يتطلع الكثيرون بقلق الى موضوع المنتخب الوطني الأول بكرة القدم. فهم يريدونه قوياً كامل الصفوف معداً أحسن اعداد. وهم لا يطلبون المستحيل فهم يرضون بنتائج مقبولة. وكلهم يلهجون باسم المنتخب وبلقاءاته الساخنة المقبلة في أمم اسيا..!
من هذا المنطلق وهذه الآراء والمشاعر واعتقاداً بواجب الاسهام في تطوير الكرة السورية وفي طليعتها المنتخب الوطني واستنادا الى ثلاثة عوامل رئيسية من شأنها ان ترتقي بواقع المنتخب الوطني فإنه صار من الضروري.
1- الدوري مضى منه نصف مرحلة ولاعبو الاندية وصلوا الى قمة عطائهم ولياقتهم البدنية وصار في الامكان الحكم على مستوياتهم ومؤهلاتهم وهناك عدد منهم مؤهلون قياسا الى واقع الكرة السورية للالتحاق بالمنتخب الوطني والعدد غير قليل.
2- الاسلوب المعمول به في انتقاء لاعبي المنتخب ظل ساريا طوال (30) سنة او تزيد ومن خلال تتبعنا لنتائجه نجد ان تطوره ظل محدودا وليس بقدر طموحنا ولايناسب المدة الطويلة التي ذكرنا لهذا فمن الضرورة تعديل الاسلوب والخطة وطريقة انتقاء لاعبي المنتخب..!
3- النوادي واللاعبون يشكون ويتذمرون انهم في اعتقادهم ادوا واجباتهم كاملة في مسابقة الدوري وفي تقبل عقوبات وقرارات اتخذها اتحاد اللعبة ولكن هذا الاخير لم ينصفهم اذ فيما هو حصر جل اهتمامه في انجاز الدوري ولم يبذل اي جهد في تعديل اسلوب انتقاء اعضاء المنتخب.
انطلاقا من هذه العوامل الواقعية وتلبية لرغبة الكثيرين الملحة في اعطاء المنتخب الوطني مزيدا من الاهتمام فإن «الموقف الرياضي» تقدم الاقتراح العملي التالي وترى انه خير مخرج من دوامة الاسلوب الرتيب الذي اعتادته الكرة السورية طوال ربع قرن..
اقتراحات
تتضمن الاقتراحات بنود عدة:
> اولا: قيام عدد من المدربين والخبراء ويفضل ان يكونوا من نوادي المقدمة في الدوري باختيار (28) لاعبا من افضل لاعبي الاندية في الدوري وتشكيل منتخبين (أ) و(ب) يراعى فيهما التوازن والمساواة في القوة ويعني لكل منهما اداري ومدرب ومساعد مدرب..
واننا على يقين بعد مشاهدة عروض الاندية في ان لديها حاليا لاعبين جيدين تؤهلهم مستوياتهم لتشكيل منتخبين متقاربين في القوة بحيث لاينقصهما سوى السهر والاعداد الفني.
> ثانيا: اعداد مرحلة تدريبية للمنتخبين تدوم في اسبوعين الى اربعة اسابيع تقام بعدها دورة رباعية تضم: الفريق الاول بالدوري والفريق الثاني بالاضافة الى المنتخبين (أ و ب) وتجري هذه الدورة على نظام الدوري من مرحلة واحدة وتتكرر الدورة وتعاد مرة في دمشق واخرى في حلب مبدئياً على ان تقام ايضا اذا لزم الامر في بعض المدن الاخرى فهذه الدورات تحمل فوائد كثيرة وفيها مغزى عميق انها ترضي الاطراف كلها وتمهد لاكتشاف اللاعبين الذين تؤهلهم مستوياتهم للاشتراك في المنتخب الوطني.. ويجب قبل بداية الدورات تكليف مدرب او اكثر مهمة مراقبة المباريات واللاعبين وتدوين اسماء البارزين منهم. وعندئذ يتبين للاعبي الاندية من خلال عروضهم انالانتقاء سيكون للافضل ومن شأن ذلك ابعاد اي مجال للاعتراض..
> ثالثا: تشكيل المنتخب الوطني ورديفه من الفرق الاربعة ووضع برنامج مدروس لتدريبهما يتضمن اقامة مباريات تجريبية محلية وخارجية علما ان مداخيل المباريات هذه تظهر حتما جميع النفقات التي يتطلبها اعداد المنتخب..
عامل النجاح في هذا الاقتراح العملي الثلاثي يكمن في ان لاعبي الاندية يشتركون جميعا في اختبار موحد في مســـابقــة واحدة وهذا كفيل باقناع المسؤولين والفنيين واللاعبين وجمهور الكرة بأن الحق وضع في نصابه . فضلا عن ان المنافسة بين اللاعبين ستكون عالية المستوى ودافعة الى بذل اقصى الجهد..
فالمنافسة مفقودة تماما الآن لان بعض اللاعبين واثقون بوجودهم في المنتخب الوطني وانه من دون المنافسة تضعف الهمم وتزول الحوافز التي هي اكبر العوامل في رفع مستوى الكرة واللاعبين ويمكن تضييق هذا الاقتراح العملي الثلاثي بعد الانتهــاء من مباراة لبنان وهي الثانيـــة للمنتخـــب في التصفيـــات الامم اسيا..