ربان سفينة الرياضة السورية البطل العالمي فراس معلا بمناسبة اليوبيل الذهبي.. يفتح قلبه لـ «الموقف الرياضي» ويضع النقاط على الحروف

يأتي العيد الخمسون للرياضة السورية وكما يطيب للبعض تسميته باليوبيل الذهبي وعلى رأس الهرم الرياضي ويقود سفينتها البطل العالمي فراس هاشم معلا رئيس الاتحاد الرياضي العام رئيس اللجنة الأولمبية السورية.


‏‏


فراس معلا رجل من بيت رياضي تدرب في ظل رعاية ودعم من والده مع جميع افراد أسرته صبايا وشباب وكانت السباحة مسرحاً لهم وفي مياهها الدافئة والباردة في المسابح والبحيرات والأنهار والبحار محلياً وعالمياً كانت للعائلة مجموعة انجازات وبطولات محلية وعربية وإقليمية ودولية وعالمية، وسجلت باسمائهم ارقام قياسية بالسباحة ومن خلال هذه العائلة أصبحت للسباحة السورية الطويلة مكان واسم لامعين والبطل فراس معلا ربان سفينة الرياضة السورية حالياً كان الأبرز والأقوى والاسرع والأعلى بين أقرانه واشقائه حقق انجازات تسكن الذاكرة السورية العربية والعالمية ومنها ما يعتبر اعجازاً لا يتحمله الا الأصيل والبطل والخبير والأقوى!‏


فراس معلا وللمصادفة يقود اليوم الرياضة السورية وهي تحتفل باليوبيل الذهبي من عمرها هو ابن الرياضة الذي تدرج فيها من مرتبة لاعب إلى إداري إلى قائد رياضي يقود الرياضة الدمشقية إلى رئيس اتحاد السباحة إلى نائب رئيس الاتحاد الرياضي العام إلى امين عام اللجنة الأولمبية السورية وفي الخطوة الأخيرة رئيس الاتحاد الرياضي العام ابن الرياضة عاشها بكل تفاصيلها ويعرف خفاياها وأسرارها ويعرف متطلبات كثيرة هي بحاجة إليها ويقدر البطولة والأبطال كونه بطل ويقدر الوطنية والوطن لانه من عائلة عشقت الوطن بطولة وفداء ربان السفينة الرياضية يفتح قلبه لنا ويضع النقاط على الحروف للرياضة السورية عاشها بكل جوارحه وقد بلغت سن الخمسين فهيا نمضي مع البطل والقائد الرياضي فراس معلا…‏


عناوين بارزة‏


– تحتفلون باليوبيل الذهبي للرياضة السورية.. فما أبرز العناوين التي تضعونها لمسيرة خمسين عاماً؟‏


‏‏


حقيقة كان للمرسوم التشريعي رقم (38) الذي صدر يوم 18 شباط 1971 أثراً إيجابياً على الرياضة السورية، بتنظيم الحركة الرياضية وتعميم ممارسة الرياضة وانتساب جميع شرائح المواطنين إليها، وتكريس الرياضة كثقافة وحاجة يومية، كما استضافت سورية ومنذ تأسيس الاتحاد الرياضي دورات عربية ودولية أبرزها: دورة الألعاب العربية الخامسة والسابعة عامي 1976 و1992 ودورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط عام 1987، وخلال 50 عاماً حدثت ثورة في إشادة المنشآت الرياضية، صحيح أنها اليوم ليست عصرية كما نريدها جميعاً ومواكبة للتغيرات التي طرأت على الهندسة المعمارية إلا أنها كانت كذلك عندما تمّ إنشاؤها، وبناء منشآت عصرية يكلف اليوم مليارات الدولارات، لكننا نعمل على ترميم وصيانة هذه المنشآت لاسيما المركزية منها على وجه الخصوص، والميزانية لا تسمح بأن نلتفت لترميم وصيانة منشآت الأندية، ونعمل الآن على إعادة تأهيل بعض الصالات والملاعب الرئيسية لتكون بتصاميم حضارية خلال نهاية العام الجاري وتفعيلها لدورها الهام في صناعة الأبطال.‏


