ربما تكون هذه الكلمات مشاعر شخصية لكن نشرها هو من اجل ان تتجاوزها رياضتنا لان فيها الكثير من معوقات العمل الرياضي ضمن انديتنا لاسيما الصغيرة منها ومن هنا تكون البداية?!!
صورة اولى:
على الهاتف السيد رئيس التحرير… بلهجة مازحة ومعاتبة: اين انت?!! يا اخي من يوم الذي دخلت فيه الادارة لم تعد تكتب شيئاً!!. بدون تعليق!!
صورة ثانية:
احدا لرياضيين الحقيقيين في جبلة حضرت حوارا له فسأله احد الحاضرين عن كاتب السطور فقال: كسرنا قلمه واسكتنا لسانه بعد دخوله الادارة فضحك الحاضرون من القلب… وابتسمت ابتسامة المجاملة!!
صورة ثالثة:
لي جار طبيب ومتابع جاءني قبل ايام وقال لي سأهديك هدية صغيرة وآمل ان تقبلها.. فرحت هذه المرة وبفضول سألته وما هي??!! فاجاب: محبرة صغيرة لان حبر كلماتك قد جف..!! ابتسمت مجاملاً للمرة الثانية!!
من هنا كانت الخطوة الاولى في طريق اتخاذ القرار.. لنتابع الامور بعدها..
ففي جلسة حوار مع الذات قلت بانني حين دخلت الادارة فقد ظننت بانني امتلك لحيز من الجرأة يمنحني القدرة على ايصال الرياضيين لحقوقهم لاسيما من ظلم منهم وفعلاً وفي احد اجتماعات الادارة بادرت للدفاع عن حقوق مدرب خدم نادي جبلة ووقف معه في وقت صعب وغادره بكل مودة وطالبت بايصال جزء من مستحقاته المادية بعد مضي اكثر من خمسة اشهر على تركه النادي.. ودافعت من ناحية اخرى عن استثمارات النادي وعن حقوقه المادية لاسيما انه ناد يحمل بامتياز شهادة فقر حال تشهد عليها جميع البنوك!! كل ذلك كنت اشعر بحماس وانا اطرحه!! لكن خرجت من ذاك الاجتماع لاشعر في عيون البعض بانني كنت غريباً بطروحاتي ورسخت في ذهني عبارة قالها احدهم: انت لا تريد ان يبقى احد يسلم علينا في هذا البلد..!
وجاءت الثانية فبعد زلزال الاتصالات من قبل اللاعبين حول متى سيقبضون جزءاً من مقدمات عقودهم المستحقة منذ مطلع الدوري لاسيما انه مرت سبع مباريات فقد قلت لهم بثقة هذه المرة ستقبضون قبل المباراة الثامنة وهو ما كنا قد اتفقنا عليه في الادارة بوجود الكابتن رفعت شمالي وذلك بعد ان اقمنا اوكازيون على المبالغ التي سندفعها لهم!! وجاء اللاعبون في اليوم الموعود وقدمت له الادارة كنافة جبلاوية كي تستحي العين وتم تأجيل الدفع اكثر من عشرة ايام!! وجينها انزعجت فقد انتابني احساس بانني حين فعلنا ذلك فقد وضعنا المصداقية على الباب خارج مقر الادارة!! وشعرت بضيق شديد لانني اشعر بالضعف امام نظرة محقة للاعب يطالب بمستحقاته المالية دون ان اكون قادراً على انصافه لا لضعف مني لكن لانني اعايش اجواء ملبدة بالتسويف و التأجيل!!
قبل الختام: في احد اجتماعات الادارة وبعد ان علا صوتي كثيراً رد رئيس النادي: ابو عمرو.. لا تظن بانك وحدك تعرف الحق!! وحقيقة فانا واثق بان الكل يعرف الحق لكن ما اتمناه ان يعملوا جميعاً من اجله.
ختاماً:
من اجل ان ابقى مع من احببت من الرياضيين ومن الجمهور ومن اجل من وثق بي كإعلامي اكتسب مصداقيته من خلال الغالية الموقف الرياضي فقد قررت الانسحاب من الادارة والعودة للجلوس مع من احببت لانني عدت لقناعتي بان المكان الطبيعي للاعلامي لا يمكن ان يكون داخل قفص صغير يدعى الادارة!!
واتوج بالشكر لزملائي في الادارة مع الاعتذار منهم واقول بانه ربما لطبيعة قربي من اللاعبين واطلاعي على معاناتهم وهي قضية لم ترتبط يوماً بدخولي الادارة فان الحمل علي كان اكبر من حملهم ففضلت الانسحاب وكلي ثقة بقدرتهم على النجاح.