ليست المفاجأة وحدها تلك التي تصيبك بالحيرة حيال ما صدر عن اللجنة المؤقتة لتسيير الأمور في الاتحاد الرياضي العام،
ويمكننا أن نجزم أن التعميم الذي حددت اللجنة بموجبه آليات صرف التعويضات الخاصة بلاعبي المنتخبات الوطنية، وما يتقاضاه المدرب والإداري أيضاً هو من أكبر الأخطاء وأكثرها تعقيداً، ومن قام بإقرارها لا بد أنه قد أتى من زمن الهواية الجميل، دون أن يقرأ ما حدث للرياضة من مستجدات، وأهمها قانون الاحتراف وما تبعه من أموال تعوّد عليها اللاعبون ومدربوهم الذين يشكلون الحلقة الأساسية في الرياضة، وهم عماد المنظمة الرياضية، ولولاهم لما وجدت.
لسنا ضد الاجتهاد الذي يحسن الأداء الرياضي، ولكن دون أن يتحول الاجتهاد إذا لم يكن موفقاً إلى نصوص تستند إليها الرياضة في أعوامها المقبلة، ومن كان في المنظمة سابقاً أقرّ بأن ظلماً قد حاق بالمدربين خاصة أولئك الذين يعملون صباحاً ومساء، ولم ترعهم المؤسسة الرياضية حق رعايتها.
إن المكتب التنفيذي وعلى مدى سنوات ماضية لم يول القواعد الاهتمام اللازم، وعليه فنحن نقطف ثمار الإهمال، والمدربون النخبة يجب أن يتقاضوا تعويضاتهم اللازمة لحياة كريمة لهم ولأسرهم، وأن نلغي التسول للمستحقات التي حاول أن يكرسها مديرون ماليون في المنظمة الرياضية لسنوات طويلة ماضية.
إن التسعيرة (المضحكة) لا يقرها شخص يعود من دورة أوروبية ولأيام معدودة بمبلغ مالي يتجاوز نصف مليون ليرة سورية، فهذا يعني أن غبناً قد لحق المدرب الوطني، وهو إلغاء دور المؤسسات الرياضية، التي تستند في عملها إلى (المؤسساتية)، فالقرار الفني هو مسؤولية اتحاد اللعبة، وهو المعني برفع استمارات اللاعبين لإعطائهم حقوقهم، ثم إن المدرب بشكل عام هو أكثر المظلومين رغم تماسه المباشر مع اللاعبين وكونه صلة الوصل مع الاتحاد الرياضي، وفي الإنجاز نفتقده، وفي الخسارة نحمله تبعاتها.
عدد من اتحادات الألعاب شكت وجعها، وكيف يلغي عميد رياضتنا دورها في اجتماعاته معها، إذ لا يجوز برأي القائمين على اتحادات الألعاب أن يقال لهم: إنه يكفيكم المشاركة بأربعة لاعبين في دورة التضامن الإسلامي (على سبيل المثال)، مع إلغاء حرية النقاش، والرؤية حسب رأيهم يجب أن تكون بعيدة، ومن المفترض زج الكوادر الرياضية في مثل هذه الدورة استعداداً لاستحقاقات عربية وقارية، والحديث أصلاً يجب أن يأخذ منحى الاستراتيجيات الرياضية، وليس البحث عن الميداليات فقط، وهم يرون أن (التعميم) بإفساده للدافع المادي، قلل كثيراً من شأن الدافع المعنوي، وعليه فلن نتوقع في القريب الكثير من النتائج.
كما أن من نتائجه دفع بعض المدربين إلى اجتراع رشفات من كأس خطيئة الفساد المالي الذي يعاني منه اتحاد كرة القدم هذه الأيام.
بعض ما كتبه القائمون على أمور رياضتنا في الصحف الرياضية يكاد يلامس المثالية في طروحاته، ومن يتتبع حروفه يكاد لو أراد أن ينهض برياضتنا من سباتها، ولكن نخشى أن نقول: إن (التطبيق) وفق مفردات الاجتهاد الآني سوف يصل بنا إلى حالة من الذهول، ومن بعده الجمود الرياضي.
إسـماعيـل عبـد الحـي
esmaeel67@ live.com