تجربة فريدة لحكام كرتنا وعلى حسابهم الخاص .. فهل تعمم؟ الاتصال اللاسلكي بين الحكام ..الفكرة طُبقت ولاقت القبول ومازلنا بانتظارها في ملاعبنا

متابعة- أنور الجرادات:
في ظل سرعة وتطور اللعبة الأكثر شعبية في العالم وما تتمتع به هذه الساحرة المستديرة من إثارة لا يخلو منها كل عناصر اللعبة من لاعبين ومدربين وإداريين بل حتى الحكام ومساعديهم استخدم حكمنا الدولي ( حنا خطاب ) فكرة استخدام تقنية الاتصال اللاسلكي ( المايك ) بين الحكام وقد لاقت هذه التقنية الإشادة والترحيب وتساءلوا لماذا لا تعمم لتشمل جميع مباريات الدوري .. ؟
‏فما جدوى استخدام نظام الاتصال اللاسلكي بين الحكام و مدى مساهمة هذه التقنية في التقليل من نسبة الأخطاء وجعل طاقم التحكيم يتواصل طوال وقت المباراة؟ وما الحالات التي تستدعي استعمال الاتصال اللاسلكي بين الحكام ؟ ولماذا لا تستخدم بصورة كبيرة في دورينا المحلي ؟ وهل يجب على الحكام استخدام هذه التقنية ؟ وهل توجد أي سلبيات في استخدام تقنية الاتصال اللاسلكي ..؟‌‏
تطور ضخم‌‏
حسمت تقنية الاتصال اللاسلكي بين الحكام في مباريات كرة القدم الكثير من المواقف والحالات المستعصية على حكم الساحة، فأثبتت هذه التقنية من أول بطولة تطبق فيها مساهمتها الكبيرة والمتعددة في إنجاح اللعبة وخاصة مع التطور الضخم الذي تشهده الساحرة المستديرة، ونذكر أحد أشهر هذه المواقف التي تدخلت فيها تقنية اللاسلكي وهي حالة الطرد الشهيرة في نهائي كأس العالم التي أقيمت في ألمانيا وجمعت منتخب الديوك فرنسا وإيطاليا حيث قام حكم المباراة الأرجنتيني أوراسيو اليزوندو بطرد نجم المنتخب الفرنسي زين الدين زيدان بعدما علم بواقعة اعتداء الأخير على مدافع إيطاليا ماركو ماتيرازي، حيث وجّه زيدان( نطحة) قوية برأسه في صدر ماتيرازي أطاحت به أرضاً، وقد علم حكم الساحة بهذه الفعلة عن طريق الحكم الرابع “لويس ميدينا كانتاليخو” وأبلغ حكم المباراة ومساعديه (حاملي الراية) من خلال نظام الاتصال اللاسلكي بين الحكام.‌‏
متى التطبيق؟‌‏
إن تقنية الاتصال اللاسلكي بين الحكام في لعبة كرة القدم تساهم بشكل ملحوظ في الارتقاء باللعبة من حيث التقليل بنسبة كبيرة من الأخطاء التي تؤثر على سير المباراة، كحالة الطرد وضربات الجزاء والضرب من دون كرة والحالات التي تحدث بعيداً عن مرأى حكم الساحة، وتعد تدعيماً لزيادة سرعة وفاعلية اللعب من خلال الاتصالات الفورية بين طاقم التحكيم، فهو يمكّن الحكم من الاستماع إلى الحكم الرابع والمساعدين في اللحظة نفسها.‌‏
و يجب على لجنة التحكيم بالاتحاد السوري لكرة القدم أن تدرس جلب هذه التقنية في دورينا ويجب أن تناقش هذا الأمر مع اتحاد الكرة لجلب هذه التقنية إلى حكام الدوري في الفترة المقبلة، وذلك لما لهذه التقنية من إيجابيات كثيرة تساهم في تطبيق القانون.‌‏
تساهم في إنجاح اللعبة‌‏
