يخطئون في قرارتهم, ويخطئون في مواقفهم وفي قراءتهم للحالة الرياضية وندعو لهم بالعودة إلى جادة الصواب.
يخطئون في تقدير المسافة بيننا وبينهم فنصححها لهم, ويخطئون في تقدير حجوم بعض الأشياء والأمور فنأخذها
(أي الأمور والأشياء) بحجمها الطبيعي ولكن هناك خطأ يبدو أنهم لن يصحوا من وهمه وذلك عندما اعتقدوا أنهم الرياضة وأن لا رياضة غيرهم وأننا (وفق منطقهم) نحقد على الرياضة لأننا نحقد عليهم وأننا نكره الرياضة لأننا نكرههم وأننا نتمنى الفشل لرياضتنا لنهم يقودون هذه الرياضة!
عذراً, ولكن التشخيص خاطئ, بل وفيه شيء من التجنّي على الرياضة التي تُذبح بيد أهلها, ولو كانت الرياضة أنمتم لطلقّناها من زمن, ولو كانت نظرتنا إلى الرياضة محصورة بأشخاصكم الكريمة لاتجهنا إلى الزراعة أو السياحة في عملنا!
أخطأتم إذ ظننتم أنكم أنتم من يعطي للرياضة وهجها ومكانتها في القلوب, بل على العكس لقد أفرغتم الرياضة من الكثير من هذا الوهج لدينا ولكن وبتأكيد الواثق مما يقول ويقتنع: الرياضة لنا وليست لكم, والمنتخبات الوطنية هي محطّ حبّنا وتقديرنا ومتابعتنا, وأي نزف في هذه المنتخبات يدمي قلوبنا مع أنه لا يحرّك فيكم إلا الخوف على الكراسي التي تجلسون عليها!
بدأتم تروّجون أن بعض الصحفيين جهزوا انتقاداتهم لنتائج مشاركتنا في الدورة العربية منذ الآن مهما كانت النتائج وأستغرب كيف تنسون بسرعة! أستغرب كيف تنسون أننا نحن من أسرعنا لاستقبال أصحاب الإنجازات في المطارات وحضراتكم تناسيتم مواعيد وصول البعثات.. نسيتم أننا نعيش الإنجاز بكل حرارته ولا تعيشونه بغياب كاميرات التلفزيون والصحافة..
نسيتم أننا نحن من يدفع ثمن هذا الإنجاز وأنتم من يستغلّه شخصياً, ونسيتم كم بكى لاعب على أبوابكم الموصدة وكم رجاكم آخر من أجل تأمين لقمة كريمة مع أن الهدر الحاصل على أيديكم يكفي الجميع!
نرى الرياضة من حيث هي رياضة, ونفرح لإشراقاتها لأنها تأتي دون شوائب صناعتكم أو تدخلكم, وسنصفّق ونفرح لكلّ إنجاز وسنقول لكم:لا, إن حاولتم إرجاع هذا الإنجاز لجهودكم وإذا أردتم أن أذكّركم أين كنتم في فترة إعداد المنتخبات الوطنية للدورة العربية فأنا جاهز!