المشهد أتوقعه مختلفاً كليّاً عن سابقه في العباسيين وإن كان طرفا اللقاء هما ذاتهما..
هذه المرّة ندخل مباراة الكويت إياباً ونحن في صدارة المجموعة الخامسة بينما بقيت الكويت في المركز الأخير في هذه المجموعة وهذا الأمر قد يؤثر في الاتجاهين, الأول هو ما يخصّ منتخبنا الذي عليه أن يلعب بثقافة البطل لهذه المجموعة وبالتالي المزيد من الثقة والشحنات المعنوية, والثاني هو ما يخصّ المنتخب الكويتي والذي سيلعب للمرة الثانية أمام جمهوره وسيكون في وضع حرجٍ وهو الذي يتذيّل المجموعة بنقطة واحدة من تعادل وخسارتين وهذا الأمر لا يرضى الجمهور الكويتي أن يستمرّ وبالتالي سيكون المنتخب الكويتي في حالة تحدٍّ مع نفسه للإبقاء على آخر أمل له في المنافسة على إحدى بطاقتي المجموعة وهذا سيصعبّ مهمة منتخبنا وقد يسهّلها وسنأتي على هذا لاحقاً.
قبل السفر إلى الكويت أشار مدرب منتخبنا محمد قويض إلى صعوبة الرحلة إلى الكويت آخذاً بعين الاعتبار هذه المقدمات النظرية لكنه بدا متفائلاً مع حلحلة موضوع اللاعبين المحترفين وبعد الفوز الصعب على الكويت في العباسيين معترفاً بالوقت ذاته أنّ الأداء لم يكن مقنعاً في مباراة العباسيين لكن الوضع الحالي في المجموعة مريح بالنسبة لنا.
مباراة الغد في الكويت تحمل عناوين كثيرة وكلّها مهمّة شكلاً ومضموناً والتعامل بحذر مع هذه العناوين هو الذي يقود سفينة منتخبنا إلى البرّ الذي نعلن فيه أفراحنا الكروية بشكل شبه نهائي.
الفوز أولاً
من الطبيعي أن يتجه تفكير منتخبنا بالدرجة الأولى إلى نقاط المباراة الثلاث وهذا حقّ مشروع لنا وعلينا أن نفكّر بالطريقة التي تجعل هذا الخيار قريب التحقيق.. نتحدث عن هذا الأمر ونتذكّر مباراة العباسيين ونسأل: ما الذي جعل الأداء السوري باهتاً في بعض مراحل ذلك اللقاء ولماذا ارتفع الأداء عندما أردنا ذلك?
أصبح معروفاً أنّ المدرب (أبو شاكر) يراهن على مقولة: العبرة في الخواتم, وهذا الكلام مريح ومطمئن ولكن هل يتحقق لنا هذا باستمرار?
على الأغلب يلعب (أبو شاكر) بهدوء سواء مع المنتخب أو مع الكرامة ويلقي بكلّ أوراقه في الشوط الثاني وفي معظم الأحيان تأتي النتيجة المطلوبة ولكن ما المانع أن نقلب المعادلة أو بشكل أصحّ أن نصحح طرفي المعادلة فتكون القوة متساوية وموزعة على الشوطين خاصة مع وجود الأوراق المساعدة في تشكيلة المنتخب حالياً?
بإمكان المدرب محمد قويض, وهذا ما أتمنى أن يفعله, أن يلعب على تعجّل الأشقاء لتهدئة جمهورهم والتسجيل في مرمانا واستعجال الفوز من خلال الزجّ بالتشكيلة الهجومية المثالية التي يكون فيها رجا رافع هو الفارق الحقيقي بوجود فراس الخطيب وسنحاريب ملكي (مع تأكيدات القويض بأن وضع مشاركة المحترفين أصبح سليماً) وفي هذه الحالة سيستغلّ منتخباتنا المساحات التي يخلقها التقدّم الكويتي نحو مرمانا وسرعة رجا رافع هي العامل الحاسم في هذا الأمر ولا حاجة لتأجيل مشاركة رجا إلى الشوط الثاني ولا أتدخّل هنا في القرار الفني للمنتخب خاصة وأن القائمين عليه لن يقرؤوا هذا الكلام غلا بعد عودتهم من المباراة ولكن هي وجهة نظر أتمنى أن أرى ترجمتها في تشكيلة مباراة الغد.
بإمكان منتخبنا أن يعود من الكويت فائزاً إذا ما استعاد هيبته وعمل على بعض الضعف الموجود في المنتخب الكويتي وارى هذا الاحتمال قريباً من منتخبنا وإذا ما تحقق ستكون فرصة منتخبنا ببلوغ الدور الحاسم كبيرة جداً.
والتعادل مقبول
في كرة القدم من يتعادل خارج أرضه ولا يضيّع نقاط الداخل يتأهل إلى مراحل متقدمة, وبنسيان تعادلنا مع الإمارات في دمشق فإن الفوز التالي على الكويت مشفوعاً بتعادلنا مع إيران في طهران يجعلنا نرضى بالتعادل مع الكويت في ملعبها ويسهّل مهمتنا بعض الشيء..
هذا الخيار نرضى به إن كان الوصول إلى نقاط المباراة في ظلّ التحديات التي أشرتُ لها في الفقرة السابقة صعباً ومع هذا يبقى تفكيرنا بالفوز ولا شيء غيره لا غروراً وإنما زيادة ثقة بمشاركة محترفينا في هذه المباراة.
لا قدّر الله
مجرد التفكير بالخسارة يوجعنا, ولكن هي إحدى ثلاث نتائج معتمدة في كرة القدم, سيعمل الجهاز الفني للمنتخب قدر المستطاع على تجنّبها فتستمر حظوظنا بالتصاعد بدل العودة إلى الحسابات المتعبة.