دير الزور-أحمد عيادة:ما الحكاية في نادي الفتوة…؟!
سؤال وجهته لنفسي وأنا أرى جموع رياضيينا الاعزاء وقد وقفوا معي موقفا رائعا أثناء واجب العزاء لوالدي قبل شهرين ومن بعده شقيقتي قبل اسبوع… المعروف أن دير الزور كلها تتوجد عند التعازي .. التعازي فقط هي من تجمع الفرقاء…. ورغم ان المكان والزمان غير مناسبين إلا انها لحظات تستحق التأمل والتفكير فعلا… ترى لماذا لا يتوحد الجميع سوى في لحظات الحزن فقط…؟!
لماذا لا نرى أنور والباي والفراس والمهيدي والسوادي والعطية والرداوي والغضب والعاني يجلسون مع بعضهم البعض دائما؟؟؟.. وهل بعد مأساة السقوط المريع مأساة اخرى؟!
لماذا لم نجعل من درس السقوط منهجا نعبر من فوقه ونكبر على جراحاتنا وخلافاتنا..؟!
أم أن الحكاية في نادي الفتوة تأخذ بعدا اخر دائما….
لماذا يعتبر الصراع التناحري بين رؤوس الرياضة الديرية انتصارا؟…
ولماذا نجعل من الشماتة فرحا لسقوط الاخرين مع أنهم ربما يريدون الخير للفتوة؟
أصل الحكاية
الحكاية في نادي الفتوة هي عبارة عن شروخ متأصلة منذ زمن بعيد لم يستطع العقلاء السيطرة والقضاء عليها فنمت وترعرعت وصار لها فروع وفروع..
الحكاية في نادي الفتوة هي حكاية صراعات/خلبية/ أي أنها صراعات على لا شيء وطالما أن النادي يشهد عاما بعد اخر تراجعا مخيفا فالحسابات تأتي دائما عكس جميع التوقعات…
الحكاية في نادي الفتوة هي حكاية جماهير منقسمة على نفسها وكل قسم فيها يتبنى وجهة نظر معينة لا يحيد عنها سواء فاز الفتوة أم خسر طالما أنهم يعتبرون أن الصحيح يكمن في تواجد من احبوه وساندوه..؟!..
الحكاية في نادي الفتوة هي حكاية ادارات طعنت فيمن سبقها واعتقدت بأنها الصح دائما ولكن مع مرور الوقت يكتشف الجميع ان الخطأ ما زال موجودا وان الصح سيبقى بعيدا طالما أننا نعمل لننتقد فقط ولا نعمل لكي نصحح..؟!
الحكاية في نادي الفتوة هي حكاية مدربين يكرهون بعضهم/كره العمى/ وكل منهم يحاول القضاء على غيره لاعتقاده أن مزرعة الفتوة هي ملك له وحده فقط … والويل كل الويل لمن يحاول أن يعمل بصدق واخلاص لأنه سيرى نجوم الظهر بعينه بمواجهة تيارات لها أبواق عديدة وفي كل الاتجاهات…
الحكاية في نادي الفتوة هي حكاية لاعبين… وعندما يقول مدربنا الوطني الكابتن صلاح مطر ان نادي الفتوة أوصله الى سور الصين فإنه يقول هذا الكلام احتراما وفخرا بناد رباه على الاخلاق وهنا يجب على لاعبين صغار أمثال عدي جفال وعبادي وغيرهما أن يمتثلوا لهذه الأخلاق ولهذا الوفاء الكبير وألا يجعلوا من نادي الفتوة سلعة رخيصة تباع على أرصفة ساحة/القصابة/ وأخذوا يساومون على مستحقاتهم التي لا تتجاوز مبلغا تافها هو 150 ألف ليرة والأنكى أنهم كتبوا وبصريح العبارة إما الدفع أو عدم الالتحاق بالتدريب ونسوا أنهم لا شيء دون اسم الفتوة الذي اوصلهم للعب ضمن منتخباتنا الوطنية ونسوا ان الفتوة هو من اوصلهم لأماكن لا يحلمون بها بحياتهم والشيء الغريب انهم خرجوا يتدربون مع الجار يقظة الدير ضاربين عرض الحائط بمشاعر جماهيرنا التي احبتهم….فكيف لنا أن نقتنع باحترام لاعب لا يحترم نفسه ويرفض الالتحاق بتدريبات ناديه مفضلا الالتحاق بتدريبات ناد اخر واللعب لفرق الأحياء الشعبية والسبب مبلغ تافه سيدفع لاحقا له؟!..
الحكاية في نادي الفتوة أنه فقير جدا وأن المال وحده هو من يعود به الى السرب الصحيح وطالما أن من أطلق شعار /انقاذ النادي/ لن ولم يمد يده الى جيبه ويدفع فالأصح بأنه يجلس في بيته ولا يشرق ويغرب على الناس وهو الذي اكل نادي الفتوة لحما ورماه عظما ونسي ان النادي كان السبب في امتلاكه للمحلات والسيارات والفلل.. والأهم من كل ذلك انهم يتكلمون على اشخاص دفعوا بكل حب وسخاء للنادي وتركوه عندما تعرضوا لنكران الجميل من بعـــض /الاولاد/ ومن لا يصدق فليسأل رئيس النادي السابق المحامي عطيـــة العطية ومن قبلـــه رجل الاعمال ســـورين كره بيت عن ذلـــك؟!..
الحكاية باختصار ان الاخلاق قبل كل شيء والفتوة يحتاج للأخلاق التي نلامسها في تعازي الدير دون ان نطولها في ملاعبه ابدا…
هذا باختصار اصل الحكاية في ناد اسمه الفتوة تعشقه كل دير الزور وأصبح احدى أوابدها المشهورة.