صوت الموقف

رغم مضي كل ذلك الزمن على العمل بقانون الاحتراف في أنديتنا وبكرتي القدم والسلة وما تبعه من تطبيقات مثيرة للجدل، فإن رؤساء أندية مهمة مازالوا يبحثون في أسباب فشلهم، ويلقون اللوم على العمل الهرمي في المؤسسة الرياضية وانضواء الأندية تحت لواء منظمة الاتحاد الرياضي العام

fiogf49gjkf0d


وبعضهم يحاول أن يقنع نفسه بأن الوصفة السحرية تكمن في إحداث وزارة للرياضة والشباب على غرار ما حدث في بلدان عربية كانت تتوق منتخباتها الكروية للعب مع منتخبنا الوطني أوأي فريق من فرق أنديتنا.‏


ولأن هؤلاء تمسكوا بالشكليات التي طرأت على رياضة عدد من البلدان فإنهم يحاولون تقليدها وإسقاط تجارب الآخرين على واقع رياضتنا المحلية التي مازالت ترزح تحت وطأة فكرهم وأهوائهم وهم الذين فشلوا معها هواة، وقادتهم المصادفة كي يتقلدوا زمام أمورها وتفتقت أذهانهم عن أفكار تحمل في طياتها إيجاد هيكلية عليا للرياضة دون أن يبحث أحدهم في آليات عمل أنديتهم وسبل الارتقاء بها وبرياضاتها المتدنية منذ أن تسلموا قيادتها.‏


منظمة الاتحاد الرياضي العام ومنذ إحداثها في بداية سبعينيات القرن الماضي عملت وبكل جهد على لملمة الرياضة الأهلية المتناثرة هنا وهناك، وقوننت عملها ومن ثم أشرفت عليها إشرافا كاملا.‏


وقمنا كإعلام رياضي بتحميل المنظمة تبعات كل فشل رياضي في أي استحقاق كان دون أن نبحث في أسباب ذلك الفشل، أو نقرأ عموميات ذلك الاستحقاق كي نصل في النهاية إلى خصوصية تحضيراتنا ومدى ملاءمتها للمشاركة والمنافسة وقدرة لاعبينا على تخطي أرقامهم دون أن يقع أحدهم في شرك التجربة وباركنا في النهاية لمن استطاع تطوير نفسه وحملنا مسؤولية الفشل في كل مرة للمكتب التنفيذي الذي عمل خلال السنوات الطويلة السابقة على تذليل عقبات الأندية ومساعدة إداراتها واتحادات الألعاب في تطوير ألعابها.‏


سيان كانت الأندية الرياضية تتبع لمنظمة أم لوزارة فهي لن تتغير أحوالها ما لم يعمل إداريوها على تطوير أنفسهم، والعمل لمصلحة أنديتهم وليس لمصالحهم الشخصية فقط.‏


قانون الاحتراف يلزمه بعض القوانين المالية كي تصح الأندية ورياضاتها وتبتعد عن أسلوب استجداء أصحاب المال والمحبين (كما يحلو لإداريي الأندية تسميتهم) ومن تلك القوانين حسم تبرعات الصناعيين والتجار للأندية الرياضية من ضرائبهم السنوية، أو اعتبارها بنداً من بنود نفقاتهم الشخصية أو البحث عن قانون مالي يقنع أصحاب رأس المال بضرورة دعم الأندية ورعايتها (ماليا) وبذلك تدور عجلة الرياضة المتأثرة حاليا بتوفر السيولة المادية وبشحها أيضا.‏


التفوق الرياضي ليس صناعة مدخلاتها معقدة ولا يحتاج سوى إلى الجهد والمثابرة، وبعض الطفرات الرياضية ممن حصلوا على ميداليات أولمبية تدربوا في ظروف مادية صعبة ولم يفكر أحدهم في أنه ينضوي تحت لواء منظمة أو وزارة وقديما قالوا إن العامل الفاشل يسب أدواته وواقع الحال يتمثل الآن في معظم المشتغلين برياضتنا.‏


esmaeel67@ live.com‏

المزيد..