متابعة – أنور الجرادات: يعود الجدل مجدداً حول أهمية اللاعب الاجنبي في دورينا المحلي وما إذا كان يشكل إضافة فنية بالفعل أم يعتبر عبئاً على خزائن الأندية من جانب ، ومصير اللاعبين المحليين بشكل عام ومركز المهاجم ورأس الحربة على وجه التحديد من جانب آخر…!!
أسئلة كثيرة تتردد في هذه الأيام ولعل أبرزها هو الاستفسار عن جدوى وجود الأجنبي وإن اتفقت الآراء على ضرورة وجود المحترفين الأجانب في أي دوري ينشد التطور كسنة من سنن اللعبة ذات الطابع العالمي والتي تعتمد بشكل أساسي على المواهب والبحث عنها في كل بقاع الأرض، فقد اختلفت نفس الآراء في طريقة تحديد عدد هؤلاء الأجانب المطلوب ضمهم للأندية في الدوري نفسه وما إذا كان هناك قرار في الاتحاد الآسيوي بتحديد عدد المسموح به من اللاعبين المحترفين الأجانب(4) لاعبين أو أقل وربما يكون(3) لاعبين في أي جنسية ويكون الرابع آسيوياً وهل يعتبر بالفعل قراراً يخدم مستوى الكرة ولا يضر بالمنتخبات الوطنية بشكل جيد أم لا ؟
اللاعب الأجنبي ضرورة أم لا ؟!
يرى الكثيرون أن وجود اللاعب الأجنبي ضرورة، غير أن ما يتم دفعه لجلب هذا الأجنبي لدورينا يعتبر مبالغاً فيه للغاية ويكفي أن ندلل على فداحة الموقف بذكر الإنفاق على التعاقد مع أغلب اللاعبين الذين جلبتهم أنديتنا المحلية في السابق بصفقات أغلبها مشبوه وبالغالب صفقات مضروبة .
والكثير من الصفقات لم تحقق الفائدة منها والبعض الآخر فاحت منه رائحة( السمسرة والعمولة)؟!
مشكلات
وعلى مدار السنوات الماضية التي كان فيها عندنا لاعبون أجانب كشف الواقع أن بعض أنديتنا تعرضت للنصب على يد وكلاء وسماسرة باعوا لنا الوهم عبر تقديم صور وتسجيلات للاعب موهوب ومتألق بينما من ينتقل ويوقع يكون لاعباً آخر خاصة القادمين من أميركا اللاتينة وقد وقعت أندية عديدة ضحية لأكثر من عملية نصب بهذا الأسلوب الرخيص..!!
أما العمليات الأخرى التي وقع فيها بعض من أنديتنا فكانت بالتعاقد مع أجنبي ثم يهرب اللاعب تاركاً ناديه ورافضاً الاستمرار ما يكبد الأندية أموالاً مهدورة على عمولات وصفقات ومقدمات عقود لم تستكمل.
وهناك أكبر من مثال لتعاقدات لم تكتمل فيما كشف كثيرون أن يعد سبباً في تسهيل مهمة الوكيل الأجنبي في كثير من الأحيان؟!
كما وجهت الانتقادات للأندية التي تهمل استغلال مواردها في شراء لاعبين أجانب من دول بعينها وبأسعار قليلة ولايقدمون شيئا فاعلا من تغيير نتيجة أو ماشابه ذلك وفقط لأنه لاعب من الخارج ولاعب محترف أجنبي..!!
وأساساً إن اللاعب المحلي لم يستفد من اللعب بجوار اللاعب الأجنبي الذي ليس لديه ما يقدمه خاصة أن التعاقدات تتم بين اللاعب والإدارة ويكتشف المدرب وجود اللاعب في التدريبات أو أن تتعاقد الإدارة مع اللاعب دون مشورة المدرب وهو ما يدفعه للاعتماد عليه سواء كان مستواه جيداً أو سيئاً.
التجنيس هل الحل البديل؟
وبين الضرورة وعدمها من وجود اللاعب الأجنبي في دورينا، هل نتجه بعد خيبات وفشل كرتنا في محافلها العديدة إلى( واقع التجنيس) القسري أو الطبيعي…!!
حيث من المؤكد أن للتجنيس في كرة القدم الكثير من الإيجابيات والسلبيات فهو ينقذ جيلاً كاملاً ربما عندما يملك منتخب معين فريقاً رائعاً ويكون لديه عناصر مميزة في كافة المراكز لكنه يعاني من حراسة المرمى، فكلما سجل هدفاً تلقى هدفين وحاول كثيراً لكن بلا فائدة حينها يصبح من المنطقي (تجنيس) حارس يشغل هذا المركز بكفاءة لكي لا يضيع جهد اللاعبين الآخرين ولعل منتخب البرازيل في ثمانينات القرن الماضي خير مثال على ذلك حيث كانت أروع كرة بلاحارس مرمى .
أما السلبيات فيمكن حصرها بأهم نقطة وهي أن اللاعب مهما كان مخلصاً فإن إخلاصه يكون أكبر للدافع الذي جعله يقبل بالتجنيس وليس للبلد التي اختارها .
شروط
فرض الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) عدة قوانين لضبط عملية تجنيس اللاعبين بعد انتشار هذه الظاهرة بشكل غير منظم حيث كنا نشاهد أحد اللاعبين يلعب لمنتخب معين ثم نجده في العام التالي يلعب لمنتخب آخر.
وعلى الراغب في تمثيل بلد غير بلده أن يكون مقيماً في دولته الجديدة بعد بلوغه (18) عاماً لمدة خمسة أعوام قبل تمثيل منتخبها الوطني.
ويحدث التجنيس كذلك إذا كان اللاعب مولوداً في بلد الاتحاد المعني بالجنسية، أي أن يكون والده أو والدته ولدا في بلد الاتحاد المعني ويالنتيجة يجب أن يكون هناك على الأقل أحد هذه الشروط الأربعة كي يتمكن اللاعب من الدفاع عن ألوان البلد الذي يعرض عليه الجنسية .
وفي حال عدم وجود أي روابط للاعب ببلده الجديدة قبل التجنيس فإن الحالة تصبح غير شرعية والأهم هو مكان الولادة للأهل وليس الجنسية ومدة معيشته بالدولة التي يريد الحصول على جنسيتها .
وتبقى لهذه القوانين الكثير من الثغرات التي تدخل منها الدول الراغبة بتجنيس أحد اللاعبين ولكن لكي تجني الدول فوائد التجنيس فعليها أن تسير وفق خطة طويلة الأمد كأن يتم توظيف بطل ليلعب للمنتخب الوطني ثم يبقى هذا البطل مستقبلاً ليكون عضواً فاعلاً في اتحاد اللعبة أو ما ينبثق من أندية وأكاديميات .
وهكذا تبقى الخبرة والقدرات في البلاد الجديدة ولا تكون المسألة مثل رحلة تسوق قصيرة ما أن نستهلك ما اشتريناه حتى اضطررنا للعودة إلى التسوق من جديد