– كيف تقرأ الواقع الرياضي السوري الحالي؟‏


هناك الكثير من الملفات الرياضية على الطاولة تحتاج إلى وقت لوضع الحلول لتجاوز الصعوبات ونحتاج إلى ترسيخ مبدأ اليد الممدودة والقلب المفتوح المحب والمتسامح مع جميع الكوادر الوطنية والخبرات الملتزمة والمحبة لرياضتنا السورية والتي لا شك بأننا نعتـز بإنجازاتها ونحترم تاريخها وعلينا تعزيز مبدأ المصارحة والمكاشفة لأنها الوسيلة الأجدى لتحليل الواقع لنستطيع الوصول للهدف .‏


خطط وتوجهات‏


– نتطلع مع عملكم المستمر منذ عام إلى حضور الرياضة السورية على أكثر من صعيد وعلى أكثر من موقع جغرافي.. فما الخطط والتوجهات التي تضعونها لتحقيق ذلك؟‏


التواصل مع جميع مفاصل المؤسسة الرياضية والوقوف على احتياجاتها ومتطلباتها ضمن برامج الأنشطة المقدم من اتحادات الألعاب يراعى فيها التخطيط المرحلي والدائم ليتم التصويب عليه من القيادة الرياضية وتقييم مراحل العمل بشكل مستمر ليتم إسقاط السلبيات وتعزيز الإيجابيات كما سيتم وضع آليات لتنفيذ توصيات ومقترحـات المؤتمـر الرياضي العـام العاشر بلجانـه المنبثقـة والتي كانت غنية وستعمل على تعزيز العمل الرياضي وتطويره من خلال إيجاد منظومة عمل جديدة تحقق نقلة نوعية في العمل الإداري الرياضي إضافة للاهتمام بالأبطال والبطلات وتحقيق الإشراف المباشر عليهم ومتابعة صيانة وتأهيل المنشآت الرياضية لتكون جاهزة وفي خدمة الرياضيين على الدوام.‏


– من المعروف أن معظم الأندية السورية تعاني من عجز مالي.. كيف ينظر الاتحاد الرياضي إلى هذه المسألة وهل هناك خطوات عملية للحد من هذا العجز؟‏


سنعمل على تشجيع الأندية للبحث عن مواقع استثمارية ضمن منشأتها لتعزيز العائد المادي لميزانياتها كما أن التسويق الإعلاني للاستثمار الرياضي في الأندية يجب أن يفعّل بشكل جيد لأنه سوف يدعم دخول الأندية أي على الأندية عبء كبير وعمل مضني للبحث عن موارد دخول إضافية تدعم صندوق النادي أي يجب أن نعزز في أنديتنا ثقافة جديدة في إدارة وتنظيم العمل الإداري في الأندية برؤية مؤسساتية ويجب أن يكون هناك مكتب للتسويق والاستثمار ومستشارية قانونية ومالية ومحاسبة تعمل على تعزيز العمل الفني من خلال تحقيق التوازن والاستقرار المالي.‏


– هل وضعتم خطة إعداد جديدة للاعبين السوريين المتأهلين لأولمبياد طوكيو المقبل، بعد قرار تأجيل البطولة لتقام الصيف المقبل بسبب تداعيات إنتشار فيروس كورونا؟‏


بالفعل تمت إعادة جدولة لبرنامج الإعداد حيث نأمل أن تعود البطولات القارية والدولية قبل وقت كاف ليكون اللاعبين في أفضل جاهزية قبل انطلاق المنافسات خاصة وأننا لازلنا ننتظر تأهل المزيد من اللاعبين الذين لاتزال لديهم الفرصة أيضاً لينضموا إلى زملائهم : لاعب الوثب العالي مجد غزال والفارس أحمد حمشو ولاعبة كرة الطاولة الواعدة هند ظاظا التي مازالت في سن صغير وأمامها مستقبل كبير.‏


وهؤلاء الأبطال النخبة سيكونون تحت الرعاية والاهتمام والإشراف المباشر من القيادة الرياضية والسقف سيكون مفتوحاً بالنسبة لهم بإقامة المعسكرات التدريبية الخارجية وتأمين التجهيزات ومنحهم التعويض المادي المناسب.‏


– ما أوجه المكاسب التي تحصل عليها الأولمبية السورية من اللجنة الأولمبية الدولية والمجلس الأولمبي الآسيوي؟‏


هناك أوجه ومكاسب متعددة منها تأمين المشاركات الخارجية ومنح المدربين ودورات لتأهيل المدربين والإداريين وإعانات مالية في إطار التضامن الأولمبي للمساهمة في رفع مستوى الرياضة السورية.‏