و إن تقنية الاتصال اللاسلكي بين الحكام تقنية مفيدة جداً في لعبة كرة القدم لمساهمتها الكبيرة في إنجاح اللعبة ومساعدة الحكام طوال الـ ٩٠ دقيقة للمباراة وتجعلهم على دراية بكل حالة تحدث على أرضية الملعب وأن يكون حكم الساحة على علم بكل الحالات، إذ إنه في بعض الحالات يصعب على حكم المباراة اتخاذ قرار فيها، مثل الحالات التي تحدث في دكة البدلاء واللعب مستمر في أرضية الملعب، فهنا يتدخل الحكم الرابع ويتحدث لحكم الساحة عن طريق الاتصال اللاسلكي، هذه العوامل الكثيرة تساهم بشكل كبير في الخروج بأقل نسبة من الأخطاء، و هم يستطيعون أن يتواصلوا بالاتصال اللاسلكي عن طريق كلمات ومصطلحات معروفة لدى كل حكام كرة القدم.‌‏
لقد برهنت هذه التقنية نجاحها في أول بطولة تطبق فيها وهي البطولة الأغلى كأس العالم ٢٠٠٦ بألمانيا وهي التي حسمت طرد زيدان بعدما تم لفت انتباه الحكم من خلال مساعده إلى ضرب زيدان مهاجم منتخب فرنسا السابق للمدافع الإيطالي ماتيرازي، وبعد بطولة كأس العالم أثبتت هذه التقنية وجودها في مختلف الدوريات العالمية في لعبة كرة القدم وحققت نجاحاً كبيراً حتى في الدوريات العربية والخليجية، وتعد قطر من أول الدول التي استخدمت تقنية الاتصال اللاسلكي بين الحكام في مسابقتها الكروية، كما تستخدم أيضاً في الدوريين الإماراتي والسعودي.‌‏
الراية الإلكترونية‌‏
وكذلك الراية الإلكترونية يجب أن تكون موجودة في دورينا المحلي ويجب إدخال تقنية الراية الإلكترونية وهي تستخدم عند رفع الحكم المساعد للراية حيث يوجد زر في الراية يضغط عليه ليرسل ذبذبات لجهاز لاسلكي يكون مع حكم الساحة ليلفت انتباهه بوجود حالة، و إن تقنية الراية الإلكترونية تبقى مساهمتها قليلة في مساعدة الحكام، ونتمنى في المواسم المقبلة وجود تقنية الاتصال اللاسلكي في دورينا ونحن نثق أن رئيس الاتحاد السوري لكرة القدم العميد حاتم الغايب دائماً يبحث عن تطوير الكرة السورية في شتى المجالات.‌‏
فوائد لا تُحصى‌‏
إن فوائد استخدام تقنية الاتصال اللاسلكي ( المايك ) بين حكام كرة قدم كثيرة جداً، حيث يكون حكم الساحة في تواصل مستمر مع مساعديه حاملي الراية ويعلم الحكم بأغلب الحالات التي تحدث داخل أرضية الملعب، وعلى سبيل المثال في ركلات الجزاء ربما أثناء مباراة يكون حكم الساحة بعيداً عن الحالة ويكون الحكم المساعد قريباً منها، ففي هذه الحالة يبلغ الحكم المساعد حكم الساحة بالحالة عن طريق الاتصال اللاسلكي دون أن ينظر إليها، كما يساعد في حالات التسلل والإنذارات، ففي بعض الأحيان ينسى الحكم كم بطاقة أعطاها للاعب، فهنا يتدخل الحكمان المساعدان ويبلغان الحكم بالحالة، والحديث نفسه ينطبق في كل الحالات التي تحدث بعيداً عن مرأى الحكم.‌‏
وماذا بعد؟‌‏
بصراحة يجب على الاتحاد السوري لكرة القدم التدخل وشراء أطقم سماعات لحكام كرة القدم في الدوري لكي يساعد في تطبيق القانون وإعطاء كل ذي حق حقه، ومساهمته الفعالة في زيادة جمالية اللعبة، وأتمنى في الفترة المقبلة أن تستخدم تقنية الاتصال بين الحكام في دورينا.‌‏.

المزيد..
آخر الأخبار