الذهب غالٍ, وال24 قيراط منه لم نعرفه منذ زمن بعيد..

بإمكاننا اليوم أن نعيد هذا الذهب إلى صدورنا بعد (6645) يوماً من ذهب المتوسط ..1987

fiogf49gjkf0d


اليوم نلاقي أبناء الرافدين الذين جاؤوا إلى الدوحة بكامل جاهزيتهم ونجوميتهم, جاؤوا ليعودوا بذهب أول دورة يشاركون فيها على صعيد غرب آسيا فماذا لدينا من كلام في مواجهتهم?‏


الحماسة موجودة, والحظّ يبدو أنّه معنا هذه المرّة, والدفاع عاد إلى رشده في المباراة الأخيرة, والوسط بدا يعي دوره, والمهاجمون جادوا بالموجود, وجمهور الدوحة السوري شحذ حناجره منذ البداية, وما زالت هذه الحناجر في كامل طاقتها…‏


منتخب العراق ال¯ 5 نجوم هو الآخر يمتلك كلّ المقوّمات السابقة ويزيد عليها الفهم العالي من الناحيتين الخططية والتكتيكية في حين أنّ هذه المسألة في منتخبنا هي قيد الصياغة, معظم الأحيان وتحضر بشكل استثنائي في بعض الأوقات..‏


رحلة منتخبنا على الدوحة تلوّنت بأطياف قوس قزح, فمن خوف وقلق كبيرين قبل السفر مبنياً على مقدمات غير صحيحة, إلى حذر يتغذّى من حذر بعد متابعة المستويات هناك, إلى تقليل من أهمية أي نتيجة قد تُسجّل, إلى نتائج معنوية بعض الشيء, إلى رضى كبير في المباراة الأخيرة بنصف النهائي أمام إيران, حيث شهدت مفردات هذا اللقاء الكثير من الفواصل الممتعة فالدفاع الذي لعب به غوربا كان متقناً هذه المرّة في ناحيتين: الأولى تمشيط منطقة مرمانا بكثير من الحرفنة المطلوبة دون إظهار العجز المعتاد في هذا الخطّ وراح لاعبو الدفاع يستخلصون الكرة بثقة, ويمررونها بدقة, ومن عندهم تبدأ الهجمات عبر وسط أتقن دوره, وقام بواجبيه الدفاعي والهجومي بصورة جيدة, والثانية تفاهم هذا الخطّ مع حارس المرمى بشكل كبير مما قلّل من الأخطاء التي كانت تسير بنا إلى ما يشبه الجلطة, وبدا واضحاً أنّ منتخبنا استفاد من أخطاء المباراتين السابقتين..‏


في الوسط استعاد الحسين ورفاقه الحيوية التي عُرفوا بها وأغرقوا ملعب نادي قطر إعجاباً ومتعة أمام لاعبين من الوزن فوق الثقيل بعضهم وصل سعره إلى المليون دولار, لكن رنّة الليرة السورية كانت هي الأقوى, وفي الهجوم ومع بقاء الكثير مما لدى الحاج ماجد إلا أنّ الشعبو أكّد أنّ خطّه البياني في تصاعد, وإن شاء الله تكمل مع الجميع اليوم..‏


عملاق بين الأخشاب‏


رضوان الأزهر, وبعد أن أذاقنا مرارة هدف (أكروباتي) مع البحرين كفّر عن الخطأ السابق بطريقة رائعة جدّاً..تعملق الأزهر على مدار (79) دقيقة, وحين كان القول الفصل للحظّ وركلات الترجيح دجّن الأزهر هذا الحظّ وتصدّى لركلتي جزاء فكان الوصول إلى حافة الذهب وكانت التحية قاسماً مشتركاً من الجميع لحارس مرمانا رضوان الأزهر…‏


أعصابك يا آمنة‏


الحظّ وكرة القدم توءمان.. والحظّ وقف إلى جانب منتخبنا على الرغم من علوّ كعبه في مباراته مع إيران ولولا إعادة ضربة الترجيح التي أضاعها محمود آمنة في المرّة الأولى وعاد ليسجلها في المرّة الثانية لاختلفت الموازين كثيراً خاصةً وأنّ ضربة الآمنة هي الأولى في مسلسل الترجيح..‏


محمود آمنة لاعب مخضرم لكنه عندما تقدّم لتنفيذ ركلة الترجيح كان مرتبكاً بشكل كبير وقد بدا على وجهه هذا الارتباك لكنه عاد ليلملم معنوياته وينفذّها بإحكام في المرّة الثانية…‏


يا مهندس…‏


يستحقّ لاعب وسط المنتخب جهاد الحسين لقب المهندس في هذه المباراة فقد كان (مايسترو) خطّ الوسط ولفت النظر إليه بحسن تحرّكه بالكرة ومن دونها ومالت مهامه نحو الهجوم فشكّل إضافة مؤثرة لثنائي الهجوم ماجد الحاج وزياد شعبو..‏

المزيد..