بتعاقداته الخارجية.. نادي الاتحاد يغلق مدرسته الكروية

حلب -عبد الرزاق بنانة: هي مشكلة المشاكل في بداية كل موسم حيث يفتش نادي الاتحاد عن لاعبين جدد يضمهم إلى الفريق إن هذه العادة باتت جديدة على كرة الاتحاد

fiogf49gjkf0d


التي حققت الانجازات بأبنائها على مدى سنوات طويلة ففي الموسم الماضي استعانت المدرسة بثلاثة لاعبين من عدة أندية ورغم ذلك لم تنجح في تحقيق المطلوب.‏


خطوة جديدة أقدمت عليها إدارة نادي الاتحاد في الموسم الماضي تجلت بالتعاقد مع اللاعب خالد الظاهر القادم قبل مواسم من الدوري اليوناني ولاعب نادي تشرين عبد القادر دكة ولاعب نادي الجيش عادل عبد الله واللاعبون الثلاثة سجلوا حضورا مميزا في أنديتهم ومع المنتخب الوطني.‏



تقييم‏


بالعودة لما قدمه اللاعبون الثلاثة نرى أن هناك تراجعا بالأداء مع ناديهم الجديد الاتحاد وهنا لا يمكن تحميلهم المسؤولية كاملة فالظروف الجديدة التي فرضت على اللاعبين من تغيير أسلوب اللعب وتعاقب المدربين وبعض الأسباب الاحترافية الأخرى ساهمت في تراجع المستوى وعدم تقديمهم الأفضل ومن خلال تقييم أداء كل لاعب منفردا نرى أن بداية اللاعب خالد الظاهر كانت قوية وسجل حضورا في المباريات الأولى للدوري وكان له دور فاعل وخاصة خالد الظاهر ولكن سرعان ما تقلص هذا الدور بعد أن التحق اللاعب عادل عبد الله حيث تراجع عدد مشاركاته وباتت لدقائق معدودة قبل نهاية كل مباراة وجلوسه على دكة الاحتياط هو بحد ذاته أسهم بتراجع مستواه أما بالنسبة لتجربة المدافع عبد القادر دكة فقد كانت مقبولة بنسبة جيدة حيث شارك تقريبا في جميع المباريات بشكل أساسي وظهر في معظم المباريات بشكل جيد فيما سجل في بعض المباريات تراجعا واضحا أما بالنسبة لعادل عبد الله فقد كانت بدايته طيبة وقد أدى لافتا في المباريات الأولى التي لعبها وسرعان ما تراجع أداؤه وأصبح في المباريات الأخيرة عبئا على ناديه ولعل أهم أسباب هذا التراجع يعود لعدم تحقيقه الانسجام مع اللاعبين داخل وخارج الملعب بالاضافة إلى تطلعاته باللعب خارج القطر.‏


تجارب سابقة‏


تجارب نادي الاتحاد في السابق اقتصرت في السنوات الأخيرة على استقدام اللاعب محمود آمنة من نادي الحرية حيث سجل انتقاله موسم 2003-2004 أعلى صفقة في تاريخ الكرة السورية.‏


وكان الفضل في توقيعه للنادي يعود لرئيس النادي الأسبق بسام ديري الذي دفع مبلغ مليونين ونصف الميون وكانت تجربة الآمنة ناجحة بكل المقاييس وبقي مستواه ثابتا وحقق مع النادي ثنائية الدوري والكأس موسم 2005 عدا بعض المراحل التي مرت على الآمنة وسجل خطه البياني تراجعا لأسباب عديدة بالمقابل لم يكتب النجاح لصفقة التعاقد مع اللاعب يوسف اليوسف في موسم 2005 إذ بقي خارج التشكيلة إلى حين انتهاء الموسم آنذاك.‏


