تكمن ظاهرة الاستقالات المفاجئة التي يقوم بها أعضاء مجالس إدارات الأندية وحتى رؤسائها في الحالة غير الصحيّة التي تمرّ بها الأندية هذه الأيام, والتي تبحث في معظمها عن تمويل وريوع مادية لسدّ احتياجات اللاعبين المحترفين وغيرهم من مدربين
وإداريين, وما يتبعه من نشاطات وسفر وكذلك في هيمنة فروع الاتحاد الرياضي بالمحافظات على قرارات رؤساء الأندية ومحاولة الاستئثار بها, وهو ما زاد في الفجوة الكبيرة لتي تفصل أصلاً بين أصحاب القرار الإداري, وأصحاب القرار المالي الذين تربعوا على كرسي إدارات الأندية, وأجزلوا العطاء لمن حولهم, لتدار الأندية من بعدها وفق رؤاهم التي لاتتفق في معظمها مع آليات العمل التي تريدها المنظمة وفروعها الرياضية في المحافظات.
وما يحدث في نادي الكرامة ليس ببعيد عنَّا, والاستقالات السابقة والحاليّة من الدكتور الحبَّال والحربا ومن أعضاء مجلس إدارة سابقين في نادي الوثبة, وما يحدث في نادي الحرية هذه الأيام واستقالة د. كنجو وهالة جبور قبل أيام, وكذلك الاستقالات التي حدثت في ناديي تشرين وحطين ليس لها من معنى سوى أن أجواءً مشحونة تعيشها الأندية, وأن تجانساً مفقوداً بين أعضاء مجالس الإدارات سببه تدخل الفروع والمنظمة الأم في تشكيلة الإدارات الحالية, وأن غيرة سلبية بدأت تظهر بين القائمين على كرة السلة وعلى كرة القدم, وسببها التوزيع غير العادل بين الاثنين لميزانية النادي, واتهام كل منهما للآخر بتبديد الميزانية على نشاطاته فقط, وهذا الأمر رأيناه جلياً في خروج السيد رافع أشرفي قبل بدء أعمال مؤتمر نادي الحرية السنوي من المؤتمر وطلبه لكل من له علاقة أو (صِلة) بكرة السلة الخروج معه, وليستجيب الكثير من المؤتمرين لندائه, وليبقى في المؤتمر ما يقارب ال¯ 35 عضواً أصيلاً.
وإذا ابتعدنا عن المهاترات الكلامية التي تحصل في هذه المؤتمرات, وتطال أشخاص بينهم, وتهدف إلى تكريس واقع غير رياضي في الأندية الرياضية فإن الألعاب وممارسوها الرياضيون »هواة ومحترفون« هم المتضررون الوحيدون من هذه الظاهرة الأسوأ في تاريخ رياضتنا.
إن هدف المؤتمرات (الرياضيّة) هو الوقوف على أعمال سنة مضت وتصويب ما يمكن تصويبه من خلال إقرار خطة سنوية قادمة, يحاول المؤتمرون فيها تذليل عقبات الألعاب, ولكن ما يحصل فعلاً هو أن تكتلات (متفرقة) تحاول كل منها السيطرة على مقدرات الأندية وقراراتها دون الاكتراث فعلياً إلى مستوى الألعاب ومدى تطورها, وإن فعلوا فهي الشماعة التي يعلقون عليها أخطاء غيرهم, وليعبّر آخرون عن امتعاضهم بتقديم استقالاتهم!
إسماعيل عبد
esmaeel67@live.com
“>الحي
esmaeel67@live.com