انتظر عشاق ألعاب القوى طويلاً الحدث الأهم وهو بطولة العالم التي استضافتها قطر لا لشيء بل لأن بطلنا الأول بألعاب القوى مجد الدين غزال سيشارك في النزال، ولكن خابت كل الآمال، إذ جاء ترتيبه متأخراً وبشكل مفاجئ، كما أن الرقم الذي حققه كان رقماً متواضعاً ! فلقد تعودنا على أرقامه أن تبقى بين 2،28و2،30م وبهما حقق على مدار الموسم ميداليات مختلفة الألوان والأنواع في بطولات شتى، آما الآن وفي أقوى وأحسن وأفضل امتحان جاء رقمه 2،17م، أي إن التراجع مخيف بل إنه مخيف جداً فالأبطال العالميون قد يتراجعون ولكن تبقى أرقامهم ضمن المعقول والمقبول، أي يكون التراجع بين 1 سم أو 5 سم ويمكن تبرير ذلك بحالة نفسية أو أخطاء انسانية، أما عندما يكون الفارق بين المتوقع والمسجل دزينة كاملة من السنتميترات، فهنا أمر لابد من الوقوف أمامه! ويجبرنا ذلك للعودة إلى طريقة التحضير التي قام بها مدربه المحبوب والمعتمد لديه عماد السراج قبل البطولة.
ما نعرفه أن البطل مجد ومدربه العائد من عمان لقضاء إجازة الصيف أحبا أن يكون المعسكر التدريبي في حلب وهكذا تم ذلك، فمن جهة يزور المدرب الأهل والأقارب والأصدقاء، ومن جهة ثانية يدرب لاعبه الذي لا يقوى على فراقه في مدينة الشهباء وهكذا كان، وحين نلحظ كيف قضيا الأيام هناك نشعر أن المعسكر كان للزيارات ولتعميق الصداقات والتجوال في الأندية والمنتزهات وزيارة بعض المسؤولين في مدينة حلب، ودليل ذلك ما تم نشره على مواقع التواصل، إضافة إلى ما تم ذكره لاستقبال البطل وتكريمه والحفاوة فيه من مختلف الجهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا يعني أن المعسكر لم يكن في مضمونه الجدية المطلوبة وبالتالي جاءت النتائج عكس ما تشتهي السفن.
مدربه السراج يتحف الجميع باعتذار رومنسي ويعتذر لجماهير الرياضة السورية عن هذا الإخفاق ويحاول التبرير بقدر ما يستطيع، والسؤال ماذا ينفع الآن التبرير والندم ؟ والسؤال الآن أيضاً لهذا البطل مجد الدين الذي نحبه ونحترمه ونقدر إنجازاته ألا يعيش في ظل عباءة واحدة.
وعلى مبدأ (فوق كل ذي علم عليم) نستطيع القول إنه آن الآوان كي يخضع بطلنا لتوجيهات وتعليمات وتدريبات أكثر مما يعرفه السراج، مع تقديرنا الكامل لكل ما بذله من جهود سابقة، ولكن لكل مرحلة رجالها ولكل قفزة خبراؤها، ونعتقد أن مراوحة مجد غزال بين سنتميترات ولا يستطيع أن يتجاوز مترين و30 وهو الذي سجل في يوم من الأيام 2،36 فهذا يدفعنا إلى المطالبة بمدرب غير له حتى يعود إلى ألقه وانتصاراته، الخامة موجودة ومن حقق الميداليات سابقاً يستطيع أن يحرزها لاحقاً ولكن ذلك لا يتم إلا وفق شروط نعتقد أن لاتحاد ألعاب القوى دوراً فيها، إذ من غير المعقول أن يكون هناك جفاء بين البطل ومدربه وبين اتحاده! فهل هذا معقول يا أولي الشأن ؟
عبيــر علــي a.bir alee @gmail.com