ما زال الجهاد يتخبط في حالة من الضياع وانعدام التوازن هذا ان فرضنا جدلا بأن تسمية نادي يمكن ان تطلق عليه وهذا ما اشك به فلا مقر لهذا النادي ولا ملعب ولا جمهور وحتى اللاعبين لم يجتمعوا حتى ساعة كتابة هذه السطور والكل يرفضون اللعب ما لم يتم السماح لهم باللعب على ملعبهم وبين جمهورهم ولعل هذه المسألة هي قلب المشكلة الحقيقية والتي دفعت ثلاثة من اعضاء الادارة التي تشكلت الى تقديم استقالتهم الخطية.
الموقف الرياضي التقت احد هؤلاء الاداريين المستقيلين المحامي وليد نذير محمود والذي رحب بنا اشد ترحيب وقال: بداية اشكر صحيفتكم الغالية والجريئة والصادقة على كل ما تقدمه للرياضة السورية ونحن في نادي الجهاد ننتظر صباح السبت لاننا تعودنا على قراءة كل جديد على صفحاتكم واهم شيء ان الزاوية التي تتحدث عن نادينا باتت ثابتة وفي كل عدد.
ولدى سؤالنا المحامي وليد عن وضع النادي اجابنا:
قد لا يعلم جميع الرياضيين ومتابعي الرياضة السورية اننا نلعب منذ سنتين خارج ارضنا وبدون جمهور وفي العام الماضي لعبنا دوري الدرجة الثانية وصعدنا للاولى بجهود الخيرين والشرفاء الرياضيين ورغم ذلك لم نسمع كلمة مبروك من اي مسؤول او جهة رسمية والاصعب من ذلك ان الاتحاد الرياضي العام والمكتب التنفيذي واتحاد الكرة لم يسألوا عنا خلال هذه الفترة ولا عن كيفية تسيير امور النادي الذي لا يملك من مقومات النادي سوى نشاط ابناءه حيث لا مقر ولا استثمارات ومن المعروف ان من يمنع او يحرم جهة معينة من منفعة ما يتوجب عليه تعويض هذه الجهة عن الضرر الذي يصيبها ومنذ الصعود لم نترك بابا الا وطرقناه الا ان الاجوبة الضبابية غير الواضحة كانت حاضرة وكان المسؤولون عن رياضتنا يتجاهلون ان الاشتراك في دوري المحترفين يتطلب ملايين الليرات ناهيكم على ان اللعب على ارضنا وبين جمهورنا غير قابل للنقاش واشك بأن هذه العقوبة التي فرضت علينا يبدو انها الى الابد والمشكلة انه لا علم لاتحاد الكرة بها فوسط هذه الظروف والمعاناة من يستطيع ان يعمل ودون اي اسس لا ملعب ولا استثمارات ولا … الخ فبالله عليكم أليس نادينا اسوأ من حال اي فيرق شعبي آخر.
ولكن النادي ناديكم واذا تركتموه سيهوي وربما ينتهي فلماذا استقلتم?
قد يقول قائل ان علينا التضحية من اجل ان يحيا النادي هذا كلام جميل وانا من جهتي واقولها بكل صدق انني مستعد لاقفال مكتبي طوال الموسم القادم ولكن هل استطيع ان اقنع جميع اللاعبين والكوادر بهذا الامر وخاصة اننا في عصر الاحتراف والجميع بات يعي هذه المسألة ولاعبونا يسمعون بعقود الاندية الاخرى ومقدمات العقود وضخامة الرواتب. فمثلا مقدمات عقود لاعبي نادي الاتحاد تتراوح ما بين 300 – 500 الف فلاعبنا مستعد للعب مقابل 30 الف وفاء لناديه ولجمهوره ولكن اين هذا المبلغ وصندوق النادي لا يملك حتى 30 ليرة لذلك كان قرار استقالتنا ووفقا لهذه الظروف لان المتابع في هذا الطريق ووفقا لكل المعطيات الرياضية ستؤدي لهبوط النادي وعندها سيلومون الادارة ويحملونها كل اسباب الفشل.
وهل بإمكاننا ان نعتبر قرار استقالتكم قطعيا ولا مجال للعودة عنه?
من الصعوبة بمكان العودة عن هذا القرار الا في حالتين لا ثالث لهما اما ان نلعب على ارضنا وبين جماهيرنا واذا تعذر ذلك فعلى القيادة الرياضية تأمين اعانه مالية مناسبة لهذا الدوري وتقدرها بمبلغ 15 مليون ليرة.
البعض طرح مسألة ان يلعب الجهاد جميع مبارياته المقررة على ارضه بأرض المنافس ويأخذ ريع هذه المباريات ويسير اموره فما رأيكم بذلك?
هذا امر مستحيل ومرفوض تماما وبالتأكيد سيكون الهبوط مصيرنا ناهيك على انه مخالف للوائح ولا يمكن المضي به لأنه غير مبني على أسس سليمة قد نلعب مباراة فيها المصلحة العامة للنادي لكن ان نمضي الدوري على طريق السفر فهذا امر غير وارد على الاطلاق.
وختم المحامي حديثه قائلا: انظروا الى الفرق الاخرى التي بدأت استعداداتها المكثفة من شهرين تقريبا ونحن حتى هذه اللحظة لم نجمع اللاعبين بل على العكس خسرنا جهود خمسة من خيرة لاعبينا وربما الباقي على الطريق, لذلك اسمحوا لي من خلال منبركم هذا ان اوصل رسالة الى قيادتنا الرياضية مفادها ان الوضع اذا ما بقي على حاله واستمر حرمان النادي فليعلم الجميع ان قلعة من قلاع الكرة السورية والتي كثيرا ما قدمت للمنتخبات الوطنية ستؤول الى الزوال والنسيان وحينها لن ينفع الندم.