لماذا غابت الأهداف عن لقاء الاتحاد والوحدة?

في معظم المباريات التي نطلق عليها لقب (قمة) غالباً ما تغيب الأهداف أو يقل حضورها في ترجمة سلبية لما هو مطلوب من هذه القمم الكروية, ومباراة الحمدانية يوم الثلاثاء الماضي لم تخرج عن هذا الإطار ولم يشاهد حوالي عشرة آلاف متفرج تحملوا برد الحمدانية ما يدب الدفء في عروقهم وبالنتيجة خسر كل فريق نقطتين, والنقطة التي حصل عليها كل فريق لا تعد مكسباً وخاصة لصاحب الضيافة فريق الاتحاد.

fiogf49gjkf0d


‏‏


المجريات تابعها الجميع على شاشة التلفزيون, ومن حيث الإشارة إليها فإنها لم ترتق إلى الشكل المتوقع من الفريقين اللذين قسما المباراة على أجزاء متقطعة بين ما هو مقبول وما هو غير مقبول ذلك مع أن الفريقين يضمان في صفوفهما العديد من أبرز اللاعبين المحليين وثلاثة محترفين دفع من أجلهم الشيء الكثير فأين المردود الممتع? وبالعودة إلى السؤال الذي يتضمنه العنوان, ومع إيجاد العذر لفريق الوحدة الذي يعاني من عقم هجومي منذ بداية الدوري فإن هذا العذر غير موجود بالنسبة لفريق الاتحاد الذي يمتلك أكثر من هداف وقد لعب في بعض المباراة بثلاثة مهاجمين إضافة للاعبي الوسط المهاجمين ومع هذا غابت الأهداف وقلت الفرص الخطيرة!‏‏‏


قوة الحارسين‏‏‏


وجود محمود كركر بين أخشاب مرمى فريق الاتحاد, ووجود محمد بيروتي في الجهة المقابلة أعطى حصانة زائدة لشباك الفريقين, وهما حارسان من حراس الصف الأول في سورية ويمكن أن نذكرهما كسببين مؤثرين في غياب الأهداف وخاصة من قبل فريق الاتحاد الذي أوجد لنفسه أكثر من فرصة واضحة تألق البيروتي بالحيلولة دون وصولها إلى المرمى, وفعل الكركر الشيء نفسه مع فارق عدد المرات لكل منهما وبالنتيجة لم تهتز الشباك لا هنا ولا هناك.‏‏‏


ضعف خيال المهاجمين‏‏‏


يؤسفني أن أقول إن خيال مهاجمينا محدود بشكل واضح وأصبح كل حارس مرمى يحفظ عن ظهر قلب كيف يتوغل هذا اللاعب وكيف يسدد ذاك وبالتالي تسهل مهمة التصدي لمحاولات المهاجمين وهذا ما حدث في مباراة الاتحاد والوحدة, هذا الأمر يقودنا إلى الإشارة إلى ضعف العملية التدريبية والتي يفترض بها أن تعطي اللاعب خيارات جديدة في كل مباراة.‏‏‏


الكرات الثابتة‏‏‏


عادة ما تحسم الكرات الثابتة نتيجة معظم المباريات إلا في ملاعبنا, وهذه المسألة مرتبطة بسابقتها من حيث ضعف خيال لاعبينا, ومعظم الكرات الثابتة في المباراة المذكورة (ركلات حرة وركلات ركنية) نفذوا بطرقة بدائية ولم تشكل أي منها الخطر المطلوب على المرميين.‏‏‏


من الخلف..‏‏‏


عندما يغيب المهاجمون وتقل خطورتهم ينظر الجمهور إلى اللاعب الآتي من الخلف والمساند للهجوم وأعني به لاعب خط الوسط المطالب بأخذ دور المهاجم الذي ينال منه التعب أو يستسلم للرقابة الدفاعية, لكن معظم لاعبي الوسط في فرقنا لا يجيدون هذا الدور وكل ما يحالون فعله معظم الأحيان هو استلام الكرة من المدافعين وتحويلها على منطقة الفريق الآخر دون دراسة حقيقية لجدوى ذلك, وهذا بدوره ساهم في غياب الأهداف عن هذه المباراة.‏‏‏


قد يأتي السؤال: ما دامت هذه المقدمات موجودة في فرقنا بشكل شبه دائم, لماذا يسجلون في بعض المباريات ولا يفعلون ذلك في الأخرى? والجواب: يسجلون عندما يجدون دفاعاً متهالكاً ويعجزون عن ذلك عندما يكون الدفاع المنافس منظماً وهذا ما كان في مباراة الاتحاد والوحدة إضافة لقوة الحارسين.‏‏‏


هم النقطة‏‏‏


من الطبيعي أن يحضر هم النقطة في كل مباراة لأن دورينا دوري نقاط لكن في مباريات فرق الصدارة يزداد ضغط هذه المسألة, وبسبب ذلك يغيب اللعب المفتوح وعندما أراد الاتحاد ذلك في آخر ربع ساعة كان التعب قد تسلل إلى لياقة اللاعبين وكان لسان حالهم يقول: نقطة وصدارة أفضل بكثير من أي مفاجأة قاتلة فلعبوا على مبدأ السلامة.‏‏‏

المزيد..