حملوا أحزانهم وآمالهم وإصرارهم وذهبوا بها الى جاكرتا ليؤكدوا أن لا مستحيل في هذا العالم نعم هم أسود الرافدين هم أبطال العراق الذين كانوا على
مستوى التحدي والعهد الذي قطعوه على أنفسهم هو فوز شكل مساحة واسعة تلتقي فيها مشاعر وأحاسيس كل العراقيين لقد رسموا الفرحة على وجوه الأطفال قبل الكبار وجعلوا من أحلامهم حقيقة بعد أن شكك الكثيرون بقدرتهم على تجاوز الدور الأول وهذا أمر طبيعي نتيجة ظروفهم الصعبة لكن الإدارة والتصميم والرغبة بالنصر والروح الجماعية وتحمل المسؤولية هي مبادئ ساروا عليها فكانت طريقهم لعرش آسيا فكانوا بكل صدق وأمانة رجال على قدر عال من المسؤولية ليكونوا مضرب مثل لكل رياضيي العالم بعد أن تجاوزوا أعتى الفرق الآسيوية المتمرسة ولعل الأخضر السعودي من أبرزها والذي هو الآخر أمتعنا على مدار البطولة بمستوى مميز أبهر به الجميع وذكرهم بمكانتهم الطبيعية فعودونا على اللعب الجماعي والانسجام الجميل بين لاعبين صغار السن والجمل التكتيكية بتمريرات قصيرة ولكن خبرة لاعبي العراق شلت من سرعة السعوديين فتباعدت خطوطهم وكثرة تمريراتهم الخاطئة وبدا دفاعهم متزعزع وحارسهم مهزوز على عكس العراقيين فهم ظهروا بقوة بدنية ولم يتساهلوا بإبعاد الكرات في المنطقة لخلفية فثبتوا تحركات القحطاني ومالك معاذ وتابع العراقيون اتزانهم حتى خطفوا بسفاحهم يونس محمود هدفاً حسم المباراة وأوصلهم لكأس آسيا والكرة تغازل من يعطيها والعراقيون قدموا ما استطاعوا بفوزهم هذا وأوصلوا رسالة لكل رياضيي العالم بأن الإصرار والإرادة ورغبة الفوز هي الطريق للقمة وبالنتيجة هنيئاً للعرب جميعاً ما ربحوا وهنيئاً للشعب العراقي وهنيئاً للشعب السعودي صقوراً قادرين على التحليق في سماء الكرة عالياً.