التزكية في انتخابات الأندية.. ثقة أم تسليم بالواقع ؟!

متابعة – أنور الجرادات: التزكية في الانتخابات يقصد بها تقلد أحد المرشحين لمنصب ما دون الحاجة للتصويت في أوراق اقتراع، ومعنى ذلك أنه لا حاجة لأخذ أصوات المقترعين لمعرفة الفائز وإنما تجرى تزكيته من قبل المقترعين لتبوء المنصب الرياضي، إما بسبب أن المقترعين توافقوا فيما بينهم على مرشح ما فتنتفي الحاجة بعد ذلك إلى اللجوء إلى الاقتراع وإما أن المرشح ومعه باقي المرشحين الفائزين يتمتعون بصفات خاصة تؤهلهم لتبوء منصب مجلس إدارة النادي دون منافسة.


‏‏‏


التزكية..؟!‏


جملة اعتدنا على سماعها في معظم انتخابات الأندية الرياضية على مدار الأعوام الماضية: ( لقد نجح فلان في انتخابات مجلس إدارة النادي بالانتخاب) لكن تغير الحال في انتخابات الأندية الرياضية التي تجرى في هذه الأيام، وتغيرت الجملة الشهيرة من (نجح بالانتخاب) لتصبح (نجح بالتزكية) لقد بات الفوز بالتزكية في انتخابات مجالس إدارات الأندية الرياضية للسنوات الأربع المقبلة السمة الأبرز لمشهد انتخابات مجالس الأندية الرياضية، وهي ظاهرة لم تشهدها انتخابات مجالس الأندية الرياضية في دورات سابقة بينما يظل عدد التزكيات مرشحاً للزيادة.‏


حيث إن هذه الظاهرة هي الأبرز في انتخابات الأندية الرياضية الأخيرة فإنه يحسن بنا أن نستعرض وجهات نظر الكثيرين حول من المؤيد للتزكية و المؤيد للانتخاب.‏


هل هي ضرورة ؟‏


يرى الفريق الأول أن التزكية قد تكون ضرورية أحياناً للمحافظة على التوافق بين أعضاء الجمعيات العمومية للأندية الرياضية، وأنها لم تفرض وإنما جاءت بعد حراك تنظيمي داخلي بين أعضاء الجمعيات العمومية، ومن ثم تم التوصل الى القوائم حيث إن أعضاء الجمعيات العمومية شاركوا في صنعها من خلال طرح الاسماء والشخصيات وآليات التنازل لمن هو أكفأ، فالفوز بالتزكية من خلال اختيار توافقي ديمقراطي رياضي ضمن المعايير ويؤكد هذا الفريق المؤيد للفوز بالتزكية أن التزكية من خلال التوافق هو جهد ديمقراطي محترم لكثير من مجالس الأندية الرياضية في مختلف الدول، وهذه الآلية تجنب الأندية الرياضية الكثير من التصادمات والمناكفات الرياضية وأن التزكية لا تلغي الانتخابات والعملية الديمقراطية، فحسب لوائح وقوانين الانتخابية الرياضية المعمول بها دولياً، فإنه اذا لم يكن هناك منافسة يفوز المرشح أو القائمة بالتزكية.‏


في حين يرى الفريق الآخر المؤيد للانتخاب أن الأصل في الفوز بعضوية مجالس الاندية الرياضية هو الانتخاب، وأن الفوز بالانتخاب يعزز مفهوم التوافق ويكرس الديمقراطية وأن عملية الاختيار من خلال الانتخابات تفيد بمنح أعضاء مجالس الجمعيات العمومية حق الاختيار الحر ويؤكد هذا الفريق المؤيد للانتخاب أن التنافس او الانتخاب ظاهرة صحية تشير الى وجود حالة من النشاط الرياضي التنافسي لأي نظام رياضي مؤسسي، فمعنى ذلك أنه يوجد حراك وتنافس ورؤى مختلفة تسعى للوصول إلى الافضل، ويرى هذا الفريق أن الحالة الطبيعية وجود تنافس أكبر واختلاف على قاعدة البحث عن الافضل، ويشدد هذا الفريق على أن المنظومة الرياضية بمؤسساتها المختلفة بحاجة ماسة للانتخاب والتنافس للانتقال بالحركة الرياضية إلى فضاء أفضل‏


وطالما أن ظاهرة الفوز بالتزكية أصبحت سمة انتخابات مجالس الأندية الرياضية فقد بات ضرورياً دراستها وتحليلها.‏

المزيد..