صوت الموقف

لن أخوض في بحث شرعية حضور أعضاء لجنة تسيير الأمور في الاتحاد الرياضي العام اجتماع اللجنة الأولمبية السورية

fiogf49gjkf0d


الذي ترأسه الدكتور فيصل البصري قبل أيام، فالحضور حمل في طياته رسالة مبطنة إلى أن لجنة التسيير هي القابضة على أمور الرياضة في بلدنا، حتى إن كان اعضاء اللجنة الأولمبية مازالوا الشرعيين وفق المرسوم 7 الناظم لحركة الرياضة السورية، كما لن أتحدث عن كيفية مشاركة لجنة التسيير في ترؤس الجلسة وكيف تمت إدارتها، فهذا أمر اعتدنا عليه في فترة اختلطت فيها أوراق الصلاحيات وتناثرت المسؤوليات، وليظهر جدول الاعمال وكأنه إعادة للروتين الذي اعتدنا سماعه، ومشاهدة فصوله المملة، فمناقشة تقرير بيسكارا وما حققناه فيها من نتائج يدعو للسخرية، فبعد كل تلك الأيام نجد من يحاول الوقوف على واقع رياضتنا دون وجود دراسة تحليلية ومنطقية لأسباب التراجع الرياضي رغم المناخات الملائمة لتطور الرياضة، بدءاً من المنشآت الضخمة والعصرية وانتهاء بالقوانين المواكبة لحركة الرياضة العالمية، وهنا يفترض بهم أن يملوا على انفسهم سؤالاً غاية في الأهمية، وهو أين كنّا، وأين أصبحنا؟ ففي الوقت الذي كانت الرياضة عندنا تفتقد أدنى مقوماتها كان ترتيب سورية متوسطياً في دورة نابولي السابع لنجد أنفسنا في المرتبة الخامسة عشرة في ايطاليا، وكان يفترض بالمؤسسة الرياضية بعد ذلك الاستحقاق مباشرة الوقوف على أسباب التراجع وتحديد الخلل وكشف مكامنه، إن كان في النظام الرياضي العام، أم في المفاصل الرياضية أم في المدربين واللاعبين، ولماذا لم تستطع الرياضات الرقمية أن تطور نفسها رغم توفير المدربين الأجانب الأكفياء (حسب زعم من جاء بهم).‏


وفق المعطيات التي لدينا فإن المشكلة أعمق من ذلك بكثير، فالهيكلية التنظيمية في الاتحاد الرياضي العام لم تعد تواكب الرياضة المعاصرة (شكلاً) لأننا في حالة تخبط وفوضى لن نجد مثيلاً لها في كل أصقاع المعمورة، ولن نقول: إن العمل النوعي له أسلوبه المختلف عما يديره رياضيون هواة ويكرسونه منهاجاً رياضياً لا يحيدون عنه، والمنافسة على الصعيدين القاري والعالمي أصبح لها تقنياتها الجديدة وتجهيزاتها إضافة للعلوم الهندسية وتقنيات الحركة وعلم الوراثة وغير ذلك، والطب الرياضي عندنا يقتصر على الإسعافات الأولية.‏


الرياضة المحلية بشكلها الحالي لا تمتلك مقومات النهوض، ويكمن الحل السريع في الاستعانة بوزارات الدولة التي لديها اختصاصات ذات صلة بالرياضة، وكلنا يعلم كيف يشرف التنظيم الحكومي على التنظيم الأولمبي الاهلي في دول متطورة رياضياً، ومن بعده فإن تحديث الهيكل التنظيمي للاتحاد الرياضي العام أصبح واجباً إذا كنا نريد إيقاف عجلة الانحدار المرعب لنتائج رياضتنا بشكل عام.‏


من يريد تطوير رياضتنا، عليه ألا يقوم بتفصيل ما يرغب من آليات عمل وليكرسها أنظمة دائمة (على مقاساتنا) وفق رأيه، فالرياضي لا يختلف عن أي رياضي آخر في أي بقعة من بقاع الأرض، والصحّة تكمن في وجود مؤسسة حكومية تشرف على اتحادات الألعاب وتراقب عملها وتصوّبه، وأن يكون هناك اختيار صحيح للكوادر الإدارية، والاعتماد على العلوم الرياضية وممارسة تطبيقاتها.‏


وأخيراً العمل وفق آليات العمل المؤسساتي، وزج آلاف الخريجين من كليات الرياضة في الرياضة العصرية.‏


إسـماعيـل عبـد الحـي‏


esmaeel67@ live.com‏

المزيد..