حتى في عقوبة الحكام هناك خيار وفقوس..!

يعيش الحكام هذه الأيام أياما عصيبة حيث انقلبت الملاعب من ساحات للإبداع إلى ميادين للإهانة والاعتداء على أصحاب الصافرة وكله على نخب الروح الرياضية…!


والتحكيم هذه الأيام يرى من العذاب ألوانا وأشكالا عجيبة وغريبة فقد طالعنا اتحاد الكرة عفوا لجنة أموره المستعجلة ببلاغها الذي يحمل الرقم 14 تاريخ 5/6/2006 في الفقرة رقم 5 الذي جاء فيها: إيقاف الحكم الدولي محمود عويد عن التحكيم حتى نهاية الموسم بما فيها جميع الدورات الودية حتى تاريخ 10/9/2006 وذلك لضعف أدائه في قيادة المباراة المذكورة وعدم جديته والأخطاء التحكيمية المتكررة في المباراة وهنا تنتهي الفقرة… وطبعا قد استندت لجنة الأمور المستعجلة بقرارها هذا استنادا إلى مشاهدة شريط المباراة بين الكرامة وتشرين في نصف نهائي كأس الجمهورية …!‏


وهنا نتساءل هل هذه المرة الأولى التي يشاهدون فيها الحكم العويد يخطئ في قيادة تحكيم المباريات ولم يصل في هذه المباراة تحديدا إلى بر الأمان هذا أولا أما ثانيا ماداموا غير واثقين بقدرات وإمكانيات العويد في التحكيم ويقولون عنه ضعيف الأداء فلماذا كانوا يعتمدون عليه اعتمادا كليا في قيادة تحكيم مباريات كثيرة كان الكثير من الحكام الدوليين يتهربون من قيادتها لأنها وببساطة حرجة وحرجة بالنسبة لهم.. أفليس هو من قاد تحكيم 18 مباراة دوري ومباراتين في الكأس واحدة في النصف النهائي والأخرى في ربع النهائي.. أوليس جميع المباريات التي قادها العويد كان لها خصوصية وذات حساسية بل ومصيرية وتحتاج لحكم كفوء وذي مقدرة على أن يصل بها إلى شاطئ الأمان وهو حقيقة قد وصل بها جميعها وعن جدارة إلى بر الأمان ودون أن تحدث أي مشكلة..‏


أما ثالثا لماذا تم وضع عقوبة الإيقاف للعويد تحديدا في بلاغ رسمي صادر عن اتحاد الكرة مع العلم أن هناك قرارا أو شبه قرار يجيز بعدم ذكر عقوبة الحكام في بلاغات الاتحاد الصادرة عنه وتكون العقوبة داخلية يعني معاقبته بعدم وضع أسمه في جدول تحكيم مباريات الدوري لمدة حسب دعمه وقربه من لجنة الحكام الرئيسية وممكن تكون عقوبة العويد مكافأة نهاية موسم لأنه كان حمال أسية دوري هذا الموسم وهو الذي لم يرفض أو يهرب من قيادة تحكيم أي مباراة كان اتحاد الكرة يكلفه بها…‏


أما رابعا ألم يعاقب اتحاد الكرة العديد من الحكام في هذا الموسم وصفح عنهم بعد فترة قصيرة وهناك حكام كانت أخطاؤهم في المباريات مقصودة ومؤثرة بل وقاتلة ومنهم من وضع اتحاد الكرة في حرج كبير تجاه الأندية ولاعبي هذه الأندية نتيجة تقاريرهم الخاطئة والبعيدة كل البعد عن الحقيقة والأمثلة كثيرة نعرفها ويعرفها كثيرون ولم يضع اتحاد الكرة اسم أي حكم قد عاقبه في بلاغ رسمي على ما يبدو أن هناك خيار وفقوس في معاقبة الحكام…!‏


وأخيرا نقول لاتحاد الكرة نحن نملك شريط (سي دي) مدته ساعة وعشر دقائق فحواه أخطاء الحكام في دوري هذا الموسم ولقد أصابتنا الصدمة بما قد شاهدناه من أخطاء قد وقع بها حكامنا وحقيقة نتمنى عليكم مشاهدته حتى تحكموا بالعدل على جميع الحكام الذين تثقون بقدراتهم وكفاءتهم في قيادة المباريات…!‏


