تعجبت كثيرا وأنا أتحدث مع وردة ذابلة فكانت في غاية الضيق والحزن إنها اللاعبة أسماء الجاسم بطلة الجمهورية عام(2005) برمي القرص وصاحبة المركز
الثاني برمي القرص وقذفت الكرة الحديدية في البطولة المركزية بحلب العام الماضي وكانت تنطق عبارات اللوم والعتب على القائمين على الرياضة في محافظة القنيطرة وبرغم أنها بطلة لم ينالها التكريم وبعد مطالبتها بحقها المشروع أرسلوا لها بيجامة من النوع الخفيف بعكس ما كرم به رفاقها( بيحامة من النوع الفاخر ديادورا)ولم يكتفوا بذلك بل قال لها (الأستاذ رزق المسؤول في دائرة الرياضة) بأنها لا تستحق التكريم وأنهم أعطوها البيجامة رفع عتب وصدقة منهم وتابعت أسماء حديثها.
بعد أن سمعت هذا الكلام قررت الابتعاد عن أجواء الرياضة فهي لناس وناس وبعيدة كل البعد عن المصداقية والحوافز التشجيعية فلماذا البقاء في حين يعرف الجميع أن الرياضي يحتاج إلى دعم (مالي-تجهيزات-معسكرات..الخ) كي يتطور ويحرز نتائج طيبة ووضع أسرتي المادي لا يسمح بذلك فالأفضل الابتعاد عن الرياضة وأضافت الجاسم:
بعد أن سمع المدرب مرعي الحسن صاحب الفضل علي حضر إلى المنزل وتحدث مع أهلي بأنه تكلم مع الأستاذ حافظ الحسين بهذا الشأن وإنه أبدى استعداده في الإشراف على تدريباتي في ملعب تشرين وقال(الله يعينكم على أجرة الطريق) فأسماء بطلة وأنا أثق بقدراتها بإحراز بطولة الجمهورية هذا العام ونيل شهادة التفوق الرياضي لتستفيد منه العام المقبل فوافقوا على إرسالي وتحمل المصاريف وسيكون ذلك على حساب معيشة أخوتي ولكن الأمل موجود في أن يأتي ذاك اليوم الذي تتبنى به هذه المحافظة أبطالها.
مدرب اللاعبة مرعي الحسن قال: بعد مراجعة دائرة الرياضة من أجل تكريم البطلة فوجئت بأنهم كرموا اللاعبين و المدربين وذلك بوجود القيادة السياسية والرياضية بالمحافظة وفي اتصال هاتفي مع رئيس دائرة الرياضة للاستفسار عن الموضوع قال لي بأنه أخبرني عن التكريم فقلت له هذا صحيح لكنك لم تخبرني عن الموعد والمكان فقال(لا تزعل بيجامتك موجودة أنت وأسماء وتعال غدا لاستلامها)وفي اليوم الثاني ذهبت لاستلام الكنز رغم انزعاجي الشديد فالتكريم من فوق الطاولة وأمام القيادة لا يوازي تكريم الخفاء وبوس الذقن ولكن المفاجأة كانت كبيرة عندما تملص الأستاذ فراس رئيس الدائرة من الموضوع ليقول لي بالنسبة لبيجامة اللاعبة فقد سلمناها أثناء مشاركاتها السابقة(3) بيجامات(لماذا (الإسراف والتبزير يا أستاذ فراس معك حق لأنك دافع من جيبتك) وأما بالنسبة لمكافأتك فاذهب إلى المسؤول عن البطولات الرياضية وأستلمها فذهب إلى الثاني الذي رمى الموضوع على الأول الأمر الذي أزعجني وجعلني أتخلى عن هذا الكنز الكبير وختم حديثه قائلا:إذا حرم المدرب واللاعب من التكريم على الجهود التي بذلها من أجل هذه اللحظة كيف سيفعل ذلك مرة أخرى.
وهنا نتساءل
1- إذا كانت اللاعبة لا تستحق التكريم كما قيل لها لماذا أرسل لها الأستاذ(رزق)البيجامة أم أن والده قد تبرع بهذه البيجامة ليتصدق بها على اللاعبين جارحا مشاعرهم.
2-بما أن أسماء بطلة الجمهورية وتخلت محافظتها عن استثمار قدراتها لماذا لم يأخذ المكتب التنفيذي ذلك بعين الاعتبار ويضمها للمنتخب الوطني لتكون ثمرة ناضجة نجنيها في الاستحقاقات الخارجية.
3-للمدرب الكفوء حقوق وعليه واجبات وجميع المعنيين برياضة القنيطرة جديرين بمعرفة ذلك ولكنهم يجهلون حقوق المدرب وعلى رأسها (الحوافز التشجيعية التي تذهب لمن لا يستحقها).
4-التكريم يجب أن يطال جميع الأبطال لا أن يقدم لمن ليس بحاجة له سوى (للبروظة) ولا يستحقه أصلا بقدر ما يترك هذا التكريم أثرا في نفوس اللاعبين لمضاعفة الجهود.
لقاء صالح صالح
: