لاعبون في الطريق نحو النجومية

في الوقت الذي شهدته بطولة كأس العالم غياب بعض من أبرز نجوم الكرة, كان هناك عناصر استطاعت أن تخطف الأضواء وتسد الفراغ وكانت على مستوى أمل مدربيهم حين تم اختيارهم ضمن تشكيلة الفرق الوطني.


في ألمانيا كانت هناك مخاوف من عدم اختيار المدرب كلينسمان للمهاجم كوراني بداعي تدني مستواه, وفي هولندا غاب ماكاي وسيدورف ودافيدز عن المنتخب البرتقالي, وفي أسبانيا صدمت الجماهير من عدم ضم موريانتس وباراخا, وكذلك فرنسا التي افتقدت لجهود أنيلكا وبيريس وجيولي, وغيرهم من النجوم.‏


عند انطلاق مباريات البطولة سجلت الفرق أول حضور لها في الأدوار التمهيدية, كانت الأغلبية في مستويات تبدو كأنها لم تتأثر بغياب الأسماء الكبيرة, بل أن معظم اللاعبين سجلوا تواجداً لافتاً وكانوا على قدر المسؤولية بتمثيل منتخباتهم بصورة رائعة, الأمر الذي منح الوجوه الجديدة فرصة لإثبات أنفسهم في أكبر تظاهرة كروية لطالما حلم كل لاعب أن يخوضها.‏


في افتتاح البطولة حين واجهت ألمانيا كوستاريكا تمكنت الماكينات من تحقيق فوزاً عريضاً بفضل براعة مهاجمه كلوزه الذي سجل هدفين من أصل أربعة, مما ساهم بثلاث نقاط ثمينة لصاحبة الأرض والجمهور في البطولة.‏


هذا الأمر أعاد الثقة للمدرب والجماهير بأن الألمان بالرغم من المعاناة في خطهم الخلفي, إلا أنهم اظهروا للملأ ملكهم لقوة هجومية ضاربة نالت إعجاب الجماهير وأرعبت الفرق المقابلة وجعلت كلوزة والهجوم الألماني في الحسبان وفي حسابات أي مدرب.والحال نفسه لمسه المتابعون وعشاق المنتخب الهولندي البرتقالي عندما اطرب المهاجم الأيسر روبن الجماهير وأزعج الدفاع الصربي بإبداعاته وسرعته الباهرة, فأستحق أن يكون رجل المباراة خصوصاً بعد أن منح الفوز لفريقه بهدفه الرائع الذي نم عن مهارة واضحة, إلى جانب توغلاته الكثيرة سواء من الميسرة والميمنة التي لاقى منها الدفاع الصربي صعوبة في درء خطورته.ومن تابع لقاء تشيكيا والولايات المتحدة فلا شك أنه لا زال إلى اللحظة يذكر ما قام به اللاعب التشيكي روزيسكي الذي صال وجال في الملعب وهز شباك الفريق الأميركي مرتين وأستملك أنظار المتابعين وهو يخطف الأضواء من كولر ونيدفيد ورفاقه. هذا اللاعب برز اسمه مؤخراً ووجد كأس العالم متنفساً لإثبات نجوميته وموهبته, وبالفعل بدأ بداية واثقة لتحقيق طموحه في بطولة لا ترضى سوى الكبار, وفرض نفسه ليكون أحد أبرز من أنجبتهم تشيكيا في ألمانيا, وهو على الطريق الصحيح إن حافظ على مستواه وزاحم كبار عصره.‏


أما في مباراة اسبانيا مع أوكرانيا فكان المهاجم الواعد ديفيد فيا على الموعد وسجل لفريقه الاسباني هدفين من الأربعة, وحظي هذا اللاعب بإعجاب الجميع وشكل في الماتادور الاسباني قوة هجومية ضاربة إلى جانب توريس, الأمر الذي قد يمهي سطوة اسطورة ريال مدريد واسبانيا راؤول الذي بات حالياً على مقاعد البدلاء.كما وكان لاعب الارتكاز كزافي الونسو من أبرز لاعبي الكتيبة الاسبانية في المباراة بعد أن أحسن الونسو واجياته الهجومية والدفاعية حتى أنه افتتح التسجيل لفريقه من كرة رأسية في بداية اللقاء, دون أن ننسى كذلك رفاقهم سيرجيو راموس ولويس غارسيا وفابريغاس. كثيرة هي الوجوه الجديدة في هذا الحدث العالمي الكبير, لكن قليلون من هم قادرون على السعي قدماً في طريق الإبداع, إلا من انتهز الفرصة واستغل هذه البطولة لتكون باباً يدخل خلاله التاريخ ويفتح أمامه كل أقفال النجومية ويصنع من نفسه بطلاً قومياً في بلاده أولاً وفي العالم أجمع ثانياً.‏

المزيد..