متابعة – أنور الجرادات:
يعج واقع كرة أنديتنا المحترفة بالكثير من المشكلات والملفات الشائكة على المستويات التنظيمية والإدارية والمالية والفنية الأمر الذي يفرض العمل على فتح وطرق أبواب هذه الملفات بين تارة وأخرى سعياً لإيجاد حلول لها وعدم تجاهلها والتعامل معها وكأنها واقعاً مفروضاً.
وبعدما طرحنا الأسبوع الماضي ملف مشكلة « التجنيس في كرتنا» نفتح اليوم ملفاً جديداً لإحدى الملفات في واقع أنديتنا المحترفة وهو « اللاعب الأجنبي « الذي بات من الموضوعات محل الجدل بين الفشل والنجاح بين الآراء المختلفة من حيث المضمون والغاية والهدف ..
كرة أنديتنا المحترفة ومسابقاتها مازالت تعيش تحت بند وظروف الهواية وبعيدة عن الاحتراف الحقيقي وبالتالي فهناك أمور لا تتطلب تطبيقها بحذافيرها ومنها المحترفين الأجانب وخصوصاً في ظل ظروف وإمكانات أغلب أنديتنا التي لا تساعدها على التعاقد مع لاعبين محترفين أجانب على مستوى عالٍ أو حتى جيد قادرين على إثراء مستوى المسابقات المحلية أو إحداث الإضافة الفنية لفرقهم عدا قلة منهم وهي تندرج تحت بند ( الاستثناءات ) لبعض الأندية سواء في القدم والسلة وبالتالي فإن الأمر تحول إلى نوعٍ من العبء المالي على موزانات أنديتنا، بل ويستفيد منها ( السماسرة ) ووكلاء بعض اللاعبين…
بين السالب والموجب
إننا من خلال فتح ملف « اللاعب الأجنبي « نرى ضرورة تقييم تجربة المحترفين الأجانب ومناقشة سلبياتها وإيجابياتها والدوافع من جلب الأجانب، وخصوصاً أن هناك ظروفاً اضطرت بعض الأندية للتعاقد مع الأجانب من أجل تدعيم صفوفها للمشاركات الخارجية ولكن في الوقت نفسه الموضوع يحتاج إلى رؤية واضحة ودعم من قبل الجهات الرياضية الرسمية
هدر للمال
وهذا الموضوع مشكلة ووضعاً خاطئاً حان الآون لتصحيحه لأنه بصراحة اللاعب الأجنبي القادم من جديد أصبح يمثل هدراً للمال العام بحيث أن مستويات اللاعبين الذين نجلبهم عاديين في جميع الأندية إلاّ ما ندر وإمكانات الأندية اصلا لا تساعد على جلب لاعبين ذوي مستويات جيدة أو عالية، فبالتالي نطالب بضرورة تقنين هذا الموضوع بحيث يتم تقليص عدد المحترفين مع استثناءات لبعض الفرق المشاركة في بطولات خارجية، فمن الظلم أن تقوم فرق وهي بالأساس تعاني الكثير من الصعوبات المالية بالتعاقد مع محترفين، في الوقت الذي نلاحظ فيه أن دولا عديدة تفوق إمكاناتهما وصرفهما على الرياضة إمكاناتنا بكثير بدأتا تعيدان النظر في مسألة عدد المحترفين الأجانب.
حاجة ماسة ولكن
أنديتنا بحاجة ماسة لتواجد اللاعب المحترف الأجنبي في ملاعبنا، إلا أنه تساءل عن نوعية اللاعب ومستواه من أجل الاستفادة من إمكاناته وقدراته الفنية والفردية وليكون إضافة جيدة يمكن الاستفادة منها في تطوير المستوى الفني للدوري المحترف ..
و نعم، نحن بحاجة لهذا العامل للارتقاء بمستوى الدوري السوري وربما تكون نوعية اللاعبين الموجودين حاليا في ملاعبنا ليست بالجودة المطلوبة، إلا أن تواجدهم قد يكون لسد مركز وشاغر لا يمكن للاعب المحلي القيام بواجباته ..
