صوت الموقف

يستحقون رفع القبعة احتراماً.. حجزوا مكانهم في نهائيات كأس العالم وغداً يلعبون على برونز القارة الآسيوية..


لديهم أخطاء لكنهم غطّوها بإخلاصهم ومحبتّهم للقميص الذي ارتدوه وهو مزيّن باسم الوطن الغالي..‏


ناشئونا في سنغافورة أبوا إلا أن يكونوا بين الكبار وهذا هو الانتصار بحد ذاته, انتصار الإرادة والفكر الكروي لا عجز المحاولة وهشاشة الموقف, زعلنا لأنهم خسروا أمام اليابان في نصف النهائي لكننا لم ولن ننسى ما حققوه قبلها حين أسعدوا الجميع بتأهلهم لنهائيات كأس العالم..‏


لهؤلاء اللاعبين الصغار الكبار أقول: حافظوا على ما فعلتموه لأنكم إن لم تفعلوا ذلك فلن يفعله غيركم, لا تقفوا عند إهانة ال¯ 100 دولار مكافأة, أو عند لفّة في الملعب بعد حين يصفّق لكم الجمهور في بدايتها ويملّ في منتصفها ويتوقف في نهايتها, لا تقفوا عند ما تحقق على أهميته فما هو إلا بداية إن شئتم ولكن قد يكون النهاية الحقيقية إن أصابكم الغرور..‏


بورك ما فعلتم, شكراً لأنكم أفرحتمونا في زمن القحط الكروي, شكراً لأنكم تفوقتم على ظروف إعدادكم وعلى الفوارق الفنية بينكم وبين الآخرين وبدا إصراركم واضحاً على إسعادنا, شكراً لأنكم لم تربطوا العطاء بمقابل مادي ولأنكم وضعتم الوطن بأعينكم ودافعتم عن رايته كأحسن ما يكون الدفاع, شكراً لأنكم قدمتم الدرس البليغ للقيادة الرياضية علّها تعترف بأنكم سندها وبأنكم حافظو ماء وجه كل من يعمل في الرياضة أنتم وأمثالكم من منتخبات الفئات العمرية بعد أن أصبح إنجازنا الرياضي في الفئات الكبيرة مستحيلاً..‏


أتمنى أن تنتبه القيادة الرياضية إلى هذه العلامة الفارقة والتي تُقصر أي حالة رياضية جميلة على الفئات العمرية وأن تواجه نفسها بالسؤال: لماذا لا نستطيع الاستمرار?‏


عندما نجد الجواب سنعترف بأن رياضتنا بخير أما الآن فإن كلّ ما يمرّ عليها ما هو إلا نسمة طيبة سرعان ما تختفي.‏

المزيد..