ظل هذا البلد المصدر الرئيسي لمعظم نجوم يوغسلافيا السابقة التي خسرت النهائي الأوروبي مرتين عامي 1960 و1968 ولكن بعد تفكك المعسكر الشرقي وفي أول مشاركة
مستقلة لكرواتيا في يورو 96 تألق الكروات بشكل كبير وتمكنوا من التأهل إلى الدور الثاني لكنهم انهزموا في ربع النهائي أمام الألمان 1/2 ثم عادوا وانتقموا من الألمان في مونديال 98 حين هزموهم 3/0. ويخوض المنتخب الكرواتي نهائيات الأمم الأوروبية المقبلة وعلى عاتقه حمل ثقيل من الأمنيات والأحلام التي أطلق الشعب الكرواتي العنان لها عقب المستوى الرائع الذي ظهر به لاعبو كرواتيا في التصفيات الماضية, وكيف لا, فمن منا لا يتذكر كيف أقصي المنتخب الكرواتي نظيره الإنكليزي, بعدما فاز عليه مرتين في التصفيات ذهاباً وإياباً.والحقيقة أن المنتخب الكرواتي ظهر بمستوى رائع في المباريات التأهيلية, فقد تصدر المجموعة الخامسة برصيد 29 نقطة, جمعها من أصل 36 نقطة, بنسبة 80.5% وهي نسبة كبيرة تضعه من بين أفضل المنتخبات المتأهلة إلى يورو 2008 من حيث جمع النقاط.وعلى الرغم من قوة المجموعة التي وقع فيها الكروات والتي ضمت معهم كل من إنكلترا وروسيا ومقدونيا و إستونيا وجزر الفارو وأندورا, فقد تمكن المنتخب الكرواتي من حسم تأهله قبل نهاية التصفيات بمرحلتين, محققاً الفوز في 9 مباريات وتعادل في مباراتين وخسر مباراة واحدة فقط كانت أمام مقدونيا .وسجل المنتخب الكرواتي في التصفيات 28 هدفاً, وهو يأتي في المركز الثاني بين أقوى المنتخبات من حيث قوة خط الهجوم بعد المنتخب الألماني كما تمتلك خط دفاع قوي, سيعتمد عليه المدير الفني سلافين بليتش كثيراً في النهائيات. ويكفي أن نقول إن شباك كرواتيا لم تهتز سوى مرتين فقط خلال أهم أربعة لقاءات خاضتها في التصفيات أمام روسيا وإنكلترا ذهاباً وإياباً, لندرك مدى قوة وصلابة هذا الدفاع الذي سيلعب دوراً كبيراً ومؤثراً في تأهل الكروات إلى الأدوار النهائية.