الأرض تحتاج إلى من يرعاها ويبذل في سبيلها الكثير من الجهود كي يحولها إلى جنة خضراء
فمن ثمارها يأكل الجميع وخضرتها متعة للناظرين في المقابل لايمكننا تجاهل بأن صاحبها لايستطيع أن يلبسها ذاك الثوب الجميل دون مساعدة من أحد مهما كانت تلك المساعدة وأبلغ شاهد على ذلك المقولة الشهيرة(يد واحد لاتصفق) وماجعلنا نستذكر تلك العبارات هو ماجاء خلال جلستنا مع مديرة مسبح
الفيحاء للسيدات (سوسن حنا) من كلام صريح وواضح وهي تتميز بروحها المرحة وتعاونها مع كل مرتاد للمسبح وهذا ليس مجاملة بل حقيقة لمستها عن قرب إضافة إلى سماعي آراء الكثيرين وعلى رأسهم اللجنة الفنية لسباحة البطولة الأقليمية السابعة، فتقول سوسن: بأن حال المسبح من حيث الأمور المادية هي دون الطموح وبمعنى أصح المسبح خاسر علماً الحركة فيه دائمة على مدار الساعة والسبب برأيها أن مصروفه أكثر من مدخوله حيث يرتاده أسبوعياً وعلى فترتين الأولى 43 رجلاً والثانية 10 سيدات وهما مأجورتين في حين باقي الفترات غير المأجورة تذهب لصالح المنتخبات الوطنية( كرة ماء- سباحة- زعانف- ترياثلون) ومنتخبات /دمشق- القنيطرة-ريف دمشق- مراكز تدريبية لدمشق/ وتتساءل حنا في هذه الظروف كيف سيكون المسبح رابحاً أو بدون خسارة على الأقل. وعن خطة لإخراج المسبح إلى وضع أفضل مما هو عليه خاصة لجهة الخسارة وبالتالي إنقاذه من الغرق أجابت سوسن: إن سبب الضغط على المسبح هو إغلاق مسبح تشرين من أجل الصيانة حيث كان يخدم شريحة كبيرة من المنتخبات وبمجرد جاهزيته سيخف ذاك الضغط كثيراً لكنني أناشد الجهات المعنية بأن يكون هناك آلية جديدة واستراتيجية مناسبة للمسبح كي لايصبح يوماً من الأيام عبئاً على الرياضة ..
بما أنك مديرة منذ قرابة السنة أصبحت تعرفين كل كبيرة وصغيرة برأيك ما هي الاستراتيجية المناسبة أجابت حنا: في فصل الشتاء اقترح بقاء فترتين الأولى للرجال والثانية للسيدات في حين تذهب بقية الفترات للاستثمار وبهذه الطريقة نكون قادرين على تغطية الأعباء المالية لتشغيل المسبح حيث تبلغ التكلفة الشهرية (200-250) ألف ليرة سورية قابلة للزيادة أو النقصان بحسب طبيعة الجو مضافاً إليها أجور العمال.
أما في فصل الصيف من الأفضل تشغيل المسبح دون استثمار فبما أنه مخصص للسيدات ويخدم هذه الفئة بشكل جيد سيكون إقبالهن خلال موسم واحد كفيل بتغطية تكاليف أربعة مواسم في فصل الشتاء فعلى سبيل الذكر في الصيف ماقبل الماضي بلغ المردود المالي للمسبح خمسة ملايين ليرة سورية خلال شهرين ونصف وكاد أن يكون أفضل من ذلك لولا أسعار مستثمر البوفيه وفي نهاية الجلسة ختمت سوسن حديثها قائلة: الأمل كبير في القيادة الرياضية الجديدة ونحن على يقين في أنها لن تتوانى لحظة عن تذليل كافة الصعوبات التي نواجهها ونتفاءل خيراً في الأيام القليلة القادمة أن تلقى مطالبنا واقتراحاتنا آذاناً صاغية لتحقيق المراد…
ص. صالح