البحــث عــن شــيء مخيــف اســمه «الحقيقــة»!

قد لا يكون البحث جديا بالشكل الذي يمكننا من الوصول اليها, ولكنها- نظريا- هي شعار الجميع في هذه المرحلة الحرجة جداٌُ من عمر رياضتنا..

fiogf49gjkf0d


كلنا نبحث عن الحقيقة لكنها تهرب منا حسب مزاعمنا, وكلما أعدنا المحاولة ظهر ابطال جدد واستمرت الحقيقة في اختفائها! نضحك على انفسنا كثيرا, ولا نرد على صوت الضمير الذي يقرع كطبل افريقي في ادغال الروح لاننا وبكل صراحة اصغر من الزمان الذي نعيشه.‏


شهران ونيف, ونحن عاجزون عن توصيف حالة او اتخاذ قرار فيها, او على الاقل ضمان بقائها في مكانها الصحيح, بل اننا خرجنا عن الموضوع كليا, واصبحت القضية الاساسية هامشية, وما يفترض انه هامشي تحول الى محور اساسي في هذه القضية!.‏


لم تعد تفاصيل الفساد الكروي هي الشغل الشاغل لهم, بل ان هذه التفاصيل تختنق شيئا فشيئا في نفق الصمت والتقادم بالزمن والالتفات الى عباءات الاشخاص الذين يحاول كل فرد منهم نفض الغبار عن عباءته ولو اعمى غباره الكرة السورية وذهب بها الى الجحيم!.‏


صار كل الهم ألا يدان شخص منهم, وأن يخرج من هذه المعمعة بأقل الاضرار ولو كان في هذه التخريجة كل الضرر لهذه الكرة!.‏



راقبنا كل التطورات, وكنا نقول على الدوام: الله يجيرنا من الاعظم, والاعظم مما كنا نعيشه من فساد وتراجع اللعبة هو ان ننسى هذا الفساد او ذاك التراجع وننشغل بمصالحنا الشخصية وهو ما حدث بكل اسف..‏


كل فترة نلقي جزرة مربوطة بخيط ونلهث خلفها دون جدوى والهدف ان نتابع السير في هذه الفوضى ليصبح ضبطها هو هاجسنا ونتجاوز السبب والمسبب لها!.‏


شغلونا بلجنة التحقيق الاولى فترة, وبلجنة التحقيق العليا فترة مماثلة ليصبح التأييد او المعارضة لها هو الشغل الشاغل, ثم جاء قرار حل المكتب التنفيذي ليغطي مساحة كبيرة من الاهتمام ليتبعه قرار حل اتحاد كرة القدم والذي صدر ولم ينفذ, وعندما طالبنا بالعودة الى القضية الاساسية وهي قضية الفساد الرياضي جاءت الشكوى المقدمة الى الفيفا لتفعل فعلها في تصاعد الاحداث والتصريحات والمواقف وكل ذلك على حساب الموضوع الذي ولد كل هذه الاحداث وهو الفساد الكروي الذي اصبح في خبر كان.‏


بعد كل هذه الاحداث المتسارعة أتحدى من يستطيع الان ترتيب الأولويات!!.‏


لقد اصبح خلط الامور صناعتنا.. وتمييع القضايا الرياضية الكبيرة هوايتنا, الأمر الذي يجعلنا نرضى لاحقا بأي شيء!‏


فقط لو انهم فصلوا كل قضية على حدة واتخذوا فيها القرار قبل الانتقال الى غيرها لكان من السهل علينا تقليب الحالة وقراراتها على فراش النقد, اما الان فيجبرونا على التعامل مع فوضى التشخيص وسوء التنبؤ بالقرارات القادمة…‏


انها مشكلة حقيقية اذا لفت البراءة الرياضية بعباءتها كل من يعمل في الرياضة فعندها سيكون الجمهور الرياضي هوالفاسد الوحيد!.‏


غـــانــــــم مـحـمــــــد‏

المزيد..