مع ختام الدوري.. هل البيع والشراء حقيقة أم مجرد كلام ؟!

متابعة – أنور الجرادات: هل من أدلة على بيع المباريات؟


هذا ما يثار فعلاً ودائماً حول نزاهة مباراة ما أو شبهة ملتصقة بها لشراء الذمم أو بيعها بهذا المعنى لكسر حقوق الآخرين سواء الصاعدين أم النازلين أم من يضمن بقاءه أم من يفوز بالألعاب،‏



هناك من يقول إن فريقاً ما اشترى حكماً – أي بلغة مجازية – ليلة المباراة أو مباشرة بعد تعيينه، وهناك من يجيز تفاوضاً ثنائياً حول نتيجة مباراة ما، وهناك من يشتري العديد من المباريات لضمان بقائه في القمة، وهذا أمر غير وارد على الإطلاق، وهناك من يرهن مستقبل بقائه ومصيره بمباراة فاصلة طبخت أصلاً في الكواليس، وهناك أيضاً من يبيع مباراة في شقها التقني والمنهجي عبر إجهاد اللاعبين طيلة أسبوع بالكامل حتى تخار قوتهم في مباراة معينة، وهناك العديد من أصول البيع والشراء التي تطول حتى اللاعبين أنفسهم، فينعمون بأرباح مالية قد يصلون إلى أرقامها الضخمة في مباراة واحدة، إلا أن هذه الوقائع التي اشتهرت بها العديد من أندية العالم غالباً ما كانت تصطدم بأدلة يكتشفها الزمن بعد مدة أو تكشفها الخصومات بين الأطراف المتنازعة على مراكز القيادة بالنادي أو صرعات أخرى بين المنخرطين ممن اكتشفوا حقائق بيع وشراء مباريات معينة.‏


مفارقات‏


لكن عندنا والحمد لله يمكن أن تشاهد مباراة ما في عز البحث عن النقاط على غير عادة عمقها الدلالي لفريق ما كان يشكل نموذجاً رائعاً في الأداء لكنه توارى عن الأنظار لمجرد تراجعه المطلق، رغم أن سيولته المالية موجودة ولا يمكن لأي لاعب أن تطوله الفاقة على الإطلاق ويمكن أن تشاهد فريقاً بدأ مرحلة الذهاب جيداً وربح الكثير من نقاط الإعجاز وأوقف أندية قوية لكنه توارى عن ذلك لأنه لا يملك فرص الفوز باللقب ويظل مختبئاً وراء تنشيط بطولة، وهناك من يظل في الذيل لمدة طويلة قبل أن يقفز على الأرقام في مرحلة حساسة، وهناك أيضاً من يرمي بفريقه إلى الزوال لأنه باع مباريات ما.‏


وتتناسل الأقاويل لدى العارفين بالكرة وحتى الجماهير التي ترى في مباراة ما شبهة ملموسة ووصفة محبوكة داخل رقعة يحكمها فريق ينقذ موسمه أمام فريق قادم لم يأت إلا لتفويت ذات النتيجة المعبر عنها ويرسل نادياً آخر إلى موقع صعب عبر ذات التداعيات، وتتناسل الأحاديث من دون أن يجهر عن ذلك في صميم الأحداث لكون لغة البيع أصبحت (محبوكة مثلاً) من دون أن يسقط البائع أو المشتري في مستنقع الأدلة الثابتة، مع أن إشكالية الهواتف النقالة بأحدث تكنولوجياتها تظل اليوم دليلاً قاطعاً لمصادرة الجرائم وإشكاليات التواصل الأخرى القريبة من ذلك يمكن أن تحضر لشراء الذمم بالعين المجردة ولكنها غير مرئية مع أنها عملية سرية واضحة في المقالب المؤدى عنها مالياً بالسيولة لا بالشيك، وفي كل الأحوال تظل عملية البيع والشراء قائمة أحببنا أم كرهنا بطرق فنية عالية في الرصد وبعيدة عن أي شبهة ثابتة.‏


اتهامات بلا دليل؟!‏


نحن نعلم علم اليقين وسمعنا غير مرة وفي بطولات الدوري السابقة أن بعض المباريات مفبركة وفيها ( إنّ) و( مباعة) ولكن لم يجرؤ أحد باتهام أي طرف لغياب الأدلة الدامغة التي تثبت ذلك، وما نعرفه في كرة القدم حقيقة أن نادياً ما يلعب على اللقب ويحفز آخر من أجل إيقاف مطارده والعكس صحيح بحسن النوايا والتحفيزات المالية المغرية التي لا تحصل عليها إلا في الأوقات الحاسمة.‏


وما دعاني للحديث في هذا الموضوع وأقصد البيع والشراء في مباريات الدوري الكم الكبير والهائل من الأقاويل حول نزاهة مباراة ونتيجة مباراة وأن هناك من قام ببيع مباراة مقابل أن يستفيد فريق آخر وهكذا، وقد سمعنا مؤخراً من يتهم علناً ومن دون أي دليل واقعي أو ملموس أشخاصاً وأندية بأسمائهم الصريحة بأنهم قد باعوا أو ساهموا أو تقصدوا في حرف نتيجة مباراة مقابل الأندية لنادٍ آخر، ومع كل هذا يفتقد هذا الاتهام الصريح إلى أي دليل أو برهان واضح وفقط هو شماعة لتغطية أمر ما كخسارة أو هبوط النادي أو فقدان الظفر ببطولة الدوري وهذا ما يحدث فعلاً.‏


ويجب أن تُطرح الأسئلة والاستفسارات على اتحاد الكرة حول الآلية التي يعمل وفقها وضمنها للحد من هذة المسألة الشائكة والمعقدة والتي تظهر عادة مع نهاية كل موسم كروي ؟ وما هو فاعل لو تحقق من هذا الأمر فعلاً؟ وهل هو على علم بما يكتب عبر الصفحات حول مسألة البيع والشراء في الدوري؟ وهل دوره مناط فقط عندما يقدم نادٍ ما باعتراض على نتيجة أو نزاهة مباراة بالتحقق وتقصي الحقائق ومن ثم يصدر القرار … أسئلة كثيرة وعديدة وملحة لكن تحتاج للإجابة المقنعة و الشافية من اتحاد الكرة.‏

المزيد..