درعا- ياسر أبو نقطة: من لا يعرف نادي الشعلة نقول له أن النادي تأسس في العام 1970، نتيجة دمج ثلاثة أندية تعود بتاريخها لخمسينيات وستينيات
القرن الماضي. وكان على الدوام واحداً من أهم الأندية في مجال ضخ اللاعبين للمنتخبات الوطنية، وكان الموسم الكروي 91-92 مميزاً حيث شهد النادي الصعود لدوري الأضواء. والفوز على عمالقة الكرة السورية وقتها الاتحاد والحرية والكرامة، لكن ظروفاً متعددة كانت وراء هبوطه المتكرر لدوري المظاليم من أبرزها: حذف النقاط المجحف، والعوز المادي، وعدم وجود أي ريوع مادية كافية.
لكن موسم 97-98 كان الأخير للنادي في دوري الدرجة الأولى، ومنه بقي النادي يتخبط في الثانية، وأحياناً يغوص في مستنقعات الثالثة ويتعرض لخسارات مذلة وقاسية. ولم يتمكن أي رجل من حل مشاكله، أو تقديم دفعة للأمام تجعل النادي يتحسن قليلاً، بل بقي حتى فترة قريبة لا يملك أي شيء يدل على مقره أو وجوده.
وها هو اليوم يقف على بعد أمتار من الهبوط لدوري الثالثة، وهذا بالطبع لا يليق بأعرق أندية درعا وواجهتها المركزية، ويجعل شعوراً من الإحباط لا يتسلل فحسب في نفوس محبيه بل ويتفشى فيها. للأسف فإن هناك مجموعة ظروف عصفت بالنادي، والأهم من ذلك أن ثمة خفايا كانت تنخر بجسده. حاولنا في هذه العجالة الإحاطة بها فكانت هذه المعطيات.
الخبير الكروي بشير عبود قال: إن أحببنا التحدث عن هذا الموسم فأهم العوامل أن الفريق لم يحضر جيداً خلال فترة ما قبل الدوري، وأن مفاصل النادي كانت تخوض في مشاكل جزئية وشخصية. ومن الطبيعي أن أغلب الأندية حضرت فرقها بالشكل المناسب. لقد تم جمع اللاعبين قبل أسبوع ولم يلعب الفريق أي مباراة تجريبية للوقوف على المستوى الفني، فكان التحضير المتأخر بعد إقلاع المباريات وعلى حسابها فأي تحضير هذا؟!. أضف لذلك عدم وجود إدارة مستقرة تكون قريبة من لاعبيها، ناهيك عن تسرب الكثير من اللاعبين إلى أندية أخرى، فضاع نادينها في مرحلة الذهاب وأنت تعرف أن هذه المرحلة هي الأهم لجمع النقاط.
وعن باقي الخفايا يردف العبود: لا أبالغ ولست متحيزاً لفريقي إن قلت: لك لقد ظلمنا التحكيم حقاً، وقد بدا ذلك واضحاً في مباراة الساحل، حيث تعرض حكم المباراة للكثير من الشتائم والاهانات من لاعبي الساحل دون أن يتخذ أي موقف تجاههم. أما مباراة داريا فكنا متقدمين فيها بهدف نظيف، لكن حكم المباراة أضاف تسع دقائق حتى تمكن فريقهم من معادلة النتيجة.
أما السيد سليمان حويلة رئيس فرع درعا الرياضي فأشار: إن ظروف نادي الشعلة يعرفها القاصي والداني، وإذا أحببت القيام بأي تحرك فلابد أنك بحاجة إلى بعض الأمور الأساسية، لكنها للأسف غير متوفرة لنادي الشعلة بالوقت الحاضر، ما أدى إلى الاعتماد على العامل الارتجالي الذي سيوصل بالطبع لحد معين لا يمكن تجاوزه. جاءت الإدارة الأخيرة نتيجة انتخابات، وهي لا تملك بالطبع أي استثمارات أو أي ريوع تمكنها من إتمام خططها، التي تطلعت لتطبيقها على أرض الواقع. فتقدمت باستقالتها، ما حدا بنا لتشكيل لجنة مؤقتة لتسير الأمور ريثما يتم انتخاب إدارة جديدة للنادي. وقمنا خلال هذه الفترة بدعوة جميع الفعاليات الاقتصادية والتجارية بالمحافظة للمساهمة في إنقاذ نادي الشعلة واجهة المحافظة. وقد تكرم السيد المحافظ فيصل كلثوم بالوقوف على رأس المبادرة. وكانت النتيجة حصولنا على مبلغ مقداره مليون وثلاثمائة ألف ليرة سورية. إنما ما حصل معنا هو وجود الكثير من الألعاب الجماعية والفردية. إضافةً لوجود بعض الخلل نتيجة الانتخابات المركزية في الاتحاد الرياضي العام. ونحن حالياً بصدد تشكيل إدارة جديدة للنادي، للاقلاع من جديد.