– جماهير الرياضة السورية تريد أن ترى كرة القدم السورية تماثل على الأقل كشقيقاتها العربية.. فماذا تخططون لذلك؟‏


علينا التأكيد هنا على أننا نطمح ونرغب لنهضة رياضية شاملة على مستوى كل الألعاب وليس كرة القدم فحسب وهذا إن تمّ فأنه سيتم من خلال اتحادات الألعاب ونشاطاتها ورؤيتها لوضع خطط طموحة للارتقاء بالألعاب من خلال رعاية الموهوبين والأبطال والواعدين ووضع برامج تنفيذية مرحلية للأنشطة الرياضية محلياً وإقليمياً وقارياً وتطوير أدوات النجاح للرياضيين ( لاعبين، مدربين، حكام ).‏


المنشآت والاستثمارات‏


– هل ستجد المنشآت الرياضية السورية نهضة نوعية في عهدكم؟ وكيف سيتم توظيف استثمارات هذه المنشآت بما يعود بالفائدة على الرياضة السورية؟‏


نعمل جميعاً كفريق واحد وضمن خطة واضحة واستراتيجية بعيدة المدى وتوجه وطني جامع لإعادة إقلاع وجاهزية منشآتنا الرياضية وتفعيلها مجدداً لما لها من دور مهم في تطور الحركة الرياضية السورية وصناعة الأبطال وانتشار الألعاب الرياضية وإيصالها إلى دائرة العالمية.. من هنا كان قرارنا حاسماً وصادقاً وميدانياً بحرق مراحل العمل في عمليات التجهيز والصيانة للمنشآت والصالات الرياضية المنتشرة على كامل الجغرافية السورية حيث استفدنا من ظروف توقف النشاطات الرياضية حالياً بسبب جائحة الكورونا لتسريع وتيرة العمل وقد بدأنا نلمس النتائج المبشرة والجيدة لهذه الجهود المبذولة فالعمل جارٍ بشكل جيد بمدينة الفيحاء الرياضية بدمشق ونسبة الإنجاز فيها عالية وكذلك مدينة الحمدانية في حلب والمدينة الرياضية في اللاذقية قيد الإنجاز وأملنا كبير بجاهزية هذه المدن الكاملة مع العودة المتوقعة قريباً للنشاطات الرياضية تدريجياً بالتنسيق مع الجهات الحكومية المعنية والصحية.‏


كما سنستمر بالبحث عن مطارح استثمارية جديدة وتطوير المطارح الحالية لتحقيق فائدة مادية تدعم العمل الرياضي الذي يحتاج إلى سيولة مالية لدعم الاتحادات والفروع والأنديـة وبالتالي انعكاس ذلك إيجاباً على البطل الرياضي وصناعته كما أننا سنعمد لتخصيص المنشآت الرياضية من خلال تحديد ألعاب معينة لممارستها في هذه المنشأة أو تلك للحفاظ على جاهزيتها وتخديمها النشاط الرياضي لفترة طويلة.‏


– ماهي الآلية التي ستعتمدونها لمتابعة عمل المؤسسات الرياضية وتقييمها ومحاسبة المقصرين مستقبلاً ؟‏


أؤكد لكم أنّ المرحلة القادمة ستشهد ثقافة جديدة على هذا الصعيد بمراجعة ورقابة ومحاسبة وعلينا أن نكون واقعيين إذا أردنا أن ننهض برياضتنا والقيادة الرياضية ستباشر كل أدوارها فيما يتعلق بالمحاسبة سنقف على مسافة واحدة مع جميع الاتحادات وسنعطيهم مساحة للعمل ومن ثم تأتي عملية التقييم الشاملة للوقوف على نقاط الخلل خاصة وأنه توجد لدينا خلفية سابقة عن عمل كل اتحاد وقيادته.‏


– أخيراً.. ما الذي تتمناه للمرحلة القادمة؟‏


أتمنى كما يتمنى جميع محبي رياضتنا السورية الارتقاء والمضي قدماً لتحقيق الإنجازات والانتصارات والبطولات في جميع التظاهرات الرياضية بكافة أشكالها، وذلك من خلال تنقية أجواء مؤسساتنا الرياضية وتماسكها واستقرارها لإعادة ثقة الرياضيين بمؤسستهم وذلك من خلال تعزيز أجواء المحبة والتسامح والتواصل والثقـة بالآخرين.‏


لقاء- عبير يوسف علي‏

المزيد..