و أن الجانب المالي لعب دورا في تحديد نوعية اللاعب الأجنبي مع أنديتنا وخصوصا في السنوات التي كان مسموحا فيها وجود اللاعب الأجنبي إلا أنه طرح تساؤلا عن الجوانب الأخرى التي أثرت في المستوى الفني في كرتنا المحترفة وخصوصا فيما يتعلق بالبنية التحتية والملاعب والتي من الممكن أن تلعب دورا كبيرا في ارتفاع المستوى لان الجانب المالي يعتبر السبب الأول في عملية ارتفاع المستوى الفني.
و أن الحل الأول في عملية الارتقاء بمستوى اللاعب الأجنبي وإيجاد نوعية ممتازة هو رفع ميزانية الأندية وإيجاد موارد مالية يمكن معها الاستفادة من التعاقد مع لاعبين بمستوى فني متميز.
وهناك من يقول عن فكرة منع تواجد اللاعب الأجنبي في ملاعبنا وأنديتنا وخصوصا أن هذا القرار سيساهم في تراجع المستوى الفني بصورة أكبر بالإضافة إلى أن ذلك سيساهم في تواجد ولو عدد قليل من اللاعبين الذين يمكن أن يساهموا في إثارة وارتفاع المستوى إعلاميا وفنيا.
والسبب الثاني أن بعض اللاعبين الأجانب غير مميزين، ولكنهم يسدون النقص الحاصل في الفريق، سواء بغياب اللاعب المحلي القادر على سد هذا النقص أو بسبب افتقاد اللاعب المحلي الخبرة لصغر سنه …
قيمته تحدد مستواه
وهناك من يقول أن تواجد المحترفين في دورينا الكروي أمر ضروري لكن يجب أن لا يكون جلب المحترفين من أجل إملاء الفراغ فقط من دون التعرف على إمكاناته، مشيرين إلى أن بعض المحترفين يعطون احتكاكا أكبر للاعبين المحليين في ظل الخبرة التي يتمتعون بها.
ومن وجهة نظرهم فإن تواجدهم يعتبر للتطوير، إذ سيزيد من إثارة الدوري وسط الفوارق التي يتمتع بها المحترفون في الفرق، فالبعض لديه محترفون مميزون قادرون على العطاء وإضفاء نوع من اللمحات الفنية على دورينا الكروي، لكن البعض الآخر يكون تواجده لملء الفراغ فقط، مشيرين إلى أن اللاعب الآسيوي يشكل إضافة أكبر من الأجانب الآخرين.
وان غالبية الأندية تتجه للتعاقد مع محترفين في مركز الهجوم، والسبب يعود لشح المواهب عندنا في هذا الجانب، إذ شاهدنا المواسم الماضية وخصوصاً الموسم الماضي لم تكن المنافسة قوية على هداف الدوري، فلا يوجد المهاجم الصريح الذي بإمكانه عمل فارق لفريقه وهو ما يؤدي لتعاقد الأندية مع لاعبين مهاجمين محترفين …
أن مستوى المحترفين متفاوت، فبعضهم لديه إمكانات عالية والبعض الآخر إمكاناته بسيطة، لأن البعض يتجه للتقييم قبل التعاقد ويجعل المحترف أمام مرصد الجهاز الفني، قبل التوقيع معه بغض النظر عن المبالغ التي سيصرفها عليه، أما البعض الآخر فيتجه للتعاقد مع محترف بثمن بسيط ودائماً ما تكون مستوياتهم عادية.
يجب أن يكون هناك تميز للاعب المحلي بخصوص الجوائز الفردية أبرزها هداف الدوري، ونعتقد أن التمييز سيكون أفضل، بحيث يحصل اللاعب الأجنبي على الجائزة المرصودة في حال حصوله على هداف الدوري، أما في حال حصول اللاعب المحلي فلابد أن تتضاعف، وهنا لابد أن نوضح نقطة وهي لابد ألا يحرم اللاعب الأجنبي من الجائزة ..
