبّ لها والاستعداد للتضحية من أجلها..‏


صدّقوني, فإن مفاصل مؤثرة في المنتخب الوطني كلّ ما يهمّها من المنتخب هو ماذا ستعود عليها سفرات المنتخب وما هي التعويضات والمكتسبات التي يمكن أن تُجنى من تحت قبّة المنتخب ولو وصل الأمر إلى مساومة لاعب في المنتخب عن طريق وسيط لقبض مبلغ محترم لقاء المساهمة في إقناعه للتوقيع للنادي الذي حمل عرضه ذلك الوسيط (وبإمكاني التصريح عن الحالة التي أشير لها لكن أحترم المصدر بعدم التصريح عنها حالياً ولا أملك وثيقة تثبت ذلك والمعلومة كلّها على ذمّة المصدر وهو موثوق جداً بالنسبة لي).‏


> > >‏


لا أريد أن أبتعد كثيراً عن جوّ مباراتنا القادمة في التصفيات ( وإن كانت كل هذه التفاصيل مؤثرة بشكل أو بآخر على هذه المباراة) فالأحاديث التي ضجّ بها الأسبوع المنصرم كان عنوانه الأبرز: كم نحتاج من الأهداف للتأهل إلى الدور الثاني?‏


أعتذر بداية عن الاحتمالات التي أوردتها في العدد الماضي فهي على صحّتها كانت بحاجة لإضافة هامة وهي عبارة (مع مراعاة فارق الأهداف وغلطة الشاطر بألف وها أنا أعتذر عن هذا الخطأ الفادح) لكن الغريب هو ما في اتحاد الكرة من (جهل) حيناً ومن (نكايات) حيناً آخر, ومن رغبة بتفشيل المنتخب من قبل البعض أحياناً أخرى!‏


أولاً – قبل الخوض في أي استحقاق من واجب اتحاد الكرة أن يعمّم على وسائل الإعلام نظام هذا الاستحقاق أو تلك البطولة سواء طلب الإعلام ذلك أم لم يفعل, لأنه – أي اتحاد الكرة- يدرك أن الإعلام الرياضي سيتعامل مع هذه المسابقة في سبيل خدمة منتخباتنا وبالتالي لا يجوز أن يكتم عنه معلومة مفيدة وليس من واجب الإعلام أن يعرف نظام جميع المسابقات لأن لكلّ اتحاد قاري أو إقليمي نظامه الخاص وأحياناً يكون لكل جولة أو مسابقة لدى الاتحاد نفسه نظام خاص ومتغيّر, ولا أورد هذه الإشارة لرفع التهمة عن الإعلام الرياضي الذي سلّم بما يردده القائمون على المنتخب في الاحتكام إلى المواجهات المباشرة بين المنتخبات المتعادلة بالنقاط وعلى هذا الأساس قلنا في العدد الماضي أنه حتى عند الخسارة يبقى لنا أمل بالتأهل من خلال الفوز على الإمارات, لكن وبعد الوقوف على المعلومة الصحيحة أصبح هذا الفوز مشروطاً وشرطه الذي لا ثاني له هو أن نفوز بفارق ثلاثة أهداف… وقبل أن أنتقل من هذه النقطة أشير إلى أنّ أحد الزملاء الإعلاميين من حمص اتصل بأمين السر المستقيل المهندس توفيق سرحان وسأله عن كيفية كسر التعادل بيننا وبين الإمارات في حال حدث ذلك وهل هو بفارق الأهداف أم بتمايز المواجهتين ليردّ على الناس الذين يسألونه عن هذا الأمر فتخيّلوا أنه ردّ عليه – وعلى ذمة هذا الزميل – بعصبية وقال له: اسأل نزار وتة!‏


ثانياً – إن كانت المعلومة التي نُقلت إلينا من الزميل بشار حاج علي نقلاً عن الزميل عبد الباسط النجار والتي تقول: إن أحد المؤثرين في المنتخب طلب من الزميل عبد الباسط النجار مبلغ خمسة آلاف دولار لقاء المساهمة بإقناع فراس الخطيب بالتوقيع لنادي الزمالك المصري صحيحة فإنّ كل ما نسمعه من هذا (المؤثر) عن تعبه وشقاه مع المنتخب يندرج في قائمة الباحثين عن المنفعة على حساب المنتخب لا في قائمة (المضحّين) في سبيل المنتخب, لأننا وصلنا وبكلّ أسف إلى مرحلة نعتبر فيها العمل في الرياضة السورية تضحية مع أنّ هذه الرياضة كالبقرة الحلوب! وحتى لا تُنسب الإشارة إليَّ ولا أستطيع إقامة الحجّة عليها فقد ذكرت اسم الزميلين الذي نقلت على لسانهما المعلومة قبل أن تصل إليَّ.‏


ثالثاً- مراسلات طويلة.. وتكاليف باهظة.. وآمال عريضة.. وقناعة مسبقة بمستوياتهم الفنية.. والنتيجة.. مباراة واحدة للاعب إلياس مرقص.. أقل من 90 دقيقة للؤي شنكو.. حوالي شوط واحد لسنحاريب ملكي… أمن أجل هذا فقط كان كل ذلك الاستنفار فيما يخصّ اللاعبين المغتربين الذين ذكرتهم?‏


أرجو أن تكون مشاركة لؤي شنكو وسنحاريب ملكي غداً منذ البداية على الأقلّ ليقنعنا المدرب محمد قويض أنّه اختارهم عن قناعة وثبّتهم في المنتخب بناء على معطيات فنية وليس استجابة لمطالبة جماهيرية وإعلامية سعت لذلك هرباً من حالة إحباط كانت موجودة في المنتخب.‏


رابعاً – نريد محمد قويض ولو خسر بالعشرة ولا نريد فجر إبراهيم ولو أحرز لنا كأس العالم… هذا الكلام مرفوض جملةً وتفصيلاً وكلّ من يعمل في المنتخب على مسافة واحدة منّا ولنا بالأشخاص أفعالها وليس أسماؤها.. وقفنا إلى جانب فجر إبراهيم عندما كان يعدّ المنتخب لهذه التصفيات, وصفّقنا للتعادل مع إيران في طهران لأنها كانت نتيجة جيدة في بداية المشوار والأهمّ من ذلك لأن المنتخب قدّم في تلك المباراة أجمل عرض له في هذه التصفيات حتى الآن, وانتقدناه عندما اخطأ في مباراة الإمارات بدمشق وعندما وضع حاجزاً بين المنتخب وجمهوره وتعالى على هذا الجمهور ورفض سماع أي وجهة نظر غير وجهة نظره, ووقفنا مع محمد قويض الموقف نفسه لأنه مدرب المنتخب وليس لأنه محمد قويض ورافقنا فترة تحضير المنتخب بقيادته بشحن إعلامي لم يشهد نظيراً له من قبل وباركنا كلّ خياراته المحلية أو علي صعيد استقدام اللاعبين المغتربين, أما الغريب فهو موقف بعض السادة القراء من انتقاداتنا للمنتخب بقيادة (أبو شاكر) والذين استسلموا للمقولة: (انتقاد فجر إبراهيم واجب وطني وأبو شاكر خطّ أحمر)!‏


أيها السادة: لن نحقق أي فعل إيجابي لا في الرياضة ولا في غيرها إن لم نكن صريحين مع أنفسنا وإن لم نسمِّ الأشياء بمسمياتها, وخطأ القويض على سبيل المثال لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن ننسبه للمدرب السابق فجر إبراهيم أو نلقيه على ظهر الحلقة الأضعف وهي اللاعب ومحمد قويض امتلك الجرأة وقال بعد خسارتنا مع الكويت: أنا أتحمّل المسؤولية فهل تريدوننا أن نبتعد عن هذه الحقيقة?‏


خامساً – نقدّر للمدرب محمد قويض إقدامه على مغامرة تدريب المنتخب في غيرية وطنية تُحسَب له, ونقدّر له محاولته التي لم تهدأ لاستقدام اللاعبين المغتربين ولا ننكر عليه أي جهد مخلص قام به, ونعترف بذات الوقت أنّ الظروف الداخلية في اتحاد كرة القدم شوّشت عليه أو على الأقل لم تقدم له المساعدة ولكن كلّ هذا لا يمنعنا من رؤية الخطّ البياني المتدهور للمنتخب في هذه الفترة من أداء مطمئن أمام عمان إلى فوز مثير على العراق إلى خسارة ودية أمام السعودية على فوز باهت على الكويت في دمشق إلى خسارتين كفراق الوالدين أمام الكويت وإيران فهل نصفّق أم يسمح لنا بعض المتعصبين على الأقلّ بالتعبير عن قهرنا?‏


سادساً – ألا يحقّ لنا أن نسأل: ماذا يفعل الطاقم الإداري في المنتخب والمؤلف من مدير المنتخب السيد نزار وتة والإداري العام السيد عارف سلو والإداري أحمد هلال?‏


إن كان كلّ عملهم هو تأمين الحجوزات الفندقية وحجوزات السفر فيستطيع أن يقوم بهذا العمل أيّ موظف, وإن كان الهدف من هذا الطاقم هو الإلمام بكلّ شاردة وواردة فإنه لم يقم بواجبه لأنه أوقع المنتخب بأكثر من مطبّ ومنها غياب اللاعبين المغتربين عن مباراة الذهاب مع الكويت وعدم معرفته بآلية كسر التعادل في حال التعادل بالنقاط, حتى في موضوع الحجوزات الفندقية كانت شكوى هذا الطاقم تصل إلى كلّ الأرجاء حتى أصبحت مادة مثيرة في بعض الصحف العربية ومع هذا كأنّ شيئاً لم يكن, وخذوها منّي لن تُشكّل أي لجنة تحقيق في موضوع (الهويات الشخصية) لأن الكعكعة على ما يبدو مقسّمة ولا داعي لدخول طرف جديد على المخاصصة وفهمكم كفاية.‏


سابعاً – كنتُ أراهن بيني وبين نفسي على موضوع لياقة المنتخب لأكثر من سبب وفي مقدمتها وجود مدرب لياقة لأول مرّة منذ فترة طويلة مع المنتخب ولكن النتيجة أنّ منتخبنا ظهر في مبارياته الثلاث الأخيرة بأسوأ صورة من حيث اللياقة فما القصّة?‏


ثامناً – وجود مدربين مساعدين للمنتخب يفترض أن يكمّل عمل المدرب الأساسي وتكون قراءة الأخطاء المسجلة في كلّ مباراة واضحة من خلال معالجتها في المباراة القادمة وهذا الأمر لم نلحظه أيضاً.‏


تاسعاً – حمصنة المنتخب أو كرمنة المنتخب ..الخ عبارات بدأنا نسمعها وهي تقال للمرة الأولى.. أورد ذلك دون تعليق.‏


عاشراً – أعود للبداية: ماذا لو حقق منتخبنا في مباراة الغد النتيجة التي تؤهله للدور الثاني? هل ستُطوى كلّ هذه الملاحظات أم سيكون التعامل معها إيجابياً بحيث لا تتكرر في الدور النهائي?‏

المزيد..