في الواقع التحكيمي..تقاســم لكعكة المصالــح.. والحلـــول بعيـــدة

 مهند الحسني:
شهدت أوضاع حكام السلة العديد من الانفراجات في عهد القيادة الرياضية الحالية ابتداء من زيارة الأجور وانتهاء بتأمين كل متطلبات العمل الصحيح غير أن هناك أموراً مازالت غير قابلة للتغيير رغم علم ودراية أهل القرار في الاتحاد بسبب تشابك المصالح الشخصية فيما بينهم، وعلى مبدأ (حكلي لحكلك).
ويبدو أن البعض في لجنة الحكام الرئيسية قد أدمنوا على اقتسام كعكة اللعبة قطعة تلو أخرى كما يحلو له وبالطريقة التي يريدها ويتمناها، وكلما انتهوا من التهام قطعة باشروا بالتالية على حساب الباقي.
حقيقة معروفة
بعد انتهاء هؤلاء المتنفذون من جزء الكعكة التحكيمية بعامل الزمن والتقادم انتقلوا إلى قطعة جديدة أكبر وأشهى، وكان لهم منها ما أرادوا تمهيداً لطريقه نحو القطعة التالية، وهي لجنة الحكام الرئيسية حيث تتميز الكعكة هنا بمواصفات إضافية من تزيين بفواكه المراقبات وكريمة أذون السفر والذي منه بعد أن أصبحت الأجور محرزة.
آكلو الكعك هؤلاء وصلوا إلى اللجنة بعد أن باع من الكلام المعسول ما يعادل زبد البحر، وعزفوا على أوتار تلبية مطالب الحكام الصغيرة،وبعد أن وصلوا إلى هذه القطعة الجديدة وأحسوا بحلاوة طعمها تناسوا رفاقهم وزملاءهم، وتفرغوا لنفخ أوداجهم، ولأن إدمان الكعك يفرض الاستمرار في التهامه، كان لا بد من قطعة جديدة وغنية فكانت المحطة الجديدة على ضفاف السيطرة على بعض الحكام الشباب، بأي طريقة والعمل على أخذ دور الوصي عليهم، وبأنهم بمثابة الأب الروحي للجنة، وبدونهم سيكون مصيرهم الابتعاد عن قيادة المباريات، وربما التحكيم من أصله حتى سمي بعضهم «بأبي العريف ومسبع الكارات»، ولا اعتراض لنا على طموحاتهم لو كانت مشروعة لكن الاعتراض على تنكرهم لمطالب زملائهم التي جعلوا منها ملاذاً له من أجل تأمين لوازم السفر خارج المحافظة وما لذ وطاب.
أما الحكام المفروض أنهم مسؤولون عنهم، فقد اكتفوا بموقف المشاهد الذي لم ير شيئاً سوى تأمين مصالحه ومحسوبياته حتى لو كانت على حساب مصلحة غيرهم، أكثر الأشياء إيلاماً هو غض النظر من قبل أمانة سر الاتحاد عن تصرفاتهم الرعناء.
ثمة أسئلة باتت تحتاج لإجابات شافية ووافية، كيف لمستوى التحكيم لدينا أن يتطور بوجود مثل هذه النماذج المصلحية في لجنة الحكام، وكيف لحكام وهم في بداية مشوارهم التحكيمي أن يكون لديهم تلك الرغبة، وهم يعاملون بهذه الطريقة الفجة والابتزازية من أجل تكليفهم بمباراة هنا وأخرى هناك.
خلاصة
كل ما ذكر لا يتعدى غيض من فيض حول فوضى لجنة الحكام، وما زال لدينا الكثير لنقدمه في الوقت المناسب سعيا منا للفت انتباه القائمين على أمور اللعبة لهذه الفوضى والإسراع في اجتثاث الفساد من جذوره خوفاً من تحوله لسرطان مستعصي عن الحل قد يطيح بمستقبل التحكيم السوري لدينا، والشيء المستغرب والذي يدعو للدهشة أن كل ما يجري ويحصل أمام مرأى وعيون القائمين على اتحادنا الذين بات همهم السفر والسياحة وتصدر المنصات والابتسامة للكاميرات و لا يعنيهم ما يجري في أروقة لجنة الحكام من تجاوزات.

المزيد..
آخر الأخبار