كتب غانم محمد-إن حدث الفوز على إيران فهو فرحة انتظرناها كثيراً, وإن عاد منتخبنا من هناك بنقطة التعادل فهي أيضاً ستدخل قناعتنا برضى وسرور, وإن
وقعت الخسارة لا قدّر الله فلن نُصعق بقسوة حضورها لأننا في النهاية سنباري إيران في ملعبها وبين جمهورها, وما سيخفف عنّا آلامها هو أنها البداية, والبداية غالباً ما تكون صعبة وخاصة خارج الديار..
منطق كرة القدم علّمنا ألا نأخذ به, ولكنه يقول: البداية تكون أقسى على المنتخبات الأعلى تصنيفاً وخاصة عندما تلعب على أرضها وأمام جماهيرها لأنها تكون (مضغوطة) باستعجال الفوز من هذا الجمهور, و(محاصرةً) بخيار الفوز وحده ولهذا يهرب منها الفوز معظم الأحيان, ونتمنى أن يثبت منطق كرة القدم ولو مرة واحدة كما نشتهي..
هنا طهران.. عندما تدقّ الثالثة بتوقيت طهران, الواحدة والنصف بتوقيت دمشق, ستبدأ رحلة منتخبنا نحو حلم الوصول لأول مرّة في التاريخ إلى نهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا 2010 وكلّ شيء ممكن..
نردّد على الدوام: نحن 11 لاعباً على البساط الأخضر وهم كذلك, عندنا الطويل والسريع كما عندهم, نعتزّ بوطننا ونحرص على زهو علَمَنا كما يعتزون وكما يزهون, والكرة هي نفسها سنلعب وإياهم بها فما الذي يمنعنا من الفوز?
اسألوا عبد الغني طاطيش, هل نسي فرحته بعد مضي 35 سنة على تسجيله هدف المباراة الوحيد لمنتخبنا في المباراة التي فزنا بها على إيران في طهران ضمن تصفيات كأس العالم وذلك عام 1973?
اسألوا زملاءكم من فريقي الكرامة والاتحاد عن متعة الفوز على الفرق الإيرانية في دوري أبطال آسيا.. اسألوهم كيف يفوز من يمتلك ثقافة الفوز والرغبة به?
اسألوا, فقد تجدون الأجوبة فيكم, فإن كان ذلك عدتم بإذن الله لتجدوا الآلاف بانتظاركم في مطار دمشق الدولي فهل تحرمون أنفسكم من هذا التكريم وتحرموننا من شرف وضع أكاليل الورد حول أعناقكم?
على الورق..
اعتدنا في منتخباتنا الوطنية وفرقنا المحلية اللعب بطريقة 3-5-2 أو 3-5-1-1 وتتحول هذه الطريقة بزيادة لاعب في الأمام أو في الدفاع حسب مجريات كل مباراة وحسب نتيجتها, ولا أعتقد أن منتخبنا سيخرج في مباراته مع إيران على هذا التقليد ولكن يجب التأكيد على الدور المزدوج للظهيرين وللاعبي خط الوسط, فلا الإفراط في الدفاع مفيد ولا التمسّك بالطلعات الهجومية يضمن النتيجة المطلوبة وأستطيع أن أذكّر لاعبي منتخبنا بأن قلب هجوم فريق مانشستر يونايتد واين روني أنقذ الكرة من على خطّ مرمى فريقه في مباراتهم بالكأس ضد توتنهام الأمر الذي يؤكد أن أي لاعب مطالب بالمهمتين الدفاعية والهجومية في كرة القدم الحديثة وأتمنى أن يجيد لاعبو منتخبنا هذا الدور..
عندما يندفعون..
إن استطاع منتخبنا الخروج من الشوط الأول متعادلاً فإن نتيجة إيجابية تمنح نفسها لمنتخبنا شرط أن نحترم لهفتها ونعرف كيف ندجّنها لأن الإيرانيين في هذه الحالة سيندفعون بكثافة عددية لهزّ شباكنا, وهذا الأمر سيترك خلفه مساحات فارغة في نصف ملعبهم علينا أن نجتازها بأقل جهد وأقصى سرعة ومن المرتدات التي ستحضر سنكون قريبين من التسجيل في مرمى إيران شرط أن نعرف كيف نتخلص من دهشة الفرصة ورهبة مواجهة المرمى, وللتذكير والتحفيز فإننا نسجّل على الدوام في مرمى إيران في طهران مع استثناء وحيد فقط.
إن اهتزت شباكنا..
وهذا أمر قد يحدث ويجب ألا ينهي محاولتنا ويدفع لاعبينا للتسليم بالخسارة.. الهدف قد يأتي من شبه فرصة, يأتي بجزء من الثانية, يفرض حضوره بلحظة غفلة منهم وبلحظة تركيز منا, والحلّ الفردي قد لا يجدي دائماً فلا يعتبر كل لاعب نفسه هو المنقذ الوحيد..
الوقت (التكتيكي) الذي تُسمح فيه المغامرة معروف, وتُعلن بدايته بإشارة من المدرب بعد أن يكون قد قرأ كلّ الاحتمالات, وعندما يلجأ المنتخب إلى هذا الخيار التكتيكي نعرف أنه بقدر قرب هدف التعادل لمنتخبنا يكون قرب الهدف الثاني لإيران وهذه مسألة تؤخذ بعين الاعتبار أيضاً..
إن سجلنا أولاً..
وهذه المسألة واردة الحدوث أيضاً, وإن تحققت هذه الأمنية فهناك أمنية ملازمة لها وهي ألا نعود كالعادة إلى الدفاع السلبي, وإن كان لا بد من الدفاع فليكن في نصف ملعب منتخب إيران من خلال الضغط على الحائز على الكرة وتضييق المساحات أمام الهجمات الإيرانية ومواجهة التبديلات الإيرانية بتبديلات مناسبة تماماً..
وبالمحصلة..
على منتخبنا أن يلعب بكامل الثقة التي سيلعب بها المنتخب الإيراني وأن يمتلك روح المنافسة وثقافة الفوز وألا يعتبر نفسه إلا مرشحاً قوياً لصدارة المجموعة وبلوغ الأدوار المتقدمة من هذه التصفيات ومن يتفائل بالخير يجده وإنا متفائلون!