ماذا قال العويد:‏


وفي اتصال أجرته ( الموقف الرياضي) بالحكم الدولي محمود عويد والذي بان من نبرة صوته بالمتأثر كثيرا من هذه العقوبة الجائرة بحقه حيث قال:احترم قرار اتحاد الكرة بإيقافي بهذه العقوبة رغم أني لا استحقها بعد أن كان يعول علي بقيادة المباريات المهمة والصعبة (حطين*تشرين ذهابا وإيابا والجيش و الكرامة ذهابا وإيابا ومباراة الهبوط بين حطين و الحرية ومباراة الاتحاد و حطين وفي ربع نهائي الكأس بين الحرية*تشرين ونصف النهائي في المباراة التي عوقبت فيها بين الكرامة وتشرين…ورغم هذا القرار الذي احترمه فإنه لا يدل على قناعة معظم أعضاء الاتحاد والشارع الرياضي وجميع من شاهد المباراة بدليل ما صرح به الدكتور أحمد الجبان رئيس اتحاد الكرة في ظهيرة اليوم التالي عبر الإذاعة السورية بأن الحكم الدولي محمود عويد من خيرة حكام القطر وأنه لم يعتذر عن أية مباراة كلفناه بها وهو مثال التعاون مع اتحاد الكرة ولجنة الحكام الرئيسية…‏


وأود أن أقول شيئا مهما وهو خاصا بمجريات هذه المباراة التي بانت أجوائها متشنجة قبل أن تبدأ وعلى ما يبدو أن هناك حساسية مشحونة بين لاعبي الفريقين وجمهورهم على غرار ما حدث بينهم في مباراة الدوري والتي انتهت بالتعادل 2-2 وأنا حاولت قصارى جهدي أن أصل بها إلى شاطئ الأمان وحدث هذا الأمر ورغم هذا لم يعترض على قراراتي أحد من كلا الفريقين فقط في حالة واحدة عندما لم أحتسب الخطأ الذي ارتكب لصالح جهاد الحسين اعترض عليه جمهور الكرامة وأقول إن قراراتي سليمة.. ومع هذا كله قرار الاتحاد قد صدر لكن ثقتي كبيرة بالدكتور أحمد الجبان رئيس الاتحاد وبأعضاء الاتحاد بأن ينظروا مجددا بعقوبتي التي لا استحقها وسأبقى رهن إشارة اتحاد الكرة ولجنة الحكام الرئيسية بقيادة أي مباراة أكلف بها وبأنني سأواصل المثابرة في تمريني وتحضيري استعدادا للدوري القادم…..‏


أخيرا:‏


ونقول أن أحوال الصافرة لا تسر عدوا وحبيبا ..فقد انقرضت مبادئ الزمن الجميل التي كانت تزيد من استمتاعنا بروعة ما تقدمه الأقدام وكشرت مبادئ هذا الزمن الرديء عن أنيابها لتستباح حرمة الصافرة وليهان الحكام في واضحة النهار تحت أنظار الجميع…!‏


الخطر كبير وهو يستدعي وقفة حازمة ومكافحة حقيقية لأنه ليس إهانة للحكام فقط بل هو اعتداء على روح كرة القدم بكل ما تعينه من جمال وقيم نبيلة تبقى الضامن الأول لنظافة المباريات من كل ما هو كريه ومقرف …!‏


ونقول أخيرا لقد أخطأتم يا اتحاد الكرة عفوا لجنة الأمور المستعجلة في عقوبة الحكم الدولي محمود عويد حينما وضعتم اسمه في بلاغكم الرسمي… على خلاف ما هو متعارف عليه ومتفق فيما بينكم ولقد تسرعتم بفرضها ونتمنى أن لا يكون هناك خيارا وفقوسا في عقوبة الحكام.. ونتمنى أن لا يكون العويد كبش فداء نتيجة عقوبتكم لنادي الكرامة .. وفهمكم كفاية..‏

المزيد..