ما الذي حدث في الحمدانية يوم الأربعاء الماضي?… أخطاء فادحة.. تبديلات قاتلة.. والسحر انقلب على الساحر
وحدهم المزروعون بجنون الكرة تفاءلوا و انتظروا فوز منتخبنا على كوريا الجنوبية في افتتاح مباريات المجموعة الثانية لتصفيات كأس آسيا, وقد كنتُ من منتظري الفوز الذي لم يأتِ…
ووحدهم المحبّون الذين قفزوا فوق كثير من (الإهانات) وقرروا حضور المباراة ليباركوا للمنتخب فوزه, لكنهم خرجوا من الحمدانية وقد بلعوا الموس على الحدّين.
هناك من نام فور انتهاء المباراة وكأن شيئاً لم يكن, وهناك من لم ينم ليلة الخميس حسرةً على انتظار لم يُكلل بالانتصار.
هناك من جلس يعدّ ما أضافت إلى رصيده المباراة, وهناك من استعاد بألم كلّ تفاصيلها وأغمض عينيه في اليوم التالي على بقايا سهر حزين..
هناك من ضحك وتفنن في تقديم التبريرات وهناك من تعامل مع حقيقة واحدة وواضحة: خسرنا أمام كوريا أداءً ونتيجة..
من الآخر
لو أنّ الحكم السنغافوري احتسب إحدى ضربتي الجزاء اللتين أشار لهما العديد من المراقبين لاختلف الحديث بعض الشيء وهذا الأمر ليس جديداً إذ غالباً ما يتلوّن الحديث وفق النتيجة, أو لو أنّ يحيى الراشد أحسن استغلال مواجهته مع الحارس الكوري أو أحسن فراس الخطيب ترجمة انفرادته إلى هدف أو لو أنّ رضوان الأزهر لم يتخلَ عن نجوميته في كرة واحدة جاء منها هدف الكوريين الثاني لكانت النقطة التي خرجنا بها من المباراة أسكتت الكثير من الانتقادات, لكن وبمنتهى الأمانة سجّلنا ملاحظاتنا بغضّ النظر عن النتيجة وهي قائمة مادام ظلّها مرخياً على أداء لاعبينا ومدربينا.
أخطاء ساذجة
أهل مكة أدرى بشعابها, ومن قاد تحضير المنتخب هو الأدرى بحالة لاعبيه, والتبديلات التي أجراها المدرب غوربا هي من حقّه في الإطار النظري لكن التعليق عليها هو من حقّنا كمتابعين وقد أثارت تبديلاته استهجان جمهور الحمدانية فالآمنة -على قلّة عطائه في المباراة- إلا أنه كان من بين الأفضل في صفوف منتخبنا وقد استغربنا كغيرنا استبداله في وقت نسعى فيه للتعويض ولو أنّ البديل يمتلك نزعة هجومية لبررنا للسيد غوربا فعلته لكن أدخل عوضاً عنه اللاعب عبد الرزاق الحسين الذي يميل بأدائه للجانب الدفاعي مع أنّ على خطّ التسخين كان هناك اللاعب ماهر السيّد الذي سخّن حتى ملّ ولنا عودة إلى حكاية ماهر السيد الذي طالب به الجمهور كثيراً.
في آخر ثواني المباراة في الوقت بدل الضائع تهيأت لمنتخبنا ضربة ركنية وقد تراجع جميع أفراد المنتخب الكوري إلى منطقة مرماهم وبقي ثلاثة من لاعبين في وسط الملعب?
السحر والساحر
في الطريق إلى ملعب الحمدانية كنّا نتحدث بقلق عن الحضور الجماهيري لأن توقيت المباراة يتقاطع مع الدوام الرسمي بالنسبة للموظفين لكن عندما اقتربنا من باب الملعب وشاهدنا التزاحم على أبواب الملعب ومدرجات الحمدانية أعلنت غياب الأمكنة وامتلأت عن بكرة أبيها.
الحضور الجماهيري الكبير والإيجابي توقّعناه أن يشكّل ضغطاً قوياً على المنتخب الكوري ويأخذ بيد منتخبنا إلى بداية قوية قد نستطيع الدفاع عنها لكن انقلب السحر على الساحر ومنتخبنا هو من ارتبك وتاه لدرجة أن أول كرة تصل للحارس الكوري كانت في الدقيقة (42) ومن قدم مدافع كوري بالخطأ فهل يعقل أن نفكّر بالتأهل إلى نهائيات كأس آسيا دون أن نهاجم أو نسدد على مرمى الفريق المنافس?