من يتابع الدوريات الأوروبية الكبرى يعجب بالتنافس المثير في بطولات الليغا الإسبانية والبوندسليغا الألمانية والكالتشيو الإيطالية، في الوقت الذي يصاب فيه بالدهشة من انعدام المنافسة على اللقب في إنكلترا، على حين تتطابق التوقعات على أرض الملعب في الليغ آن الفرنسية التي يهيمن عليها باريس سان جيرمان.
التنافس بات واضحاً في الدوري الإسباني بين القطبين الكبيرين برشلونة وريـال مدريد مع أفضلية ملكية لاستعادة العرش، فرغم أن فارق ثلاث نقاط لا يقدم ولا يؤخر في العرف العام إلا أن المتابع يستشف أن المدرب زين الدين زيدان « ولاعبيه » أكثر ثقة واتزاناً، ولكن كل شيء يبقى متعلقاً بالترجمة داخل المستطيل الأخضر.
والمتابع يستنبط ذلك من خلال تغيير الجلد التدريبي في البيت الكاتالوني في منتصف الموسم، ما يدل على خلل ملحوظ، وزاد الأمر سوءاً في كاتالونيا ظهور خلافات وانتشار تصريحات لم تكن معتادة، ما جعل إمكانية خروج ميسي من برشلونة واردة، مع أن ذلك لم يكن أحد يراهن عليه قبل انطلاق الموسم.
الكالتشيو عاد إلى نقطة الصفر عندما سقط اليوفي أمام هيلاس فيرونا تزامناً مع فوز الإنتر في ديربي الغضب على جاره ميلان، فأضحت الصدارة مشتركة بفارق الأهداف، واستمرار لازيو متألقاً بإنجازه ثماني عشرة مباراة متتالية من دون خسارة، فأضحى متأخراً بفارق نقطة عن الثنائي الأكثر ترشيحاً للفوز باللقب النيراتزوري والبيانكونيري.
وجاء تعادل لايبزيغ بأرض البايرن بمنزلة الإثبات بأن ما وصل إليه لايبزيغ حديث التأسيس ليس ضربة حظ أو نسمة عابرة، وأن صدارته مرحلة الذهاب تعبير بليغ على أن وصوله للأدوار الإقصائية للشامبيونزليغ متصدراً مجموعته جديرة أيضاً، ومع اقتراب المسافة بين دورتموند وغلادباخ الذي يمتلك مباراة مؤجلة نتيقن أن المراحل القادمة من الدوري الألماني ستكون على صفيح ساخن، وأن صدارة البايرن مهددة، ولو أنه مازال المرشح الأوفر حظاً للحفاظ على اللقب لجملة اعتبارات أهمها امتلاكه النفس الطويل.
محمود قرقورا