يوماً بعد يوم تزداد الثقة بمنتخبنا الوطني للرجال بكرة القدم وهو يتجه لخوض غمار تصفيات كأس العالم واللقاء الافتتاحي فيها مع منتخب إيران في
السادس من شباط القادم بعد أن حقق فوزاً معنوياً هاماً على مستضيفه منتخب البحرين وبهدفين مقابل هدف في المباراة الدولية الودية التي جمعتهما مساء الأربعاء الماضي.
منتخبنا قدّم عرضاً مقنعاً بعض الشيء وفيما يلي نظرة حيادية على هذه المباراة من خلال التفاصيل التي نشرتها صحيفة أخبار الخليج البحرينية يوم الخميس الماضي بقلم الزميل حسين خلف تحت عنوان: منتخبنا يخسر ودياً من منتخب سورية حيث انتقد الكاتب أداء المنتخب البحريني وأشاد بأداء المنتخب السوري الذي سجل له الهدفين اللاعب زياد شعبو في الشوط الأول.
ويتابع: في المقابل أيضاً ركز المنتخب السوري على الطرف الأيمن من خلال نقل الكرات العالية, ونجح بذلك حين هز شباك منتخبنا في الدقيقة الثالثة عشرة عبر رأسية فراس اسماعيل ومن دون تغطية دفاعية في ظل تقدم الحارس عباس أحمد أكملها اللاعب زياد شعبو, ليشعل هذا الهدف المواجهة من الجانبين. ورغم هدف السبق الذي سجله المنتخب الضيف, كان الدفاع السوري مهزوزاً من الأطراف والعمق أيضاً, الأمر الذي أدى إلى ارتكاب العديد من الأخطاء بالقرب من منطقة الجزاء, ليستفيد بذلك الأحمر من سلسلة أخطاء السوريين في الدقيقة الخامسة عشرة من زمن الشوط الأول بعد أن عجز الحارس السوري من صد تسديدة فوزي عايش على دفعة واحدة ليكملها جمال راشد في الشباك السورية معلنة هدف التعادل. وكان الأحمر قد سيطر على مجريات الشوط بعد استحواذه على الكرة في وسط الميدان, حيث كان أفراد منتخبنا الوطني يصولون ويجولون في منطقة الضيوف بحسب ما يشاء المدرب التشيكي (ميلان ماتشالا), وشكلت الضربات الثابتة العديدة التي سنحت للأحمر بالقرب من منقطة الجزاء إزعاجاً كبيراً على الدفاعي والحارس السوري (مصعب بلحوس). وفي الدقيقة الثامنة والثلاثين كاد المنتخب السوري إضافة هدف التعزيز عبر كرة مرتدة, حيث يمتاز لاعبو الأخير بالسرعة والمهارات الفردية, ولولا خروج الحارس عباس أحمد في الوقت المناسب لاهتزت الشباك الحمراء ثانية, وكان واضحاً الضعف الدفاعي لمنتخبنا في بعض الفترات, وافتقاد المساندة من قبل لاعبي الوسط, إضافة إلى الاندفاع إلى الأمام على حساب الدفاع والحرص على التغطية المطلوبة. واستمر الضعف الدفاعي لمنتخبنا وعلى وجه الخصوص من العمق ليسجل المنتخب السوري هدفاً ثانياً في الوقت من بدل الضائع, حين اخترق اللاعب رجا رافع العمق وراوغ الحارس وقدمها على طبق من ذهب للاعب زياد شعبو, الذي لم يتردد في تسجيل هدفه الشخصي الثاني. ومع بداية الشوط الثاني أشرك اسماعيل عبداللطيف بديلاً للاعب عبدالله الدخيل وراشد الدوسري بديلاً للاعب علم الدين حامد, ويأتي هذا الاستبدال لتنشيط الخط الهجومي, وترميم الخطين الدفاعي والوسط, بعد أن ظهر الأحمر بعيداً عن