الوقت الضائع:الأولمبي مجدداً

تتجه أنظار متابعي كرة القدم في بلدنا نحو المشاركة السورية في النهائيات الآسيوية تحت 23 عاماً، وهذه الشريحة من المنتخب تكون عادة تحت المجهر لما يسبقها من تصريحات رنانة وطموحات مشروعة، ولاعبونا في هذا العمر يكونون مقنعين بدرجة كبيرة، وزاد من درجة الإقناع مشاركتهم الفاعلة في الدوري السوري.


نحن نؤمن بأننا نمتلك نوعية لاعبين تبعث على التفاؤل، لكن المنتخبات الأخرى تمتلك الطموح بدورها، وإذا نعمنا بمباريات استعدادية ومعسكرات مقبولة فإن ذلك نقطة في بحر تجهيزات المنتخبات المنافسة.‏


تاريخياً لم تكن مشاركات منتخبنا فاعلة في النهائيات الآسيوية، فعام 2014 كانت حدودنا الدور ربع النهائي، وعام 2016 خرجنا من دور المجموعات، وعام 2018 لم تكن الصورة أفضل، وأسوأ ما في المشاركة الفائتة على الأراضي الصينية أننا سجلنا هدفاً يتيماً في ثلاث مباريات والهدف سجله أحد مدافعي أستراليا بمرماها.‏


وبعيداً عن المشاركات الآسيوية التي أضحت مؤهلة إلى النهائيات الأولمبية منذ نسخة 2016 فإن مشاركات منتخبنا اتشحت بالسواد ونادراً ما كانت مضيئة، وإذا كان بعضها مغلفاً بأداء جيد، فإن النتائج لم تكن كذلك رغم امتلاكنا بين الحين والآخر أسماء لا يشق لها غبار.‏


مشاركاتنا الأولمبية بدأت منذ تصفيات أولمبياد ميونيخ 1972 ومن بعدها غبنا مرة واحدة عن تصفيات أولمبياد 1976 والمؤسف أننا لم نتأهل بأرض الملعب، وحضرنا في النهائيات عام 1980 بسبب عديد الانسحابات، فحضرنا في موسكو رغم أننا كنا ثالث مجموعتنا التي جرت في بغداد بعد الكويت والعراق.‏


لكن الجميل في تلك الحكاية وذاك المنتخب الذي دربه محمد عزام أننا سجلنا تعادلاً للتاريخ بمواجهة منتخب إسبانيا من دون أهداف، يوم قدم عيد بيرقدار فواصل مشرقة في كيفية الذود عن المرمى، وبحق تلك كانت أجمل مبارياته بقميص المنتخب السوري الذي شارك يومها بالصف الأول.‏


محطة قطر البداية، على أمل أن تكون النهاية حاملة البشائر مع اتحاد الكرة الجديد الذي لا يُسأل عن الإخفاق إن حدث، وفي الآن ذاته لن يجيّر النجاح له.‏


محمود قرقورا‏

المزيد..