نتفق دائما على أهمية الرياضة في حياة الشعوب، لكننا نختلف كثيرا في كيفية استثمار الرياضة لصالح الشعوب، والحكومات، وكيف يمكن أن نجعل منها سفيرا فوق العادة للبلد في المحافل الخارجية.
وبما إننا على أبواب استحقاق انتخابي جديد لمجلس الشعب، حاولت أن أتذكر على مدى عقود أربعة من الزمن من هم ممثلي قطاع الرياضة في مجلس الشعب، وماذا حققوا للرياضة والرياضيين من مكاسب، خصوصا وأن الكثير ممن استطاعوا الوصول إلى تحت قبة المجلس امتطوا صهوة الرياضة وشعبيتها الجارفة في الأندية الكبيرة واستجدوا أصوات الرياضيين حينها للوصول.
أسعفتني الذاكرة بأسماء منهم، ولكن لم استطع تذكر ماقوا به سوى مرة واحدة عندما أطلق أحد الأعضاء صوته مطالبا بفتح تحقيق حول مايجري في الرياضة السورية حينها….
ولا أنكر أن مجلس الشعب قد ناقش أكثر من مرة موضوع تعديل المرسوم الخاص بالرياضة السورية ولكن هل كان كل هذا يكفي من أجل وضع الرياضة السورية قيد الاستثمار الفعلي لمصلحة الوطن والمواطن أسوة بما يحصل في كل دول العالم…؟
لا أعتقد أنه يكفي ولو بالحد الأدنى، مع احترامي لمن كان تحت قبة المجلس من الرياضيين ومنهم أصدقاء لي، أن يكون هذا هو تواجدهم في المجلس.
فالرياضة السورية التي مرت بتحولات كثيرة، كانت يجب أن تستحوذ بشكل أكبر على مناقشات المجلس وأعضائه حتى لو لم يكن من بينهم رياضيون فعلا، كون الرياضة تعني شريحة واسعة من الشعب، إضافة إلى شريحة الشباب التي من خلالها تبنى المشاريع والأوطان، وغالبية أعضاء المجلس لابد أن لهم ميول رياضية في الأصل ويعنيهم الشأن الرياضي كما يعنيهم الواقع الزراعي والصناعي والتمويني وغيره من المواضيع، وهذا القطاع أيضا يصرف عليه المال العام كما غيره من القطاعات، وفيه منشآت وله دور كبير.
وحسنا فعل مجلس الشعب عندما أسس لجنة للشباب في المجلس بالدورة السادسة عام 2012 وكان يرأسها صديق لنا أيضا له تواجده الفعال مع قطاع الشباب، وكنت أتمنى أن أرى لها دور أكثر فاعلية في هذا الاتجاه.
وبالتأكيد سيترشح عن قطاع الرياضة أكثر من رياضيي لهذه الدورة، ولكن يجب أن يكون فعلا ممثلا لهذا القطاع الهام، وعلى الأقل أن يكون له دور في تفعيل الرياضة السورية وسن التشريعات لرفد الاقتصاد السوري بالمال من خلال الاستثمار بالرياضة، ودور اجتماعي وسياسي مهم، وأن تكون هناك محاسبة على هدر المال العام، وإحباط نفسية الجماهير التي تنتظر الفرحة من أبطالها ومنتخباتها.