متابعة – مهند الحسني:تعيش السلة السورية في مرحلة مهمة وخاصة أنها باتت على أبواب مرحلة انتخابية جديدة ومنها قد يتحدد مصير الكثير من الأمور والقضايا المعلقة باللعبة، لذلك بدأت الحملات الانتخابية تطبخ على نار هادئة في الشارع السلوي،
ومعها بدأت الاتصالات بين بعض المحافظات من أجل تشكيل فرق انتخابية تكون قادرة على الدخول بقوة في المعركة الانتخابية القادمة، بعدما بدأت أسهم الاتحاد الحالي، وخاصة بعض أعضائه بالهبوط بعد أن فشلوا في تقديم أي شيء جديد للعبة منذ تواجدهم بالاتحاد، وأعضاء آخرون استفادوا من صناعة المجد لهم، عبر الإيفادات وبعثات المنتخبات، لكن بالوقت نفسه هناك من عمل من أعضاء الاتحاد، وأخلص وبذل الغالي والنفيس في سبيل تطوير اللعبة وبقائها، وكان ذلك على حساب عمله وظروفه الخاصة، فهل ستشهد سلتنا نقلة نوعية بأعضائها الجدد، وتتصالح الأندية فيما بينها في سبيل تواجد أفضل من يقود سلتنا، أم إن تضارب المصالح والمحسوبيات ستكون عنواناً مهماً للمرحلة الانتخابية المقبلة، وهل سيكون لمن ينادي بالإصلاح بمفاصل سلتنا، ويرفع شعارات التغيير مكان في التشكيلة الجديدة أم إن شعاراته ستبقى عبارة عن زوبعة بفنجان لا أكثر.
حقيقة
لم تتضح بعد صورة المرحلة الانتخابية بشكل مفصل، ولم نعلم إذا بات على الاتحاد الحالي التقدم للانتخابات أم لا بعد ما مضى عليه دورتان ؟ ومع اقتراب موعد هذه الانتخابات بدأت التحركات الانتخابية بأشكالها المتعددة، بعضها كان باتجاه التسويق لبعض الوجوه، و البعض الآخر باتجاه النيل من الاتحاد الحالي بقصد تمهيد الطريق أمام بعض الأجندات المتضررة من قرارات الاتحاد خلال فترة عمله السابقة، ولن نستبق الأحداث و نطلق الأحكام على بعض المرشحين جزافاً، أو البرامج الانتخابية الخاصة بهم، و لكننا اليوم ملتزمون بإجراء جردة حساب للاتحاد و أعماله السابقة، و مقارنة السلبيات بالإيجابيات و الموازنة بين كفتي الميزان لنرى أي اتجاه تميل.
ميلان
تبدو المشكلة الأساسية الظاهرة في عمل الاتحاد للعيان هي عدم التوازن بين أعضائه من حيث الكفاءة و القدرات و ترتيب أولويات المصلحة العامة، فالبعض منهم كانت هموم اللعبة و النهوض بها و الحفاظ عليها و استمرار أنشطتها خلال سنين الأزمة في مقدمة أولوياتهم، و البعض الآخر حوّل تواجده في الاتحاد إلى منصة لإطلاق طموحاته الشخصية، والاستعراض والمنافع الضيقة، و ترويج الأجندات الضيقة من ناد إلى محافظة إلى مراقبات محلية أو قارية.
العقل المفكر
كان لرئاسة اتحاد السلة دور هام وباتت صمام الأمان في كثير من الحالات في دفع عجلة اللعبة نحو استمرار الدوران، والحفاظ عليها، و لو في الحدود الدنيا، وحسب الإمكانات المتاحة، و نجحت في مواطن و فشلت في أخرى، و لعل العلامة الفارقة التي تسجل لها هي عدم توقف المنافسات المحلية، و استمرار المنتخبات الوطنية في المشاركات القارية، رغم المراحل الحرجة جداً التي مر بها الوطن من أزمة نالت كافة مرافقه حتى وصل الأمر للنيل من سلامة اللاعبين، رغم ذلك كان إصرار الاتحاد كبيراً، و موضع تقدير و احترام لنجاحه في تجاوز هذه العقبة الهائلة.
من جهة أخرى كان تراجع المنتخبات الوطنية والنتائج الهزيلة في المشاركات القارية، موضع تساؤل و استغراب بسبب التدهور الشديد الذي عاشته بعض المنتخبات.
حملات كثيرة طالت الاتحاد بعضها كان على حق، و البعض الآخر تحت شعار كلمة حق أريد بها الباطل، أما البعض الثالث، فكان باطلاً أريد به باطلاً صادراً عن منظّرين، و أشخاص يصنفون أنفسهم كقادة و نجوم، إلا أنهم و بكل أسف لا تحمل ذاكرة الرياضة السورية أي ذكرى طيبة لعملهم الرياضي القيادي، لا بل إنهم أصبحوا عالة على أنديتهم التي باتت تنوء بهم و تنظيرهم و أفكارهم الهلامية و جعجعتهم التي لا تطعم طحيناً.
بوصلة جديدة
عندما يتوجه المصوتون لانتخاب اتحاد جديد، سيطالبون بأن تتوجه أوراقهم الانتخابية للتجديد لمن عمل بإخلاص و مصلحة اللعبة خلال السنوات الماضية، و أن يكونوا حاسمين في إقصاء المتسلقين على أعناق سلتنا الكسيرة..و إقصاء الفاشلين لا يؤتي أكله لصالح كرة السلة، و لا تكتمل إيجابياته إلا باستبدالهم برجال صالحين همهم اللعبة و الارتقاء بها.
خلاصة
أيها السادة .. اليوم أبناء اللعبة و محبوها مطالبون بالانتباه لمن يدس سم المصالح الشخصية في عسل المصلحة العامة، وعليهم أن يراجعوا مراجعة موضوعية دقيقة لفريق عمل الاتحاد القادم، و أن يتم تقييمهم كأفراد، و التجديد للمخلصين وإقصاء الفاسدين منهم، وغير ذلك ستكون سلتنا في خبر كان، ولن ترى النور أبداً.