الانسجام في بعض الفترات من زمن الخمسة والأربعين دقيقة الأولى. وكان المنتخب السوري قد لعب بانضباط تكتيكي ملحوظ مع مطلع الشوط الثاني, وخصوصاً من الناحية الدفاعية, بالاعتماد على الكرات المرتدة في معظم الفترات, مع غلق منطقة الوسط والأطراف لمنع كل المحاولات الحمراء, ومع الدخول في الدقيقة الستين تم إشراك اللاعب حمد راكع بديلاً للاعب محمد سند لتنشيط الدفاع, وحتى هذه الدقائق لم يشاهد الحضور المتواضع الذي حرص على مشاهدة اللقاء أي فرصة حقيقية من الجانبين. وظهر الضيوف في حالة توازن أفضل من المضيف, وعلى وجه الخصوص في حالة امتلاك الكرة وفي لحظة صناعة المحاولات الهجومية, بينما ظهر الإرهاق وبشكل نسبي على نجوم الأحمر, وكانت أولى الكرات الخطرة لمنتخبنا في هذا الشوط في الدقيقة 65, حين اخترق خالد العلان منطقة الجزاء وفضل التمرير بدلاً من التسديد لتهدر فرصة إدراك التعادل, وفي هذه الفترة أشرك اللاعب محمود عبد الرحمن بديلاً للاعب جمال راشد. نشط الأحمر إلى حد ما مع دخول محمود عبد الرحمن, وسعى بذلك للوصول لشباك المنتخب الخصم, والخروج من اللقاء بالتعادل على أقل تقدير, إلا أن السوريين كانوا دائماً في الوقت المناسب, وكادوا تسجيل الهدف الثالث في الدقيقة 80 بعد انفراد مهاجمهم ماجد الحاج بالحارس عباس أحمد في ظل اعتقاد الدفاع بوجود حالة تسلل, إلا أن الأول سدد الكرة برعونة بين أقدام الدفاع, وفي أكثر من مناسبة أزعج البديل (الحاج) أفراد منتخبنا في الجبهة اليمنى, بكراته العرضية المتتالية, وفي الدقيقة 89 أنقذ عباس أحمد كرة المنفرد بالمرمى ماهر السيد ليخرج الأحمر خاسراً من الضيوف.
عيون يابانية وأخرى إيرانية
وشوهد في لقاء الأمس الذي جمع منتخبنا الوطني والمنتخب السوري تواجد رجل ياباني وآخر إيراني بالقرب من المقاعد المخصصة لرجال الصحافة في استاد البحرين الوطني, وأكد الرجل الياباني أنه أحد رجال الصحافة المبعوث من صحيفته إلى البحرين لإرسال تقرير خاص حول اللقاء البحريني الياباني على حد قوله, والمتوقع أنه إعلامي مبعوث من قبل الاتحاد الياباني لكرة القدم أو أحد الفنيين في أجهزة منتخباته الوطنية بعث لمراقبة الأحمر وتسجيل تقرير مفصل عنه, قبل التقاء منتخب بلاده بالمنتخب البحريني في تصفيات مونديال جنوب أفريقيا .2010 كما تواجد مساعد مدرب المنتخب الايراني (ماركار) قبل اللقاء بمعية أحد المدربين الوطنيين, ويأتي الهدف الرئيسي من تواجد المدرب الإيراني لمراقبة المنتخب السوري, وتسجيل نقاط الضعف والقوة في خطوطه, حيث سيلتقي الإيرانيون المنتخب السوري في تصفيات كأس العالم أيضاً, والمعروف أن المنتخب الإيراني قد وقع في قرعة المونديال بجانب سوريا والكويت والإمارات, ومنتخبنا بجانب اليابان وعمان.
بقي أن نشير إلى أن منتخبنا سيلتقي منتخب الصين يوم غد الأحد في آخر مبارياته التجريبية ونأمل أن يصل من خلالها منتخبنا إلى الجاهزية المطلوبة.