هل تؤثر هجرة مدربي الريشة على واقعها؟

محمود المرحرح:ظاهرة هجرة المدربين الوطنيين الى الاحتراف والتعاقد مع فرق عربية باتت هاجسا مقلقا لبعض اتحادات ألعابنا الرياضية ولاعبيها على حد سواء، خاصة إذا كانت الهجرة لمدربين من الكفاءات وأصحاب الخبرة المعروفة بنتاجها المميز خلال سنوات عديدة ،وتكتسب هذه الظاهرة أهمية متزايدة في ظل تزايد أعداد المدربين ولو أنها تأتي على مراحل متعددة وخلال فترات متقطعة .


هي مشكلة برأينا للألعاب التي تفتقد الى الكوادر الكفؤة المطورة والقادرة على النهوض بألعابها في المحافظات أو أثناء إشرافها على المنتخبات الوطنية بفئاتها المختلفة والتي أحرزت معها في مناسبات متنوعة نتائج جيدة وبالتالي غيابها عن ساحة اللعبة سيتسبب في حرمان هذه اللعبة أو تلك من الاستفادة من خبرات ومؤهلات هذه الكفاءات التي تؤثر بالنهاية على تطور الألعاب بشكل أو بآخر.‏


وبالمثال الحي فان رياضة الريشة الطائرة فقدت العديد من مدربيها الذين تعاقدوا لتدريب منتخبات عربية في الأردن والسعودية والبحرين والإمارات ولبنان ومع اختلاف خبراتهم وكفاءة كل مدرب وكان أخرهم وليس أخيرهم المدرب احمد السواس مدرب المنتخب الوطني ونادي الوثبة وتعاقده مع نادي عكاظ السعودي، وربما الحبل على الجرار وباتت ريشة العرب تنافسنا بأيدي أبنائها المشرفين على منتخباتها وبالأخص الريشة الأردنية التي أسس لها وصنع منها ريشة منافسة المدرب يوسف أبو منذر.‏


ويبقى السؤال في هذه العجالة ألا يؤثر نزيف هذه القدرات والكفاءات نتيجة استقطابها من الخارج على واقع اللعبة محلياً؟‏


وهل من بقي من الخبرات قادر لإكمال مسيرة اللعبة وتطويرها نحو مستويات أفضل؟ مع العلم بان مصادر من اتحاد الريشة الطائرة أكدت وجود قاعدة تدريبية تسد هذا الفراغ وبان الريشة الطائرة في سورية ولادة للمدربين واللاعبين الجيدين ويعوضون الفراغ الذي قد يحصل في بعض المفاصل ، لكن ذلك يسبب إرهاقا بعض الشيء على المدربين الذي يعتمد عليهم الاتحاد خاصة أثناء الإشراف على المنتخبات الوطنية وقدرتهم على رفع سوية اللاعبين في المعسكرات المحلية والخارجية وفي المشاركات المختلفة أيضا .‏


خلاصة القول لا نلوم أحد ولن نقف في طريق كسب العيش وتحسين الواقع المادي حينما يبحث عن فرصة عمل في ظل الأوضاع الصعبة المعاشة جراء الحرب والحصار لكن بذات الوقت لا نتمنى أن تكون على حساب ريشتنا التي لازالت تعد العدة للنهوض والتألق من جديد .‏

المزيد..