كنا من أوائل من تناول أعمال وقرارات اتحاد الكرة المقال بالنقد حين يستدعي الأمر ذلك، وأشرنا الى أخطاء هنا وهناك حتى اتهمنا من قبل البعض كما درجت عادتهم…!
الاتحاد المقال كان مثار جدل كبير في أعمال وقرارات عديدة حتى جاءت قشة جورج مراد…. فكان حل الاتحاد أمراً طبيعياً ومطلباً جماهيرياً واعلامياً لا رجعة عنه.. وكنا، وسنبقى، مع مبدأ المحاسبة في مختلف المستويات والحالات، ولذلك لم ولن نصدق ما تناثر من كلام عن استبعاد المحاسبة التي نتمنى أن تكون مبدأ عاماً يسري على كل من يخطئ…!
مع كل تلك المسلمات الاساسية، هناك مايثير دهشة المرء وحتى استنكاره نوعاً ما، وخاصة عندما ترتفع أصوات تهاجم بشراسة لافتة إلى واقع الكرة بعد الفضيحة….. فبقدر ما تبدو المسألة النقدية محقة على وجه العموم، بقدر ما تثير حفيظتنا من جهة أن صاحب هذا الصوت أو ذاك يحمل على عاتقه أخطاء قد لا تقل، بل أكبر، من هذه، وهنا نذكر على سبيل المثال ما حدث لمنتخبنا الكروي في التصفيات المونديالية السابقة وكيف خرجنا بسبب الجهل والاستهتار وعدم معرفة آلية التأهل وقد كنا آنذاك على بعد خطوة واحدة صغيرة، فهل كان الخطأ أقل فداحة..؟!أما بعض الأشخاص من أصحاب المواقع في عملنا الرياضي فلينظروا بين أيديهم والى انجازاتهم وعملهم، وليقف بعضهم أمام ذاته أو أمام مرآة ويسأل نفسه بصدق عن الواقع .. فماذا سيجد؟
يا سادة يا كرام إن اتحاد الكرة المقال غرق الى ما فوق اذنيه بهذه القضية، ولايستطيع أحد أن يحجب الواقع المرير الذي وجد نفسه فيه فكان الجزاء الذي أيدناه جميعاً، لكن كيف يستطيع من كان غارقاً بأخطاء تشبه هذه أن يتحدث عن المعرفة والادارة وغير ذلك..؟!
وأريد أن أتوقف أخيراً مع بعض المعنيين من اتحاد الكرة المقال، ممن راح يتحدث اليوم بصوت عال عن تفرد رئيس الاتحاد المقال، وعن تسلطه والأخطاء التي تراكمت في عهده، وهي أمور سمعناها همساً في السابق، لنسأل من باب الفضول: أين كانت أصواتكم هذه سابقا؟ ولماذا لم ترفعوها احتجاجاً على هذا التسلط ولفضح الأخطاء؟ لماذا كنتم ساكتين على كل ذلك؟ ألا تظنون أننا كنا سنقدر مواقفكم أكثر لو كانت أصواتكم عالية ورافضة للخطأ منذ البداية؟
معذرة.. إنها مجرد تساؤلات فضولية..!!
gh_shamma@yahoo.com
غســـــان شــــــمه