حتى ساعة كتابة هذه الزاوية لم يتم التوصل لاتفاق مع أحد المدربين من اجل قيادة المنتخب الكروي الذي لازال يحمل لنا بقايا حلم قابل على أن يتحقق لو توفرت له الظروف المناسبة كي يولد..
ويبدو أن قصة اختيار المدرب بات من الأعمال التراجيدية التي تستحق أن يقف عنده كتابنا الروائيون ليسطروا من خلالها ملحمة تستحق القراءة وأن نذرف عليها الكثير من الدموع…!
مايتسرب لنا من داخل قبة الفيحاء أمور لاتسر الخاطر في هذه المسألة، رغم قناعاتنا الثابتة بعدم جدوى مايفعلون، ومافائدة الإجماع على قرار في جلسة الاتحاد لايتم الأخذ به حتى مع عدم صوابية مثل هذا الإجماع الذي يحتاج لمناقشة علمية وليس بهذه الطريقة لأن الموضوع يهم مصلحة المنتخب والوطن وليس مصالح أشخاص أو عواطف، لأن الاستحقاق القادم يتطلب تفكيرا أعمق، وصرف أدسم، وإمكانيات أكبر، وليس تصفية حسابات على حساب الوطن الذي بات فيه المواطن يتوق للبسمة في زمن الحزن المخيم على كواهلنا.
لست مع هذا الطرف على حساب الطرف الآخر، لأنني مع نجاح الرياضة السورية والمنتخب وتحقيق حلم يمكننا تحقيقه لو توفرت الجهود المخلصة، والنيات الصادقة وكل الإمكانيات له في هذا الظرف تحديدا ليثبت للعالم أن سورية باقية وستتعود شامخة رغم أنف الكارهون، وإننا قادرون على مقارعة كبار الرياضة، كما قارعنا الموت وهزمناه، وهذا مايتطلب قرارا رفيع المستوى لتأمين كل الاحتياجات دون المرور بهذه المخاصمات التي لاتسر عدو ولاصديق، وبالتالي يكون هناك قرارا مماثلا لدعوة اللاعب عمر السوما وبعض زملاءه لحضن الوطن بطريقة لائقة بعيدا عن النفخ في النار لأننا نحتاجهم فعلا لتحقيق الحلم وهم في النهاية أبناء الوطن ولن يبخلوا عليه بعطائهم، ماداموا أوفياء لتراب الوطن وخدمة المنتخب السوري الذي بات على مقربة من المونديال، ويلزمه عمل جاد ومسؤول.
أتمنى أن يكون اليوم صوتي مسموعا لدى كل من يملك هذا القرار الجريء لمصلحة الكرة السورية، وأن يصدر سريعا لكسب الوقت لتوفير المدرب الكفؤ والتحضير المناسب وضخ الإمكانيات الكاملة بشكل احترافي ودعوة السوما، وهذه مطالب ليس الرياضيين فحسب، بل كل شرائح المجتمع السوري الباحث عن النصر والبسمة، وواثق من الايام القادمة بأنها ستكون حبلى بالمفاجآت.