الجنـــرال بوظـــو.. جـــاء ليكحلهـــا فأعماهـــا!

إن كنت على عجلة من أمرك فاعبر فوق هذه المقدمة إلى خلاصة الكلام وستكتشف حينها أنه لا العميد فاروق بوظو و لا أبو زيد الهلالي قادر على تحريك رياضتنا أو إخراجها من ضياعها!

fiogf49gjkf0d


ابتلينا بواقع رياضي مرير، جلدنا بالتكهنات و التأملات كثيراً، نضحك على أنفسنا و على الآخرين، والحصيلة اليوم كما كانت في الأمس و كما ستكون لاحقاً.. لا شيء..‏



نحن الصحفيين بتنا نخجل من محاولات زرع الثقة و التفاؤل في نفوس الآخرين، ونخجل من تدفق حماستنا مع حروفنا، و لو أن الصفحات ترضى لونها الأبيض لأوقفنا إراقة حبرنا عليها و لأوقفنا أي حديث عن رياضتنا لأنه لا أحد يقرأ، و لا أحد يسمع ولا أحد يأبه بمشاعرنا..‏


نعترف أن فوزاً معيناً لمنتخب الأشبال أو الرجال، أو لنادٍ معين في بطولة رسمية أو دورة ودية سيعيدنا إلى حماقتنا فنخرق الحروف و نحن نشد على يدي من فاز، و الحقيقة أننا نساهم بشكل أو بآخر بالإبقاء على تخلفنا الرياضي قاطبة و إن كان محور الحدث والاهتمام هو كرة القدم..‏


زعلنا ممن دافعوا عن «حالة ديمقراطية رياضية» أكثر من زعلنا ممن نسفوا هذه الحالة لكننا في الوقت ذاته نجحنا بإقناع المخطىء بالتراجع عن خطئه إلا أن المحاولات لم تقف عند فضيلة التراجع عن الخطأ فكان «الالتفاف» وحكاية الاستقالات وقبلنا هنا بـ «دكتاتورية» اعتقدنا أنها ستضع حدا لحالة الضياع التي نعيشها على مستوى المؤسسة الرياضية لكن ما هي إلا أيام قليلة حتى طب علينا رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم السيد محمد بن همام ظهيرة يوم الجمعة 4/9/2009 وأولى مفاجآت هذه الزيارة هي خروج الدكتور أحمد جبان لاستقباله وثاني المفاجآت غضب العميد فاروق بوظو عندما عرف أننا نعلم بالزيارة وثالث المفاجآت إبداء عدم معرفته بها ورابعها أن تكليف الدكتور جبان باستقبال بن همام كان من قبل الاتحاد الرياضي وخامسها التكتم لاحقا على نتائجها.‏


لا يا جنرال.. الرياضة ملعبنا وكل ما يدور في فلكها من اختصاصنا وتعلم وأنت القريب منا جدا أننا ربما نعيش تفاصيلها الآن أكثر منك وقد فرحنا لعودتك إلى أجواء هذه الرياضة ولم نناقش سلبيات وايجابيات هذه العودة لأننا ارتأينا الاسراع بالخروج من الأزمة التي عصفت برياضتنا بأقل الخسائر الأمر الذي جعلنا نسلم ببعض الأخطاء.‏


جاء محمد بن همام وغادر ولم تخرج علينا المؤسسة الرياضية مباشرة بأي تصريح رسمي حول أهداف الزيارة ونتائجها وكأننا «صفر» في المعادلة الرياضية ما علينا إلا التصفيق لكل ما يعتبرونه صحيحا.‏


لا يا جنرال لك الثقة التي منحت إياها ولنا وجهة نظرنا بأدق تفاصيل العمل الرياضي قد نستطيع الانتظار بعض الوقت لكن لا نستطيع أن نبقى مغمضي العينين كثيراً.‏


القرارات التي تتخذ دون دراسة كافية ستحسب على المرحلة التي تقودها ولن تكون من الذكريات الطيبة بالنسبة لك وحكاية البدعة الرباعية هي الأكثر غرابة في المشهد الأخير.‏


عندما كان المطلوب هو الترويج لقرارات ستتخذ كانت المؤتمرات الصحفية والندوات الحوارية وعندما بات ضروريا توضيح بعض القرارات أغلقت الهواتف وانقطعت الاتصالات.‏


طالبتم غيركم بالوضوح فوقعتم في مطب الغموض وتحدثتم عن مخالفة اللوائح المعمول بها فعلى أي شيء استندتم في قرار دوري الهبوط؟‏


كنتم من أشد المعارضين لـ «دكتاتورية» المكتب التنفيذي والأكثر رفضاً لـ «الاتحاد الرياضي» فما الذي تغير؟‏


باختصار، لا جديد في سياستنا الرياضية ولا جديد في آلية التعامل مع الأزمات الرياضية ولا جديد على صعيد القرار الرياضي الذي لم يمتلك حتى الآن الحد الأدنى من مقومات الاقناع.‏


القرار الرياضي الذي بدأنا الحديث عنه في العدد الماضي وتطرقنا إليه فيما تقدم من سطور سيبقى عرضة لـ «الاهانة» ما لم ينفض عنه كيدية المواقف الشخصية وأنانية النظرة الذاتية وللحديث أيضا بقية.‏


غـــانــــــم مـحـمــــــد‏

المزيد..