الحسكة – دحام السلطان :لأن حجم النقاط بات هو المعيار للنجاح أو الفشل- بل الرسوب في الامتحان إن صح التعبير في منافسة الدوري،
لذلك فإن فريق الجزيرة في الاختبارين الأولين له أمام المجد في المباراة المؤجّلة ومع الكرامة في المباراة المستحقة، لم يحصل إلا على نقطة واحدة من أصل أربعة نقاط، وبالتالي وبعيداً عن الأداء الذي أتحفنا به المحللون من ملاعب دمشق، حين قالوا أن الفريق لم يقدم ما هو مأمول منه في لقاء الفريق الدمشقي لكنه بالنتيجة خرج منه بنقطة واحدة، وقاتل قتال الأبطال وأبدع بمواجهة نسور الكرامة الحمصي ومع ذلك فقد خرج صفر اليدين وهنا المفارقة..!
العرف والمعرفة..!
لكي لا نُعصّب الرؤوس قبل (الفشخ)، لا تزال مفاتيح العرف والمعرفة بيد القائمين على الفريق وما أكثرهم فهماً بالفن والتنظير وتسطير الكلام المنمّق بالعبارت الساحرة، الذين ينبغي عليهم الاستفادة من حداثة عمر صغارهم وقدراتهم على (الركض) في الملعب ومن مهارات وقتال بعضهم، وتلك هي الحقيقة التي ينبغي أن يدركوها يعلموها كلهم، بأن الدوري هو دوري نقاط ولا مكان للحظ فيه الذي صدّعوا رؤوسنا به وبندرة وجوده، لأن الحظ المفقود هذا لا يدخل علمياً لا في وحدات التدريب من خلال الإعداد الذي يقوم على التحمّل والقوّة والسرعات، ولا في جرعات حصص التكتيك والتكنيك ولا في الجانب المهاري والتدريب على المركز واللقاءات التجريبية، إنما يأتي صدفة والصدفة بعلم الغيب، لأننا قلناها سابقاً واستعرضتها موقفنا الرياضي بالتفصيل الممل، ولا نريد أن نقولها اليوم تجنّباً (للفشخ) إن وقع لا سمح الله وهو الذي تحدّثنا عنه في مطلع الكلام..! ولذلك فإن المصعب والقجو ومعهما لوسيان لا تزال الكرة بملعبهم وعليهم أن يستفادوا من تلك الحالة، لضمان النجاح في المهم من مواد الامتحان التي يندرج معيار نجاحها بالحصول على العلامات والنقاط، وليس بجودة الخط الجميل الذي لا مكان له إلا على الرف..!
الذهنية الإدارية..!
الجزيرة اليوم لدية نقطتان فقط لغاية مباراة الكرامة، التي يعتبرها الشارع الرياضي اليوم هي الانطلاقة الحقيقية للفريق ونحن معه في ذلك، لأن الفريق قدّم مباراة جيدة المستوى فنياً وربما دخلت فيها الاستعراضية والكلاسيكية من بعض اللاعبين من باب الترويج والدعاية لأنفسهم أمام الأندية وكشّافيها والنقاد والإعلام أيضاً وهذا ليس بضار وهذا في النهاية حقهم، وهنا تكمن الحالة المطلوبة لتصحيح الصورة للفريق الذي يمكن للاعب أن يظهر ويكون محط أنظار أندية الشهرة والمال، ولكن ليس على حساب فريقه الذي تهمه النتيجة وهو بأمس الحاجة إلى النقطة التي تضمن له التفكير بالأخرى اللاحقة من المباراة التي تليها، وليس النوم في العسل للتفكير من قبل القائمين عليه بقرارات مركزية منذ الآن، وهذا بحد ذاته مفارقة ومغالطة وسابق لأوانه، إذ من غير المعقول أن يكون حال رياضة الجزيرة (شمّة هوا) فقط، ليذهب لفريق ليلعب ويعود بخفي حنين ويظل على أمل الانتظار والاستجداء والترقّب لما ستقرره المكاتب (فوق) وكأنك (يأبو زيد ما غزيت)، لأن هذه الذهنية الإدارية يجب أن تتبدّل ويوضع لها حد في نادي الجزيرة، وأبجدية العمل ليست كذلك بدليل أن روائز المنافسة وحلاوتها تكمن في الظهور والمثابرة التي يكون عليها الفريق، وبالتالي أن (يحلل) القائمون على العمل لقمتهم..! بدلاً من الانتظار للاستفادة من الورقة الأخيرة التي تمليها نبرة التصعيد، والبكاء على الأطلال والوقوف أمام الأبواب والانتظار خلف الجدران..!