يبدو ان الوصول الى الرقم الرياضي اصبح غاية لا تدرك ولاسباب عديدة اهمها ان الخط البياني لرياضتنا يسير نحو الانحدار, وبسرعة لا يمكن السيطرة عليها او كبح مسارها, وثانيها هي ان بعض اداريينا المتميزين في المحافل الدولية اصبحوا يؤثرون بشكل او بآخر في وصول بعض الطفرات الرياضية ليحصلوا على بعض الارقام العالمية, والتي من خلالها نعود ببعض ماء الوجه من تلك المحافل وبها نرسم آمالاً عريضة لرياضتنا التي نحسب للوهلة الاولى ان مئات الطفرات الرياضية سوف تطفو على سطح الرياضة الراكدة منذ امد بعيد, وقد لا نكون مجافين للحقيقة اذا قلنا: ان ما فعله الملاكم الشامي هو عين الصواب حين لم يجد لنفسه مكاناً في كل ذلك الزخم من الامكانيات المحيطة واشياء اخرى لم يحن الوقت للبوح بها, وحين وجد نفسه في اتون العوز حين كان يرفل بعض الاداريين والذي تربعوا مناصبهم بفضل بطولات نجهل مكان اقامتها وزمن حدوثها, بظل مديد من التخمة , ولأن الشامي لم يستطع الموائمة بين الواقع والطموح »فأظن« انه فضل الوصول الى ما هو عليه حالياً.
ولان من اصيب بالتخمة وفرط الدلال قد وصل الى ما هو عليه, فان رياضتنا لن تتطور قيد انملة, فقاعدة لكل مجتهد نصيب لم يعد لها وجود على سبورة المؤسسة الرياضية التي ترهلت مفاصلها, فأصبحت تلقي باللائمة على الهيكلية التي لم تعد تتناسب (وبريستيج) الالقاب التي يطمحون الى اعتلائها, وبهذه العقلية وآليات العمل يمكننا ان نجزم ان المشكلة في رياضتنا هي مشكلة المفاصل المعتلة, وليست مشكلة هيكليات سوف تعتل عاجلاً ام آجلاً ان اديرت بالاشخاص انفسهم وآليات العمل التي يمارسونها ويفرضونها على غيرهم.