بين الغاية والهدف
انديتنا بحاجة للاعب المحترف الأجنبي الجيد بهدف المساهمة في ارتفاع المستوى الفني العام وكذلك رفع واحتكاك مستوى اللاعبين المحليين وخصوصا الشباب منهم، ونحن بحاجة لمحترفين ذوي قيمة فنية عالية لتساعد اللاعب المحلي على التطور والنضوج سواء داخل الملعب أو خارجه، بالإضافة إلى حاجة الدوري السوري للاعبين ذوي مستوى عال ..
الجانب المادي للأندية يلعب دورا في تحديد نوعية اللاعبين المحترفين الذين يتواجدون في مسابقاتنا لانه العامل الأكثر تأثيرا في عملية التعاقدات لان حجم المبالغ المرصودة من قبل الأندية لهذه العملية، كما أن النقطة الأخرى في تواجد المحترفين هي خطوة بعض الإدارات في التعاقد مع لاعبين دون الرجوع للأجهزة الفنية لفرقها بمجرد أن قيمة عقودهم مناسبة للنادي، إلى جانب أن بعض الإدارات تتعاقد مع لاعبين قبل أن تتعاقد مع مدربين …
ونقترح على اتحاد الكرة اتخاذ خطوة تقليص عدد المحترفين في الأندية كواحد من الحلول التي يمكن معها إيجاد لاعبين يمكنهم إضافة وترك بصمة واضحة في المستويات الفنية، إلى جانب حل آخر يتمثل في تخصيص مبالغ مالية من قبل اللجنة الأولمبية أو الاتحاد الرياضي العام وأيضا اتحاد الكرة للتعاقد مع محترفين على مستوى عال وجيد …
فوارق كبيرة وعدم تشابه
هناك فارقاً كبيراً للغاية بين المحترفين الذين سنراهم في دورينا مقارنة بالمحترفين الذين تتعاقد معهم أندية دول أخرى وهذا الأمر واضح تماماً لان ذلك يعود للجوانب المادية بسبب بسيط ان تلك الأندية الخليجية مثلا تمتلك موازنات ضخمة للغاية وبالتالي تستطيع اختيار لاعبين محترفين مميزين، بعكس ما هو حاصل لدينا، إذ يوجد فقط ربما ناديان أو ثلاثة بإمكانهم التعاقد مع لاعبين أفضل بحكم أنهم يمتلكون ميزانية أكبر من خلال الدعم الشخصي أو الاستثمار وبالتالي ففي المقام الأول الأمر يعتمد على الموازنات وهي التي تحكم الأندية .
وإن كل دوري يحتاج للاعب المحترف الأجنبي بشرط أن يكون أفضل من المحلي لان أغلب الأندية تتعاقد مع لاعبين لا يعملون الفارق، وبالتالي يكون التعاقد معهم فقط لملء خانة اللاعب المحترف، وهذا يُعد أمراً خاطئاً تماماً ..
اختلاف المستوى والأسعار
مرت تجربة اللاعب الأجنبي في أنديتنا بمراحل مختلفة منذ بدايتها الفعلية في الفترة الماضية والتي اعتبرت بأنها الأبرز والأنجح من حيث نوعية اللاعبين الذين جلبتهم الأندية ..
أنديتنا تبحث عن المحترفين وفق معايير غير واضحة من النواحي المالية والفنية لذا غلب ( الغث على السمين ) وأصبح اللاعب الأجنبي المتميز عملة صعبة في ملاعبنا سيكون مع اعتبار وجوده مهمّاً ومشروطاً وليس إكمال عدد ..
والمشكلة تكمن في اختيار المحترفين، فلا يوجد لدينا وكيل أعمال ناجح بإمكانه جلب أفضل المحترفين، إضافة إلى أن الميزانية محدودة لبعض الأندية؛ ما يؤدي إلى اختيار شبه عشوائي للمحترفين من أجل أن يسجل الفريق اسمه وموجود لديه لاعبون أجانب، وهذه الخطوة كانت متكررة في دورينا …