متابعة – أنور الجرادات: المتابع للمشهد الكروي في الوقت الحاضر تأخذه الدهشة مما يحدث على أرض الواقع وعبر الوسائل الإعلامية ثم يصدم عندما يطلع على شيء مما يدور خلف الكواليس
ولاتفارقه علامات الاستفهام وهو يرى ما يرى ويسمع ما يسمع ثم لا يجد سوى حقيقة مرة وواقع مؤلم عنوانه الوعي المفقود، والسبب في ذلك ما يروجه البعض فيما يخص الانتخابات والطريق الذي ستسير عليه والشكل الذي سيرسم له والمقاس الذي سيفصل على حسب من يحيك ويخطط في الخفاء أحياناً وفي العلن أحياناً أخرى.
وربما نشهد خلال هذه المرحلة استقالات لإدارات أندية أو إنهاء تكليف لجان مؤقتة لبعض الأندية وهذا الأمر متوقع وضرورة للقيام بأخطر مهمة نحو بناء مستقبل حقيقي للعملية الانتخابية الصحيحة والبناء من حيث أسفل الهرم ( الأندية ) لتكوين قاعدة مستقرة لرؤساء الأندية تتماشى مع المدة الزمنية لاتحاد الكرة ( أربع سنوات ) وتضبط الأمور الإجرائية والمادية بالشكل الذي يجعلنا نقطع شوطاً حقيقياً نحو تأسيس أندية محترمة لأنه من العبث أن تبني في (جهة) بينما الأخرى ( منهارة ) !
ليس هناك وقت لاستحلاب الماضي لكن من الجميل أخذ العبرة من أخطائه، ولأن الوقت يمضي بسرعة وفاتورة التشغيل الكروي ترتفع لأسعار خيالية فإن القيام بتأسيس الأرضية الانتخابية من خلال الأندية أولاً سيدفع الجميع إلى إدراك معنى وقيمة كل شيء يمكن صرفه أو قرار يمكن اتخاذه.
فالانتخابات في الأندية هي صمام أمان انتخابات اتحاد الكرة والرؤساء المكلفون أو المعينون لا يمكن أن يحترموا (المنتخب) والأخير لا يمكنه التعامل مع شخصيات ترى أنها أقوى منه لأنها حضرت بالتكليف، فاضبطوا الأندية ثم اصعدوا للطابق الأعلى.
تعودنا في كل موسم انتخابي سواء كان الموسم على صعيد الأندية أم اتحاد الكرة نعيش في دوامة كبيرة من الجدل البيزنطي العقيم بين المؤسسات والشخوص المعنيين بالأمر وسبب ذلك واضح ومعروف للجميع وهو عدم التقيد من قبل الجميع بالقوانين والنظم النافذة والتي تلزم الجميع سواء كانوا أشخاصاً أم مؤسسات رياضية معنية بالأمر، هذا ما يقوله المنطق، لكننا في مشهدنا الرياضي وخاصة الكروي تعودنا أن نشاهد العجائب والغرائب، فلا غرابة أن نقول إن هذا المشهد الكروي أحياناً يسير خارج المألوف والمنطق وهذه الحقيقة التي جعلت البعض يكابر في البوح بها.
فمنذ أن وطئت أقدام الطارئين والانتهازيين والنفعيين المشهد الكروي ضاع الخيط والعصفور وأصبحنا ندور في حلقة مفرغة تتقاذفنا أهواء وتنظيرات وتصريحات وتعليقات ونرجسية وعنجهية وغرور، هؤلاء الطارئون والانتهازيون والنفعيون كانوا ألعوبة بيد هذا أو ذاك .
الاتحاد الرياضي العام ( المكتب التنفيذي ) يملك زمام المبادرة في كثير من الملفات الساخنة في المشهد الرياضي وأهم تلك الملفات ملف انتخابات الأندية والذي خضع للكثير من المزايدات والمناقشات والمجادلات والمحاولات البائسة في حسمه، وها نحن نعود للمربع الأول في هذا الملف الحساس والخطير، فحينما يتخلى الاتحاد الرياضي عن دوره الريادي والرئيسي في موضوع انتخابات الأندية نزولاً لرغبات وضغوط الآخرين ويعطي الجمل بما حمل إلى فروع الاتحاد الرياضي في المحافظات يكون الاتحاد الرياضي بذلك قد أحدث عملية انسحاب منظمة من الملف بكل تفاصيله وخاصة إذا ما أثبتت التجارب السابقة أن ما تقوم به فروع الاتحاد في المحافظات يخالف الواقع وخاصة من جهة قيادة العملية الانتخابية في النادي وتبني بعض الأشخاص وإبعاد أشخاص معينين، يعني بالمعنى الفصيح فروع الاتحاد الرياضي هي من تختار وتفرض مجالس إدارات الأندية وحسب مقاساتها هي وحسب القريب منها فليس معقولاً أن يبقى هذا الحال على حاله إلى ما لا نهاية.
وهذا الأمر يعطينا الدليل إن الذي يعرقل إقامة انتخابات الأندية بشكلها الصحيح حيث تفرز من يستحق أن يكون في مجلسها الإداري ( رئيس وأعضاء الإدارة ) هو المستفيد من هذه الفوضى التي تبدو للبعض فرصة من أجل البقاء مدة أطول في المناصب التي حصلوا عليها، لذلك نقول وبالفم المليان إن الانتهازيين والطارئين والنفعيين والمزورين هم من يسعون إلى عرقلة إقامة الانتخابات في الأندية بشكلها المثالي المبدئي ومهما فعل الاتحاد الرياضي العام فإن هؤلاء سيرفضون وسيعرقلون إقامة الانتخابات كما قلنا بشكلها المثالي المنطقي لأن هؤلاء اعتادوا العيش على الأزمات التي لم ولن تنتهي طالما بقي هؤلاء في المشهد الرياضي عموماً والكروي خصوصاً، وكان الله ورياضتنا وكرتنا من وراء القصد .
وأخيراً نقول للذين بدؤوا يروجون ويتحدثون عن التعليمات الانتخابية الخاصة في العملية الانتخابية في الأندية وكأنهم هم من يضعها والذي آخرها أنه سيتم تعيين رئيس النادي ونصف مجلس الإدارة وينتخب النصف الآخر من مجلس الإدارة، هكذا هم يروجون وكأن قراراً قد اتخذ فعلاً، غريب أمرهم وهم من قصدتهم في سياق حديثي وإنه حتى الساعة لم يصدر أي شيء من قبل المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام حول التعليمات الانتخابية الخاصة حول سير العملية الانتخابية في الأندية وشكلها وطريقة سيرها.