صوت الموقف

عام مضى على رياضتنا حافل بالنشاطات والاستحقاقات العربية والدولية حشدنا من اجلها كل من لديه القدرة على تخطي رقمه المحلي، كي نشارك فيها، وقدمت المؤسسة الرياضية كل ما تستطيعه من دعم من اجل إنجاح الرياضيين في استحقاقاتهم،

fiogf49gjkf0d


وجاءت النتائج (في معظمها) مخيبة للآمال باستثناء الطفرات من الرياضيين الذين ما زالوا يعدوننا ببارقات الامل لرياضة محلية متطورة تخلو من كل تلك الفوضى الادارية التي يتسبب بها الاداريون ومجموعات الطواقم الفنية والتدريبية والتحكيمية، والتي ما تكاد تخبو نيرانها في ناد رياضي أو اتحاد لعبة حتى تشتعل حرائقها في اندية واتحادات اخرى، وهو ما شغلنا عن الارقام الرياضية وسبل تخطيها، وعن الاستراتيجيات الرياضية وكيفية تحقيق اهدافها, وغدت المصالح الضيقة هي الشغل الشاغل لمجموعة كبيرة من المشتغلين بالرياضة (وليس للرياضيين)، وبدت المصالح الشخصية الضيقة هي الاساس لكل خلاف ينشب هنا أو هناك في منشآت يفترض ان يكون منتجها النهائي الرياضة المتطورة والعلاقات الاجتماعية المثالية في اخلاقياتها.‏


الاحتراف الذي اندفع كالسيل الجارف باتجاه الاندية الرياضية استنفد منها كل ما تملكه من مدخرات، وصار الشح المادي هو عنوان المرحلة السابقة، وشماعة لادارات الاندية التي تفشل في تحسين مستويات لاعبيها، وفي تطوير رياضاتها (الفردية) الامر الذي تسبب في نزوح هؤلاء الى اندية غنية قادرة على اعطائهم الحد الادنى من مصروفاتهم الضرورية.‏


بدأنا نرى مدربين متميزين ينتمون الى اكثر من ناد رياضي ويعملون في اكثر من مجال هربا من الشح المادي الذي يتهددهم مع بداية كل شهر، ويتأخر فيها اداريو الاندية عن دفع مستحقات ورواتب المدربين.‏


أمر لا يختلف عليه اثنان وهو ان الرياضة المتألقة في ارقامها ونتائجها هي رباضة تخلو من الخلافات، وهو ما شهدناه من اداء لاعبي فرق الاندية المستقرة اداريا، وخاصة في دوري المحترفين لكرة القدم، وكلنا تابع كيف اثرت خلافات ادارات الاندية، وازماتها المالية المفتعلة على نتائج بعض فرق الدوري، ووصلت ببعضها الى مستويات متدنية، وكيف حقق الاستقرار الوقتي لهذه الاندية نتائج مقبولة (في أسابيع معينة) خلال مسيرة ذهاب الدوري.‏


كانت نتائج منتخباتنا الوطنية لكرة القدم مخيبة للآمال في العام الماضي، لاسباب تتعلق بالاعداد المتواضع لتلك المنتخبات، وبالخلافات التي نشبت بين اعضاء اتحاد كرة القدم الحالي، وآثارها السلبية على نتائج المنتخبات وخاصة (الشباب والناشئين) في تصفياتهما المؤهلة لكأس العالم، وما تسببته الفوضى الادارية من حرمان للاعبين في فئة الشباب، وما تلاها من تصريحات اتحادية، اظهرت عدم دراية عدد من اعضاء الاتحاد بآليات إعداد المنتخبات الوطنية، واساليب انجاحها في الاستحقاقات القارية والعالمية.‏


عام 2008 لم يكن عاما حافلا بالانجازات الرياضية، ولن نلقي باللائمة عليه، فالايام تحمل بشائر الخير لمن يستعد جيدا، والخسارات التي تعرضت لها رياضتنا يتحمل مسؤوليتها الرياضيون واداريوهم مناصفة، وما نأمله ان يأخذ القائمون على شؤون رياضتنا العبر من الخسارات الماضية، وان يستعدوا وفرقهم بشكل افضل لاستحقاقات العام الحالي 2009، لعل ايامه القادمة تحمل بشائر رياضة محلية متطورة، تستطيع المنافسة والفوز في المحافل الدولية.‏


esmaeel67@ live.com‏

المزيد..