تعاقدات جديدة‏


هذا الموسم قام مجلس الإدارة بتعاقدات جديدة أولها مع لاعب حطين أحمد حاج محمد ومنذ عدة أيام انتهت صفقة انتقال اللاعب معتز كيلوني من تشرين وهناك بوادر شبه اتفاق مع لاعب الجيش عبد الرزاق الحسين في أقرب فرصة واللاعبون الثلاثة يلعبون في وسط الملعب ويبقى السؤال هل نادي الاتحاد بحاجة للاعبين في وسط الملعب في ظل وجود تخمة من اللاعبين المسجلين على قيود النادي في هذا المركز وهم محمود آمنة وعادل عبد الله ومحمد فارس وميدو درويش وعبادة السيد وطه دياب وعبيد الصلال وأيمن الصلال.‏


خارج السرب‏


لن نستعرض أسماء لاعبي الاتحاد الذين يغردون خارج السرب لأن عددهم بالعشرات ونكتفي باستعراض بعض الأسماء التي سجلت حضورها المميز في الموسم الماضي وهم برسم الاعارة وهم أيمن حبال وزكريا حسن بيك وحسين كلاوي بالاضافة إلى عبد القادر جبيلي ومحمود اليوسف الذي لفت الأنظار إليه والغريب أن هذا اللاعب حصل على استغناء نهائي بدون أن تسنح له فرصة المشاركة مع فريق الرجال نهائيا والسؤال كيف تم منحه وثيقة الاستغناء؟‏


أين المواهب‏


سؤال يتردد على لسان كل اتحادي أين المواهب فمنذ موسم 2004 وبعد ظهور اللاعبين عبد الفتاح الآغا وعمر حميدي ووائل عيان وبكري طراب انعدمت النجومية وهذا الموسم ظهرت بعض الاشراقات من خلال اللاعبين محمد فارس وطه دياب وميدو درويش الذي كان النادي سيفتقده بعد أن طلبته عدة أندية نتيجة عدم تسجيله على قيود النادي في مرحلة الذهاب فمن هو المسؤول عن إبعاده الموسم الماضي بعد أن نال اعجاب المدرب أوسكار وأشركه كأساسي في معظم المباريات في بداية الدوري وبعد أن غادر أوسكار لم نعد نرى هذا اللاعب في صفوف الفريق.‏


مدرسة كروية‏


في ظل الاحتراف الذي دخل الكرة السورية بدون استئذان باتت المسؤولية تقع على الأندية الكبيرة في إعداد جيل من اللاعبين بطرق علمية صحيحة يكونون نواة للنادي ولكرة القدم السورية بشكل عام فنادي الاتحاد الذي يملك المنشآت والامكانيات المادية الكبيرة إذا ما قيست مع بعض الأندية التي لا تملك جزءا من هذه الامكانيات يتطلب منه اعطاء الأولوية للفرق القاعدية من خلال تكليف خيرة المدربين وتقديم المستلزمات اللازمة لهذه الفرق والاهتمام بالمواهب من خلال المتابعة الدائمة من قبل لجان مختصة تعمل بعيدة عن أنظار المدربين تراقب وتسجل ملاحظاتها وتدون جميع التطورات التي تطرأ على كل لاعب ليكون الحصاد في النهاية وفيرا.‏


من المعيب‏


بات من المعيب على ناد يملك هذه الامكانيات ويبقى عاجزا عن تقديم لاعبين جدد باستقدام لاعبين من أندية أخرى ولو أجرينا حسابا بسيطا على الأموال التي دفعت وسوف تدفع هذا الموسم لاستقدام لاعبين محليين نرى أن المبلغ يمكن أن يصل إلى أكثر من عشرين مليونا وبأقل من هذا المبلغ بكثير جدا يمكن أن نساهم في اعداد جيل من اللاعبين لمستقبل النادي وباقي المبلغ يمكن من خلاله استقدام لاعب أجنبي محترف من خارج القطر على مستوى عالي يساهم في رفع مستوى لاعبينا وفي تحقيق البطولة كما حصل في موسم 2005 باستقدام اللاعب ماديو كوناتي الذي ساهم بشكل كبير في تتويج نادي الاتحاد بالثنائية فتعاقدات النادي مع لاعبين من خارج النادي يعني أن نادي الاتحاد لم يعد تلك المدرسة لتخريج اللاعبين والمعين الذي لا ينضب ووجود المواهب في صفوفه ما هو إلا لتصدريهم للخارج وعدم الاستفادة منهم.‏

المزيد..