كرة القدم السورية كنا نريد أن نقول عنها من كل بستان زهرة أي أن الاشراقات تغطيها وتفيض علينا بكثير من الطموحات والأحلام الوردية، ولأنها ليست كذلك ومع كل بطولة العديد من الغصات والقليل القليل من الاشراقات نتحدث عنها ونحن ننثر التفاؤل عسى أن يتغير الحال ويتجدد المنوال والقضية متكررة وهذا ما يزعج أكثر وما يبعث على اليأس أكثر فأكثر ونقول أمام ذلك ما أكثر العبر وما أقل الاعتبار فإذا كنا لا نستطيع أن نبني منتخبا كبقية منتخبات الدنيا، وإذا كنا لا نستطيع أن ننظم دوريا مثلما تنظمه كل دول العالم وإذا كنا لا نستطيع بناء قواعد للعبة تكون روافد لنا في مسيرتها وإن كان هناك انسحابات واحتجاجات فماذا بقي لهذه اللعبة من أثر حسن.
يذهب المنتخب ويلعب ويعود بخفي حنين وبتراجع كبير وكبير في مستواه الفني ثم يأتي الدوري ويكون الدوري بما فيه من حسنات قليلة ومنغصات كثيرة أحد علاجات النسيان لما فعله المنتخب وهكذا يستمر الحال والمنوال وكأننا نسير مع المثل القائل (ماذا أذكر منك ياسفرجلة كل عضة بغصة ) ومع ذلك يطيب لنا الان أن نطل على بعض المقتطفات الكروية أولها أن مدرب منتخبنا الأول نبيل معلول يمهد للاستمرار على رأس عمله ، وحسب ما نسب إليه أنه سيقيم معسكرا بعد عيد الفطر السعيد للاعبي المنتخب المحليين ومن أنهى التزاماته مع أنديته من المحترفين، ثم يتوجه الجميع إلى الصين لاستكمال التصفيات المزدوجة ولأننا متأهلون اصلا فيجب أن ينسب شيئاً إليه بانتهاء التصفيات ولا ندري هل اتحاد كرة القدم سيبقيه أم سيعدل من مساره لأن ما ظهرنا به لا يمكن القبول به.
وفي الدوري الممتاز الذي سيأتي لاحقاً بقيت خمس محطات تقريباً وسيكون اللعب على النقاط المتبقية للمحطات المتبقية والدوري مازال في الميدان واللقب في متناول عدد من الفرق لكن التحكيم سيء جداً ولا يبشر بأن هناك عدالة سينالها المتنافسون.
أما دوري الدرجة الأولى فقد انطلقت رحلة ايابه وبقيت المجموعة الجنوبية بكامل المتنافسين، فيما أعلن الجزيرة انسحابه من المجموعة الشمالية وذلك لعدم قدرته على الاستمرار ولا ندري لماذا شارك أصلا ولماذا أحضر فريقاً من الشباب لينافس الكبار؟.
وفي دوري ممتاز الشباب نلحظ أموراً غريبة فالمجد قد هبط إلى الدرجة الأولى ونريد فريقاً واحداً من الشباب كي يرافقه إذ لم يكن أكثر، حيث من يقول سيهبط أربعة ولن يخرج علينا أحد ليعطينا الجواب الصحيح وهذا الواحد من الأربعة إما أن يكون الشرطة أو جبلة أو حطين أو الوحدة، ونتصور أن الوحدة والشرطة وجبلة ليس لديهم فريق للشباب يستطيع الثبات في الدوري الممتاز في حين يتم صرف الملايين على فرق الرجال، أما فرق الناشئين والشباب فهي من المنسيات فكيف يريدون لمنتخبنا الأول الصعود لكأس العالم إذا كانت البنية التحتية لكرتنا مهزوزة ومقسمة أليس على قدر أهل العزم تاتي العزائم فأين هم أولو العزم في كرة القدم السورية؟.
عبيــر يوسف علي a.bir alee
“>@gmail.com