إن التصريحات التي تلقيناها من اتحاد الكرة على لسان أمين سره محي الدين دولة
و مفادها أن مدربين أجانب ترد(فايلاتهم) إلى مبنى اتحاد الكرة وتتم دراستها حالياً في لجنة المنتخبات لاستبدال المدربين الوطنيين بأجانب لا تعدو كونها هروباً من واقع و مأزق وجد اتحاد الكرة نفسه في مطبه, بعد سلسلة الهزائم الكروية التي منيت بها منتخباتنا كافة, وهنا لا بد من التساؤل الذي تتناقله ألسنة جميع متتبعي أحوال كرة القدم السورية و هو هل يتحمل المدرب الوطني وحده تبعات كل ما حدث, أم يشاركه الكادر الفني و الإداري الذي يمثله واحد من أعضاء اتحاد الكرة عادة و منهم ( أمين السر) نفسه الذي كان رئيساً لبعثة منتخبنا للناشئين و عليه تقع مسؤولية الخسارة أيضاً ويشارك فيها الجهاز التدريبي كله وعلى رأسهم المدرب الوطني نفسه.
< فإذا أومأ البعض إلى أن التصريحات (المؤهلة لانتخابات اتحاد الكرة القادمة) هي هروب من ردة فعل الشارع الكروي الذي سئم ما يحصل في اتحاد الكرة من خلافات كانت نتيجتها خسارة المنتخبات الوطنية في الاستحقاقات الآسيوية, وموعد المنتخب الأول ليس ببعيد عن استحقاقه القادم وفي بعثته التي ذهبت إلى اليابان مدرب وطني و عضو اتحاد تحفظ على عودته, و ملامح المرحلة القادمة ووضعهما في المنتخب ذاته هي لتقريب وجهات النظر بينهما و محاولات اتحادية جادة أيضاً للنهوض بالمنتخب الأول وبالمدرب نفسه الذي أقيل قبل أشهر ثم تمت إعادته!! ويبدو أن لكل تصريح استثناء.
< وإذا كانت التصريحات التي أشرنا إليها سابقاً تصدر عن مؤسسة أفرادها منسجمون, فلماذا أبلغ الدكتور الجبان أفراد الكادر التدريبي و الفني لمنتخبنا الشاب بأنهم مستمرون, و لديهم بطولة نظمها الاتحاد النرويجي مع الاتحاد الأردني و ستجري أحداثها في التاسع عشر من هذا الشهر في العاصمة الأردنية عمان, فهل هناك خلاف في الرأي العام , أم إن التصريحات لا تعدو كونها زوبعة إعلامية تحاول تسليط الضوء على خلل إداري في اتحاد الكرة لم تلتئم جروح ماضيه القريبة !!
< لهؤلاء الذين يحاولون الخروج من مأزق ما وصلوا إليه نذكرهم بأن ستة عشر منتخباً وطنياً شاركوا في تصفيات كأس آسيا للشباب, يوجد فيهم ثلاثة عشر مدرباً وطنياً و ثلاثة أجانب فقط منهم المنتخب السعودي الذي خرج فريقه من الدور الأول للبطولة, و كلف السعودية حوالي ثلاثة ملايين دولار و أن المدربين في الإمارات واوزبكستان واستراليا وكوريا وطنيون وهم ليسوا بأفضل من مدربينا الوطنيين الذين لهم تاريخهم الرياضي الحافل, و أن ردة فعلنا مبالغ فيها تجاه المدرب الوطني فمن خسر مع فريقه اليوم نتيجة الظروف القاهرة التي مر بها المنتخبان الوطنيان (شباب وناشئون) ربح بالأمس, و كادر أحدهما أوصلنا إلى تصفيات كأس العالم في العام الماضي, و هذا يعني أن خللاً يتحمل اتحاد الكرة مسؤوليته.
< قد لا يكون المدرب الوطني قد وصل بالمنتخب إلى المستوى الفني المطلوب بسبب الظروف التي رافقت المنتخب كما أسلفنا و لكن و بالتأكيد استطاع تجهيز منتخب للمستقبل يتحلى لاعبوه بأخلاق عالية و انضباط لم يسبق أن شاهدناها في منتخبات وطنية سابقة, مع التأكيد أن هؤلاء اللاعبين يستطيعون البقاء بتألقهم حتى عام/2020/ على أقل تقدير, في الوقت الذي كنا نرى فيه اعتزال لاعبي المنتخبات السابقة بسن مبكرة.
< ليس من سمع كمن رأى بأم عينه وهو ما تمثله الحالة الإيجابية جداً التي مثلتها جاليتنا في السعودية بعد خسارتنا مع العراق مباشرة, وفقداننا للأمل في الاستمرار بالنهائيات ,فقد غصّ شيراتون الدمام بأبناء الجالية السورية وهم يرفعون أعلام الوطن وصور قائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد ويهتفون للوطن و يربتون على أكتاف اللاعبين ولسان حالهم يقول إننا لم نرَ كفريقكم فهو أفضل ما شاهدناه حتى الآن.
< مثل هذه الحالة الإيجابية يجب تكريسها محلياً, و إن كبا الحصان اليوم, فغداً سنراه يعدو باتجاه هدفه, ويحقق الانتصار تلو الانتصار للكرة السورية, و بكوادر وطنية صرفة.